«على ناصية حلم»

«على ناصية حلم»
TT

«على ناصية حلم»

«على ناصية حلم»

يقفز الكاتب والروائي الأميركي أرنست همنجواي على الطاولة، في أمسية رمضانية بالقرب من شاطئ البحر في الدمام، ملوحاً بروايته الجميلة التي حملته إلى جائزة نوبل «العجوز والبحر». هناك قبل نحو 70 عاماً في هافانا صارع الصياد العجوز العوزَ والقهرَ والإحباطَ والعجزَ ليظفر بسمكة كبيرة، لكن حيتان البحر وأسماك القرش المفترسة استولت على جهده وكسرت إرادته، وأجبرته أن يعود بأحلام مكسورة إلى الشاطئ ينصب فوقه هيكلاً عظمياً لسمكة كبيرة تمثل حلمه المختطف.
في الدمام، ثمة مبادرة ترتوي من هذا المعنى، تأخذ في الحسبان وجود ملايين الأحلام كأصوات مبحوحة، تقطعت بها السبل، تحتاج إلى دفقة روح، ونور طريق، وبصيرة للوصول إلى أهدافها. أحلام كتلك التي كانت تراود الصياد «سانتياجو» في خليج غولد ستريم على مدى ثمانين يوماً... وحين اصطاد الفرصة، طوقته عوامل التحدي لتنهش حلمه وتحوله حطاماً.
قبل عام واحد ولد مشروع «على ناصية حلم»، من وحي خيال رجل من طراز مختلف، يجمع بين الثقافة والفكر والابتكار، الأكاديمي والأستاذ الجامعي محمد عبد الرحمن الزامل، من أسرة اقتصادية معروفة بالمبادرات الخيرية، وهو شقيق الكاتب نجيب الزامل الذي يدير عدداً من المبادرات الإنسانية والشبابية في السعودية.
على مقهى في «العدلية» بالبحرين، كتب تغريدة عبر «تويتر»: «لكل منا حلمه، اكتبوا أحلامكم هنا، لعل كلاً منا يساعد آخر على تحقيق حلمه... من ناحيتي سأبذل ما في وسعي لتحقيق أحلامكم».
وشيئاً فشيئاً، تقاطرت الأحلام لمئات الشباب والشابات وبعض كبار السنّ، الذين يتطلعون إلى من يحمل معهم أحلامهم نحو بلوغ الهدف. يقول محمد الزامل، في تلك الأمسية الرمضانية: «نحن لا نمنح المال... أحياناً يمكن لبعض المال أن يكسر نفساً كان يمكن أن تحّلق نحو الأعلى».
يشرح الزامل الفكرة: «تعتمد فكرة المشروع بشكل رئيس على مساعدة الآخرين في رحلتهم المثيرة والممتعة نحو تحقيق أحلامهم. ويؤمن فريق العمل أن كل رغبة، أو أمنية، يتطلع إنسان لتحقيقها، فإنها تدخل تحت تعريف (الأحلام) التي يسعون في المساعدة على تحقيقها».
يضيف: «إن هذا المعنى الشمولي للأحلام، هو النطاق الواسع الذي نؤمن به ونرتاح إليه، ونشعر أننا بذلك حققنا إضافة مختلفة».
خلال عام واحد تجاوز عدد الأحلام التي وصلت إلى فريق المبادرة، أكثر من ألف حلم، أمكن تحقيق نحو ثلثها على الأقل. ويعتمد العمل على تكوين فريق من المتطوعين والمبادرين الذين يتلقون أحلام الناس ويسعون لتحقيقها، مع شركاء من قطاع الأعمال الذي يوفر فرصاً لاستيعاب بعض الباحثين عن عمل.
بعض الشباب بحاجة إلى المساعدة في تنضيج الفكرة، أو تسويقها، أو المساعدة في البحث عن شركاء أو حواضن تنمو فيها. بعض الأحلام هي حاجات بسيطة لكن ينبغي مساعدة أصحابها في التحرر من ربقة الحاجة إلى امتلاك ناصية الموهبة، والقدرة على تحقيق الإنجاز. بعض الأحلام عبارة عن انكسارات في مسار العمل والتعليم والروتين البيروقراطي الذي يقضي على آمال الشباب، هؤلاء بحاجة إلى من يوصل صوتهم، ويتبنى مطالبهم، ويزيل العوائق عن دربهم.
يقول الزامل إن مشروع «على ناصية حلم» هو محاولة لتفعيل العمل الجماعي، وتحقيق مبدأ التعاون، وتفعيل أيقونات المجتمع كافة، لينمو ويتمدد في قنوات الخير.
ليست كل الأحلام تتحقق بالمال. فالفكرة والمبادرة والصدر الحنون والحضن الدافئ والمشورة الصادقة أغلى كثيراً من المال. فالمثل الصيني القديم يقول: «بدل أن تعطي المحتاج سمكة، قدم له سنارة كي يصطادها».



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.