مصر: إدراج 241 عضواً بـ«ولاية سيناء» على قوائم الإرهاب

إرجاء الحكم على بديع وقيادات «الإخوان»... وضبط ناشط معارض

TT

مصر: إدراج 241 عضواً بـ«ولاية سيناء» على قوائم الإرهاب

قررت محكمة جنايات القاهرة، إدراج 241 متهماً ينتمون إلى تنظيم ولاية سيناء، على قوائم الإرهاب، وذلك بحسب ما نشرته الجريدة الرسمية أمس.
ووفقاً لقانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، الصادر عام 2015، فإن إدراج أي جماعة أو أشخاص على هذه القوائم يتبعه تلقائياً التحفظ على الأموال والمنع من السفر ووضعهم على قوائم ترقب الوصول إن كانوا خارج البلاد.
ومنذ أن بايعت تنظيم داعش الإرهابي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، نفذت جماعة ولاية سيناء، عشرات العمليات الإرهابية راح ضحيتها المئات. ويقوم الجيش المصري حالياً، بمعاونة الشرطة، بعملية عسكرية واسعة للقضاء عليها وتطهير شبه جزيرة سيناء.
من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات الجيزة أمس، مد أجل النطق بالحكم في إعادة محاكمة 8 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، يتقدمهم محمد بديع المرشد العام للجماعة، في قضية اتهامهم بالتحريض والاشتراك في ارتكاب أحداث العنف والقتل التي وقعت في منطقة البحر الأعظم بمحافظة الجيزة، وذلك إلى جلسة 29 يوليو (تموز) المقبل.
وتعود الأحداث إلى أعمال العنف التي وقعت إبان اعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013.
وتأتي إعادة محاكمة المتهمين في القضية على ضوء الحكم الصادر أخيراً من محكمة النقض، بإلغاء حكم الجنايات بمعاقبتهم بالسجن المؤبد وإعادة محاكمتهم من جديد.
وسبق أن عاقبت محكمة جنايات الجيزة، في سبتمبر (أيلول) 2014، 15 متهماً في القضية بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً، يتقدمهم بديع وقيادات وأعضاء الجماعة محمد البلتاجي وعصام العريان وصفوت حجازي وباسم عودة وعزت صبري حسن وأنور علي حسن والحسيني عنتر محروس وهشام إبراهيم كامل وجمال فتحي يوسف وأحمد ضاحي محمد وعزب مصطفى مرسي وأبو الدهب حسن محمد ومحمد علي طلحة، وعاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى تنظيم الجماعة الإسلامية.
وكانت تحقيقات النيابة العامة قد ذكرت أن المتهمين بديع والبلتاجي وحجازي وعبد الماجد والعريان، قاموا بالتحريض على ارتكاب أحداث العنف والإرهاب والقتل العمد، وتأليف عصابة مسلحة لمهاجمة المواطنين ومقاومة السلطات وإمدادها بالأموال والأسلحة. كما أسندت النيابة إلى باقي المتهمين ارتكابهم جرائم الإرهاب والتجمهر والقتل العمد والشروع في القتل العمد.
وقالت تحقيقات النيابة إن المتهمين قاموا بعقد اجتماعات إبان اعتصام «رابعة العدوية» (شرق القاهرة)، اتفقوا خلالها مع آخرين على التجمهر في مسيرات تجوب شوارع محافظة الجيزة، بغرض استخدام العنف وترويع المواطنين.
إلى ذلك، قالت 3 مصادر أمنية أمس، إن الشرطة المصرية ألقت القبض على الناشط السياسي المعارض حازم عبد العظيم. وذكرت المصادر بحسب (رويترز)، أن الشرطة ألقت القبض على عبد العظيم (58 عاماً) في منزله بالقاهرة في وقت متأخر من مساء أول من أمس (السبت).
وأضافت أن عبد العظيم، الذي كان أحد مسؤولي حملة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى في عام 2014، ثم تحول لانتقاد سياساته، سيحال إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه. وقال مصدر: «ستستجوبه الشرطة حول قيامه بنشر أخبار كاذبة والتحريض ضد الدولة».
ورجحت المصادر صدور أمر من النيابة بحبسه على ذمة التحقيق على غرار نشطاء سياسيين وحقوقيين آخرين ألقي القبض عليهم خلال الأسابيع الماضية، واتهموا بنشر أخبار كاذبة والتحريض ضد الحكومة والانضمام لمنظمات أسست على خلاف أحكام القانون.
وشغل عبد العظيم منصب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لكنه شارك في ثورة 2011 التي أطاحت به. وعارض حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.