تونس تكشف عن خلية مكونة من 13 عنصراً بايعوا «داعش»

TT

تونس تكشف عن خلية مكونة من 13 عنصراً بايعوا «داعش»

تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمدينة سوسة (وسط شرقي تونس) من تفكيك خلية تسفير إلى بؤر التوتر، وإلقاء القبض على 13 عنصراً من عناصرها، وأكدت من خلال التحريات الأولية ثبوت مبايعتهم لتنظيم داعش الإرهابي، واعتزامهم التوجه إلى سوريا قصد الانضمام إلى ذاك التنظيم الإرهابي.
وأوضحت وزارة الداخلية التونسية أن التحقيقات مع هذه العناصر أفضت إلى إلقاء القبض على 6 عناصر في البداية، سرعان ما أكدوا تورط 7 عناصر أخرى تنشط بدورها ضمن الخلية الإرهابية ذاتها.
وأذنت النيابة العامة بالاحتفاظ بالمتهمين، ومباشرة قضية في شأنهم، موضوعها: «الاشتباه في الانضمام إلى تنظيم إرهابي، وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر»، كما أدرجت 3 عناصر بحال فرار ضمن قائمات المفتش عنهم من قبل الأمن.
على صعيد متصل، ألقت أجهزة الأمن التونسية القبض على عنصر تكفيري تونسي من ولاية (محافظة) القصرين (وسط غربي تونس)، وهي منطقة تتحصن مجموعات إرهابية بجبالها، وأكدت على تواصله مع عناصر إرهابية تونسية التحقت بالتنظيمات الإرهابية في سوريا.
ودأبت عناصر من الخلايا الإرهابية النائمة في تونس على التواصل مع إرهابيين تونسيين التحقوا قبل سنوات ببؤر التوتر في سوريا وليبيا، وغالباً ما تعرف الساحة التونسية أنشطة إرهابية على صلة بتلك العناصر التي تدرب الشباب التونسي على استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات، وتعيدهم إلى تونس لتنفيذ أعمال إرهابية، على غرار الهجومين المسلحين اللذين وقعا سنة 2015؛ على متحف باردو (العاصمة التونسية)، ونفذه الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي؛ والفندق السياحي في مدينة سوسة (وسط شرقي تونس)، ونفذه الإرهابي سيف الدين الرزقي. وهؤلاء الإرهابيون الثلاثة تلقوا تدريبات في ليبيا، وكانوا على اتصال مع خلايا إرهابية نائمة في تونس.
على صعيد متصل، أعلمت وحدات مكافحة الإرهاب في تونس إحدى العائلات في ولاية جندوبة (شمال غربي تونس) بمقتل الإرهابي التونسي شفيق الورتتاني، البالغ من العمر 32 سنة، على أيدي عناصر إرهابية من تنظيم داعش في سوريا، وذلك بعد أن حاول التخلي عن القتال ضمن التنظيم الإرهابي.
وأكدت مصادر أمنية تونسية أن الإرهابي شفيق الورتتاني كان يعمل في قطاع الحدادة، قبل أن يتخذ صحبة مجموعة من الشبان والشابات قراراً بالسفر إلى ليبيا المجاورة، ومن ثم التوجه إلى ساحات القتال في سوريا.
وبعد مقتل هذا العنصر الإرهابي، تكون تلك العائلة قد خسرت ابنها الثاني، الذي التحق بتنظيم داعش الإرهابي منذ نحو 4 سنوات (2012). وكان الإرهابي التونسي شاكر الورتتاني، شقيق الضحية، قد توفي بدوره منذ سنوات في مواجهات مسلحة مع الجيش السوري.
ومنذ سنة 2011، توجه الآلاف من الشباب التونسي إلى ساحات القتال بهدف الإطاحة بالنظام السوري، في غمرة الثورات على الأنظمة الديكتاتورية. وتؤكد إحصائيات حكومية رسمية أن عدد الإرهابيين التونسيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية خارج تونس لا يقل عن 2929 إرهابياً، توجد نسبة 70 في المائة منهم فوق الأراضي السورية، وتؤكد المصادر ذاتها عودة نحو 800 إرهابي إلى تونس.
وفي غضون ذلك، تعرض مستوصف محلي (هيكل حكومي للصحة) إلى الخلع وسرقة كمية هامة من الأدوية في منطقة «عين سيدي محمود»، القريبة من جبل السلوم في القصرين (وسط غربي تونس). ورجحت التحريّات الأولية إقدام العناصر الإرهابية التي تتحصن بجبل السلوم على تنفيذ عملية السرقة لإسعاف بعض العناصر التي أصيبت في تبادل لإطلاق نار يوم الاثنين الماضي من قبل وحدات الجيش التونسي، تم خلاله القضاء على الإرهابي التونسي حمدي الطرابلسي، بعد كمين نصبته الوحدات العسكرية، وإصابة عناصر إرهابية أخرى بصفة محققة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.