«لعنة كارما»: أزمات خلال التصوير وانتظار بعد العرض

هيفاء وهبي في مسلسل {لعنة كارما}
هيفاء وهبي في مسلسل {لعنة كارما}
TT

«لعنة كارما»: أزمات خلال التصوير وانتظار بعد العرض

هيفاء وهبي في مسلسل {لعنة كارما}
هيفاء وهبي في مسلسل {لعنة كارما}

يبدو أنّ اسم مسلسل «لعنة كارما» كان له تأثيره السلبي. فقد شهد هذا العمل الدرامي أزمات عدة قبل انطلاقه. لكنّه وسط أجواء مشحونة بالتوتر، وبعد التغلب على الصعوبات عاد ودخل سباق المسلسلات الرمضانية ليحظى بنسبة عالية من المشاهدة في مصر رغم ثغراته.
قبل الحديث عن المسلسل الذي تؤدي هيفاء وهبي دور البطولة فيه بمشاركة عدد كبير من ممثلي الشاشة المصرية، وهو من إنتاج ممدوح شاهين وإخراج خيري بشارة، لا بد من الإشارة إلى دوّامة المشكلات التي دخل فيها قبل عرضه: أولاً التأخير الذي واجهه الذي جعل أقلام الصّحافة تتداول خبر تأجيله وإرجاء عرضه إلى ما بعد انتهاء الموسم الرمضاني، ثانياً اعتذار المخرج إسماعيل فاروق عن العمل لأسباب صحية، ثالثاً تسليم شركة الإنتاج المهمّة إلى المخرج خيري بشارة الذي أراد بدوره تغيير عدد من الممثلين ليواجه رفضاً قاطعاً من قبل القيمين على الإنتاج.
تجدر الإشارة إلى أن عدم عرض المسلسل أو تأجيله جاء على لسان هيفاء أكثر من مرّة، كان أحدثها كلاماً كتبته على صفحتها الرسمية على إنستغرام لافتة إلى الظروف الإنتاجية القاسية التي تتعرض لها هي وفريق العمل، مشيرة إلى اعتذارها المسبق منهم في حال لم يتم إكمال العمل، ولكن بعد أقل من ساعة حذفت هيفاء ما كتبته، ونفاه المنتج.
الأزمات أكملت طريقها بعد عرض الحلقة الأولى من العمل حين هاجمت هيفاء المنتج بسبب تجاهله ذكر اسم الفنان آدم الذي غنّى شارة مقدمة المسلسل، والإشارة فقط إلى محمد عدوية في حين غنّى الأخير شارة النهاية.
بالعودة إلى «لعنة كارما» (تأليف عبير سليمان سيناريو وحوار مصطفى زايد وحاسم حلمي وبطولة: زكي فطين عبد الوهاب، وشيرين، ونورين كريم، وعبير عيسى، وهاني قنديل)، تجسّد فيه هيفاء دور نصّابة محترفة تقع في غرام أحد ضحاياها رجل الأعمال «عمر هداية» الذي يؤدّي دوره الممثل والمذيع المصري النمساوي فارس رحومة في عودة إلى الشاشة بعد 20 عاماً منذ مشاركته في فيلم «المصير» للمخرج العالمي يوسف شاهين.
الحكاية تظهر في حلقاتها الأولى أنّ موهبة كارما في النّصب والاحتيال تبدأ بالتراجع، مع المشكلات التي أخذت عصابتها تواجهها، وقرار عمر بالانتقام من دون أي رحمة. وعلى الرّغم من فرادة القصّة فإن الاستعجال في تصوير المسلسل يظهر جلياً على ممثليه، بمن فيهم هيفاء وهبي التي عوّدتنا على أداء استثنائي في معظم أعمالها التمثيلية التي استطاعت أن تشكّل ظاهرة حقيقية في مصر. إلا أنها هذه المرة لم تكن على مستوى التوقعات، وجاء أداؤها مخيباً بعض الشيء. لعل الضغوطات التي عانت منها النجمة اللبنانية في التصوير كان لها تأثيرها على عدم تقديمها الدور بالإتقان المعهود. وهنا لا بدّ أن نستذكر أنّها حقّقت نجاحاً جماهيرياً لافتاً في مسلسل «الحرباية» في رمضان الفائت، وذلك استكمالاً لمسيرة ناجحة جداً وتفوقاً لا يستهان بهما، وقدرة حقيقية على منافسة أهم نجمات الدراما المصرية.
من المؤسف أنّ عودة رحومة لم تكن على قدر التطلعّات أيضاً، وأتى أداؤه عادياً، مفتقراً إلى الكاريزما بينه وبين نجمة العمل.
مع عرض نحو ثلث حلقات المسلسل نخشى أنّه سيقع في فخ البطء، مع رتابة في توالي الأحداث وضعف أحيانا في النّص والسيناريو، ولا بدّ من انتظار أحداث أكثر دراماتيكية من أجل الحفاظ على مستوى التشويق المتوقع في هذا النوع من الأعمال. ففي نهاية الأمر لا يمكن الاتّكال فقط على جمال النجمة اللبنانية والبذخ الكبير في إطلالاتها الممهورة باسم أهم دور الموضة العالمية وأشهرها، لأن ذلك بطبيعة الحال لا يكفي، خصوصاً في ظل منافسة شرسة مع عدد كبير من المسلسلات الرمضانية على الشاشات العربية. لذا يؤمل أن تشهد الحلقات الآتية تغييراً حقيقياً، وإلّا سيكون للمسلسل من اسمه نصيب، لأنه يبدو وللأسف أنّ العقبات الكثيرة التي واجهها والاستعجال في تصويره والأزمات التي تخبّط بها بدأت تظهر نتائجها بعد عرضه!


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
TT

فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)

احتفالات تحيي الموروث وتسترجع التاريخ وتعزز من الثقافة المحلية تقيمها وزارة الثقافة في عدد من المدن السعودية بمناسبة عيد الفطر، لإبراز ثقافة المجتمع السعودي، والعادات الاحتفالية الأصيلة المرتبطة به، وتجسيدها في قوالب إبداعية تستهدف جميع شرائح المجتمع.
«حي العيد» أحد هذا الاحتفالات التي تقيمها «الثقافة» في الرياض بدعمٍ من برنامج جودة الحياة - أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030» - حيث تقام في 3 مواقع بالمدينة، هي: ساحة المصمك، وسوق الزل، وشارع السويلم، وهي مناطق اعتاد سكان الرياض على التردد عليها؛ كونها تمثل جزءاً مهماً من تاريخ مدينتهم.
وأعدت الوزارة المهرجان بأسلوبٍ مميز يأخذ الزائر في رحلة ثقافية إبداعية تعكس عادات المجتمع السعودي بهذه المناسبة، تبدأ بمنطقة «عيدنا في البيت الكبير» التي تقدم طابع البيوت السعودية المفعمة بالحب والمودة، وممرات العيد التي تشهد «مسيرة العيد» لتُدخِل البهجة على قلوب الزوار، وتنشر الفرحة بينهم بأجوائها العائلية.

يهتم أهالي الطائف بوردهم بشكل كبير ويقيمون له مهرجاناً كل عام للاحتفال به  (واس)

لتنتقل الرحلة بعدها إلى منطقة «عيدنا في جمعتنا»، وهي عبارة عن ساحة خارجية تحتوي على جلسات مميزة بطابع المهرجان متضمنة عدة أنشطة، وهي حوامة العيد التي تقام في شارع السويلم 3 مرات باليوم وتوزع خلالها الحلوى؛ لتُحاكي في مشهدٍ تمثيلي عادة الحوامة القديمة في نجد، بحيث كان الأطفال يحومون انطلاقاً من مسجد الحي، ومروراً بالبيوت، منشدين خلالها أهازيج مختلفة مرتبطة بهذه المناسبة السعيدة.
وفي شمال السعودية، تقيم الوزارة مهرجان «أرض الخزامى» في نسخته الأولى بالتزامن مع العيد ولمدة 15 يوماً في مدينتي سكاكا، ودومة الجندل في منطقة الجوف، لإبراز التاريخ العريق للمنطقة والاحتفاء بعادات وتقاليد سكانها.
وسيتم إحياء المناطق المفتوحة حول قلعة زعبل بمعارض فنية مفتوحة بمشاركة فنانين من المنطقة ومن مختلف مناطق المملكة، إلى جانب إحياء شوارع القلعة بالألعاب الشعبية التي تُقدَّم بمشاركة أطفال المنطقة، كما ستوضع منصات لكبار السن لرواية قصص عن قلعة زعبل على المستوى الاجتماعي والنهضة التي تمت خلال المائة عام السابقة، التي أثرت بشكل عام على المنطقة.
كما سيوفر المهرجان فرصة التخييم للزوار ضمن أنشطة ثقافية مختلفة تتضمن السرد القصصي، والفنون الأدائية، والطهي الحي، في الوقت الذي سيقدم فيه شارع الفنون الشعبية كرنفالاً من الخزامى، يحوي مناطق لصناعة الزيتون وصناعات السدو.
وتحتضن بحيرة دومة الجندل عدة فعاليات، تشمل مقهى حديقة اللافندر، ومنطقة نزهة الخزامى، وسوق الخزامى لبيع مختلف المنتجات المستخلصة من نبتة الخزامى، وكذلك منطقة مخصصة لورش العمل التي تتناول صناعة مختلف منتجات الخزامى، والتعريف بها، وكيفية زراعتها.
كما يستضيف المسرح في مناطق المهرجان عروضاً موسيقية وأدائية لاستعراض تراث الخزامى في منطقة الجوف، والمعزوفات المختلفة باستخدام الناي والطبول والدفوف، إضافة إلى العديد من الأمسيات الشعرية التي ستستضيف نخبة من الشعراء.
وتسعى وزارة الثقافة إلى جعل مهرجان «أرض الخزامى» واحداً من أهم 10 مهرجانات ثقافية، عبر تقديم فعاليات بقوالب مبتكرة ومستوى عالمي، مع تأصيل التراث المادي وغير المادي، بما يضمن تغطية جميع الجوانب الثقافية، والتراثية، والإبداعية للمنطقة، مع إشراك الأهالي من ممارسين، ومثقفين، ومهتمين، في أنشطة المهرجان الرامية إلى إبراز نبتة الخزامى بوصفها هوية حضارية تمتاز بها المنطقة.
وفي غرب السعودية، تبدأ الوزارة بمهرجان «طائف الورد» الذي يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للمدينة وإبراز مكتسباتها الطبيعية والتاريخية ونشر ثقافة أهاليها وتسليط الضوء على الورد الطائفي وأهميته.
ويصاحب المهرجان مسيرة استعراضية للورد، تضم مؤدِّين، ومركبات مزينة بالورود، ومجسمات ضخمة تعكس هوية المهرجان بالورود تجوب شوارع مدينة الطائف، وصولاً إلى متنزه الردف حيث تقام هناك فعاليات «جبل الورد»، ومعرض «ترانيم الورد»، و«سوق الورد».
وسيكون رواد الأعمال، والشركات المحلية والعالمية، والمنتجون المحليون والمزارعون، على موعد مع ملتقى «مهرجان طائف الورد» الذي يمثل منصة تجمع المزارعين مع رواد العلامات التجارية العالمية، مما يوجِد فرصاً استثمارية، واتفاقيات تعاون كُبرى مع العلامات التجارية العالمية؛ ليكون ورد الطائف ضمن أعمالهم المعتمدة.
وتأتي في مقدمة أنشطة متنزه الردف فعالية جبل الورد التي تعكس قصة ساحرة عبر عرض ضوئي على الجبل وممر الانطباعية الذي يعيد إحياء أعمال فنية بمشاركة فنانين محليين، كما يضم متنزه الردف، سوق الورد المتضمنة مجموعة من الأكشاك المصممة بطريقة عصرية تتلاءم مع طبيعة المهرجان؛ دعماً للعلامات التجارية المحلية والأسر المنتجة التي تحوي منتجاتهم مواد مصنوعة من الورد الطائفي، فيما يستضيف المسرح مجموعة من الفنانين، محليين وعالميين، وتقام عليه عدة عروض فنية وموسيقية ومسرحية تستهدف الأطفال والعائلات وأيضاً الشباب.
وعلى جانب آخر من متنزه الردف، تقام فعالية «الطعام والورد»، بمشاركة نخبة من الطهاة المحليين في أنشطة متخصصة للطهي، بهدف تعزيز المنتجات المستخلصة من الورد الطائفي في الطبخ وتعريفها للعالم، كما خصص مهرجان «ورد الطائف» منطقة للأطفال في متنزه الردف، صُمّمت بناءً على مبادئ التعليم بالترفيه، حيث يشارك المعهد الملكي للفنون التقليدية بمتنزه الردف بورشتي عمل، من خلال حفر نقوش الورد على الجبس، وتشكيل الورد بالخوص في الوقت الذي يقدم «شارع النور» رحلة ثقافية وعروضاً فنية حية تقام على امتداد الشارع بمشاركة فنانين محليين.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال تنظيم مهرجان «طائف الورد» إلى إبراز مقومات الطائف الثقافية، والترويج لمنتجاتها الزراعية، وأبرزها الورد الطائفي، والاحتفاء بتاريخها وتراثها بشكلٍ عام، مما يعزز من قيمتها بوصفها وجهة ثقافية جاذبة.