الرومانسية والمجوهرات... القاسم المشترك بين الأمير هاري وإدوارد الثامن

السوار الذي ظهرت به ميغان مرصع بالألماس ويبلغ سعره 241.000 جنيه إسترليني - أقراط أذن مرصعة بالألماس بسعر 5.960 جنيه إسترليني من «كارتييه»
السوار الذي ظهرت به ميغان مرصع بالألماس ويبلغ سعره 241.000 جنيه إسترليني - أقراط أذن مرصعة بالألماس بسعر 5.960 جنيه إسترليني من «كارتييه»
TT

الرومانسية والمجوهرات... القاسم المشترك بين الأمير هاري وإدوارد الثامن

السوار الذي ظهرت به ميغان مرصع بالألماس ويبلغ سعره 241.000 جنيه إسترليني - أقراط أذن مرصعة بالألماس بسعر 5.960 جنيه إسترليني من «كارتييه»
السوار الذي ظهرت به ميغان مرصع بالألماس ويبلغ سعره 241.000 جنيه إسترليني - أقراط أذن مرصعة بالألماس بسعر 5.960 جنيه إسترليني من «كارتييه»

هناك قواسم مشتركة كثيرة بين علاقة الأمير هاري بميغان ماركل، وإدوارد الثامن بواليس سيمبسون، ليس أقلها أن الرجلين أظهرا للعالم أجمع رومانسية لا مثيل لها. فالأمير هاري الذي تزوج في الأسبوع الماضي تحدى المؤسسة البريطانية بزواجه من ميغان ماركل، التي تكبره سناً ومطلقة. ليس هذا فحسب بل أيضاً من أصول مختلطة عرقياً.
قبله بأكثر من 72 عاماً، عاش العالم القصة نفسها لكن بنهاية مختلفة تماماً. كان ذلك في عام 1936 عندما أعلن إدوارد الثامن رغبته في الزواج من واليس سيمسبون، وهي أميركية ومطلقة. حينها رفضت المؤسسة البريطانية طلبه رفضاً قاطعاً، وخيرته بين العرش والحب. اختار الحب وكانت النتيجة نفيه وعزلته إلى أواخر حياته. لكن شتان بين الماضي والحاضر... فبينما لم يتقبل المجتمع البريطاني زواجه من امرأة تكبره ومطلقة، يتغزل جيل آخر من المجتمع نفسه في شجاعة هاري، ولا يزال يتغنى برومانسيته. أما بالنسبة للعائلة المالكة، فإنه كان دائماً الابن الشقي الذي تحبه الملكة إليزابيث، وتخصص له مكانة خاصة في قلبها، حسب قول المقربين منها. إضافة إلى كل هذا، فإنه يأتي في المرتبة السادسة في الترتيب الملكي، الأمر الذي يعني أنه لن يكون ملكاً. ثم لا ننسى أن كل أبناء الملكة إليزابيث الثانية، باستثناء الابن الأصغر إدوارد، مطلقون بمن فيهم ولي العهد الأمير تشارلز الذي انفصل عن الأميرة الراحلة ديانا، والدة الأمير هاري.
بيد أن هاري أكد في يوم السبت الماضي تشابهاً آخر بينه وبين إدوارد الثامن، تشابهاً لا يقل أهمية عن الحب والرومانسية. فمثله وقع في حب دار «كارتييه» للمجوهرات. باختياره السوار وأقراط الأذن التي أهداها لعروسه في يوم عرسها من الدار الفرنسية كان واضحاً أن العلاقة بينهما قد بدأت، ولا بشك ستتوطد أكثر. كما كان واضحاً أنه اختارها بعناية لكي تتناسق مع تصميم التاج الذي استعارته عروسه من خزانة جدته، الملكة إليزابيث الثانية.
جدير بالذكر أن إدوارد الثامن هو من أعطى «كارتييه» لقب «صائغ الملوك وملك الصاغة» الذي لا يزال لصيقاً بها إلى حد الآن. فبعد اضطراره إلى التنازل عن عرشه وتم نفيه من بريطانيا، حاول دائماً تعويض واليس سيمسبون عن عدم وفائه بوعده لها بأن يجعلها ملكة متوجة. طريقته كانت كرماً طائياً فيما يتعلق بالمجوهرات. لم يكن يقتني كل ما تميز منها فحسب، بل كان يصممها بنفسه في بعض الأحيان، ثم يطلب من دور المجوهرات الكبيرة، وعلى رأسها «كارتييه»، صياغتها له. في عام 1948 مثلاً طلب «بروشا» يمثل نمراً ثلاثي الأبعاد رُصع بزفير كشمير، ولم يمر سوى وقت وجيز حتى أهداها «بروشا» يجسد طائر الفلامنكو، وهلم جرا من القطع التي تؤكد مدى حبه لواليس سيمسبون. وقد جمعت هذه الأخيرة على مر السنوات مجموعة هائلة لا تزال تظهر بين الفينة والأخرى في المزادات العالمية، رغم أن الملكة الراحلة ماري، والدة الملكة إليزابيث الثانية، التي يتساوى شغفها بالمجوهرات مع شغفها بالتقاليد الملكية، أعادت شراء الزمرد الخاص بالعائلة من زوجة شقيقها بعد وفاته.
مثل إدوارد الثامن أيضاً، لا يريد هاري أن يبخل على زوجته بالغالي والنفيس. فحتى خاتم الزفاف البسيط جاء مصنوعاً من الكتلة الذهبية الخام من ويلز، التي يتردد أنه تم استخدامها لصنع خاتم كيت أيضاً. وكانت الملكة إليزابيث الثانية قد حصلت على هذه الكتلة في عيد ميلادها الـ60 عام 1986 من جمعية «رويال بريتش ليجن»، التي ترعاها الملكة. مصدر الكتلة الذهبية هو منجم ذهب سانت ديفيد في نورث ويلز، الذي تمتلكه الآن شركة «كلوجاو جولد»، ويعتبر من أغلى أنواع الذهب في العالم. ويرجع ذلك بصورة أساسية لندرته، ويمكن أن تقدر قيمته بأنها أعلى بواقع 30 مرة مقارنة بالذهب في أي مكان آخر.
وتزن الكتلة الذهبية التي تمتلكها الأسرة الملكية نحو كيلوغرام، وهو ما يكفي لتصنيع الكثير من الخواتم، بالنظر إلى أن الخاتم الواحد يزن نحو 10 غرامات فقط. وبما أن المفروض أن يكون خاتم الزواج بسيطاً بالمقارنة مع خاتم الخطوبة، فإن الأمير سبق وقدم لها خاتماً قام هو بتصميمه، باستخدام ماستين صغيرتين من المجموعة الخاصة بوالدته الأميرة ديانا تتوسطهما ماسة عيار ثلاثة إلى خمسة قيراط من مناجم بوتسوانا.


مقالات ذات صلة

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يلوّح بقبعته (أ.ف.ب)

بعيده الـ76... الملك تشارلز يحتفل عبر افتتاح مركزين لتوزيع الطعام

يحتفل الملك تشارلز ملك بريطانيا، اليوم (الخميس)، بعيد ميلاده السادس والسبعين بافتتاح مركزين لتوزيع الإمدادات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تقف كيت أميرة ويلز البريطانية على شرفة أثناء الخدمة الوطنية لإحياء الذكرى في النصب التذكاري بلندن (أ.ب)

الأميرة كيت تستضيف أول فعالية ضخمة بعد التشخيص بالسرطان

تعود كيت أميرة ويلز البريطانية بأبرز ظهور لها في الفعاليات الملكية، الشهر المقبل، في حين تتحسن حالة ملكة بريطانيا بعد عدوى في الصدر.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق الملكة الراحلة إليزابيث الثانية مع بوريس جونسون (رويترز)

«هذا الأحمق لن ينظم جنازتي»... هكذا مزحت الملكة إليزابيث من استقالة جونسون

كشف كتاب جديد أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية علّقت على استقالة بوريس جونسون من منصب رئيس الوزراء، بسخرية حيث قالت: «على الأقل هذا الأحمق لن ينظم جنازتي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
TT

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.

رغم أن عقداً واحداً يكفي فإن استعمال أكثر لا يؤثر بقدر ما يزيد من الفخامة (بولغري)

في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.

ظهر هذا التصميم أول مرة في سوار ساعة «سيربنتي» الأيقونية (بولغري)

في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».

في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».

بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.

ظهرت تقنية «توبوغاس» في مجوهرات شملت أساور وساعات وعقوداً (بولغري)

لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.

بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.

من تقنية حصرية إلى أيقونة

تزينت بمجوهرات الدار نجمات عالميات فكل ما تقدمه يُعدّ من الأيقونات اللافتة (بولغري)

«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.

قوة هذه التقنية تكمن في تحويل المعدن النفيس إلى أسلاك لينة (بولغري)

بين الحداثة والتراث

قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.

تطورت هذه التقنية لتشمل قطعاً كثيرة من مجموعات أخرى (بولغري)

ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.