السودان: قرار رئاسي يشترط ولاء السفراء التام لـ«النظام القائم»

TT

السودان: قرار رئاسي يشترط ولاء السفراء التام لـ«النظام القائم»

قررت الرئاسة السودانية احتكار منصب «السفير» على الموالين للنظام السياسي القائم وحدهم، ومنحت بموجب ذلك رأس الدولة سلطة مطلقة في تعيين السفراء، وتعيين سفراء «سياسيين» في الدول ذات العلاقات الحيوية مع السودان، كما قررت تقليص الكادر الدبلوماسي والإداري، وإغلاق قنصليات وسفارات وملحقيات.
ونقلت وكالة السودان للأنباء «سونا» خبراً مقتضباً عن قرارات جمهورية بإعادة هيكلة وزارة الخارجية السودانية، قضى بإلغاء سفارات وتقليص أخرى، وإغلاق قنصليات وملحقيات إعلامية وتجارية، دون ذكر التفاصيل. ووضع القرار الجمهوري الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ضوابط مشددة لترشيح السفراء لسفارات البلاد، واشترط توفر «الكفاءة المهنية العالية»، والولاء السياسي للنظام السياسي القائم، والاستعداد المطلق لتنفيذ سياسات وموجهات رئيس الجمهورية، وأن يكون المدافع الأول عن سياسات النظام السياسي.
وقصر القرار صلاحية وزير الخارجية في ترشيح ثلاثة سفراء وفقاً لسيرتهم، يختار من بينهم الرئيس من يراه مناسباً، دون أن ينقص ذلك من سلطته في تعيين سفير للدولة المعنية، من غير الالتزام بمقترحات الوزير لشغل منصب السفير في البلد المعني.
كما قضى القرار بإسناد وظيفة السفير لسياسيين وليس دبلوماسيين، أطلق عليهم «الكفاءات السياسية» في الدول التي وصف علاقتها مع السودان بـ«الحيوية»، مثل الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين، وتركيا، والهند، وإثيوبيا، ومصر، وبريطانيا، وتشاد، وإريتريا، والسعودية، والإمارات، والكويت.
كما تضمن القرار إغلاق البعثات الدبلوماسية في كل من «تنزانيا، وأنغولا، وبوركينا فاسو، والنمسا، وفييتنام، وآيرلندا، والمجر، وبلغاريا، والتشيك، وأستراليا، وأذربيجان، ورومانيا»، واعتماد بعثة الرجل الواحد في كل من «اليمن حتى انتهاء الحرب، والسويد، وكندا، والنرويج، وموزمبيق، وغانا، وزيمبابوي».
وقضى القرار أيضا إغلاق القنصليات في كل من «قولو» يوغندا، والإسكندرية بمصر، وأربيل العراق، وبنغازي ليبيا، وإنشاء قنصلية فخرية في كل من أستراليا والنمسا، وإغلاق الملحقيات الاقتصادية والتجارية، إلا في أبوظبي، التي تستمر حتى نهاية أعمال معرض إكسبو 2020.
وبموجب القرار أيضا أغلقت الملحقيات الإعلامية في الخارج كافة، وأبقى على ثلاث منها فقط في دول «قطر، ومصر، وبريطانيا»، وأكمل القرار قرار سابقا بتخفيض الكادر الإداري في السفارات إلى 50 في المائة.
وطالت وزارة الخارجية السودانية «هزة عنيفة» إثر إقالة وزيرها السابق إبراهيم غندور، على خلفية تصريحه بفشل وزارة المالية وبنك السودان في الإيفاء بمستحقات السفارات المالية، وعجزها عن دفع مرتبات السفراء، وإيجار المقرات الدبلوماسية لأكثر من سبعة أشهر.
وكلف الرئيس البشير الدرديري محمد أحمد وزيراً للخارجية، ضمن حزمة تعديلات وزارية طالت 13 وزيراً، ووزير دولة، و10 حكام أقاليم، وهو مفاوض رئيسي في قضايا سودانية، من بينها «اتفاقية الشمال» مع جنوب السودان، وملف التفاوض على منطقة «أبيي» المتنازعة مع جنوب السودان، بيد أن الرجل سيواجه بوزارة خارجية موزعة صلاحياتها بين جهات أخرى، ومقيدة بقرار رئاسي قلص كثيرا من صلاحيات وزيرها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.