في البرازيل... سجن للنساء بلا حراس أو أسلحة

في اليوم الأول داخل زنزانتها الجديدة، لم تتعرف تاتايان كورييا دي ليما على نفسها.
«كان من الغريب أن أرى نفسي في المرآة مرة أخرى»، هكذا تروي السجينة البرازيلية البالغة من العمر 26 عاما شعورها عندما نظرت بالمرآة لنفسها للمرة الأولى منذ سنوات، ذلك بعدما تم نقلها من سجن تقليدي إلى آخر جديد في إحدى المدن البرازيلية، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وتملك الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية رابع أكبر سجون في العالم، وتعرف زنازينها بسوء أوضاعها واكتظاظها وأعمال الشغب التي تقتل المئات داخلها سنويا.
ونُقلت ليما مؤخرا، كالعديد من النساء المحكومات، إلى سجن جديد تديره جمعية حماية ومساعدة المحكومين (أباك) في بلدة إتناونا بولاية ميناس غيرايس.
وعلى عكس النظام السائد بالسجون البرازيلية، يقدم سجن «أباك» الحقوق الأساسية للسجينات، مثل ارتداء الملابس الخاصة والاستحمام اليومي ووضع الماكياج والاهتمام بالبشرة والشعر والتنزه بحرية في ملعب السجن بأي وقت وممارسة الرياضة.
أما أبرز ما يميز هذا السجن الحديث، فغياب الحراس وأي وجود لأسلحة ظاهرة، احتراما لمشاعر السجينات، وإفساحا للمجال أمامهن لممارسة هواياتهن وواجباتهن دون أي وجود لعوامل تقلق راحتهن.
وتم افتتاح هذا السجن في 20 مارس (آذار) الفائت. ومن شروط الالتحاق به إظهار الندم والرغبة في تغيير الأخطاء الذاتية وتطوير المهارات وتهذيب النفس.
وتمنح إدارة السجن الفرصة للسجينات لاستقبال الزوار بأوقات محددة في اليوم، والجلوس معهم في غرف مضيئة ومزخرفة بألوان فرحة لنشر السعادة بينهم.
وتفيد الإدارة بأن هدف هذا السجن الاعتناء بالصحة النفسية للسجينات «كي يخرجن إلى العالم سيدات أفضل يتمتعن بثقافة عالية ورقي في التعاطي».