نجوم «الشبكات الاجتماعية» علامة جذب على شاشات رمضان

TT

نجوم «الشبكات الاجتماعية» علامة جذب على شاشات رمضان

حقق كثير من الشباب شهرة واسعة ونجومية فاقت نجومية مشاهير الفن والإعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأتاح تطور رحلة تكنولوجيا الاتصال الجديدة التي فتحت آفاقاً كبيرة جداً للفرد فرصة ليكون الإنسان متفاعلاً أتاحت للناس القدرة على التعبير عن ذاتهم ومجتمعهم وقضاياهم بطريقة غير مسبوقة تتجاوز وسائل الإعلام بمجالاتها التقليدية وحتى مجالاتها الحديثة.
وشكّل ظهور نجوم شبكات التواصل الاجتماعي بشكل فعال وملحوظ العام الحالي على شاشات ومسلسلات رمضان، إذ يعتبر الموسم الدرامي الأضخم على مدار العام، منهم ممثلون ومنهم مقدمو برامج. وهكذا وجد الشباب منافذ للوصول والتواصل والتعبير والشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحوا نجوماً في وقت قياسي. وحصدوا آلاف المتابعين والمعجبين نتيجة المواهب المختلفة التي جعلت منهم نجوما وضيوفا في فعاليات ومناسبات سعودية مختلفة.
ظهور التلفزيون منح مثل هؤلاء الأشخاص فرصة لتوسعة مدى التأثير، وأصبح لهم أتباع لا يعرفونهم، أمّا وسائل التواصل الاجتماعي فمكَّنتهم من إظهار مواهبهم والوصول إلى الشاشة الفضية.
في حديث لـ«الشرق الأوسط» قال الفنان مشعل المطيري إنّ «الشاشة الفضّية لا تزال مسيطرة، وكون الشخص نجم في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعني أنّه لا يستحق الظهور على شاشات التلفزيون، ولا يمنع بالتالي ظهورهم. فجودهم مستحق سواء كان ممثلا أو مقدم برنامج».
ومما أبرز نجومية مشاهير شبكات التواصل، عدم وجود قيود على استخدامها، ولا ضوابط لانتشارها، فهي تقوم على العفوية، وتنوع استخدام الطرق التكنولوجية التي تظهر بها الصور أو مقاطع التقديم والتمثيل وغيره من المحتويات، وكلها لها خاصية التعديل والتحرير عن طريق برامج مميزة ومؤثرات صوتية وفيديوهات تسهم في تجميل ما يقدم عبرها، بعيدا عن التقليدية في مجالات الإعلام التقليدي.
ولم تعد مواقع التواصل ساحات للنقاش واللقاءات فقط، بل تحولت إلى منصة أعمال أيضا، وشاشة لعرض مواهب العديد من الشباب، خصوصاً هؤلاء الذين يرون في أنفسهم القدرة على تقديم محتوى يجذب الجمهور إليهم. فخدمت المجتمع من عدة جوانب، منها وصول الأخبار العالمية إلينا خلال ثوان من دون عناء، كذلك جعلت كثيراً من الأشخاص رجال أعمال، إضافة إلى أنّها باتت حلقة وصل بين النجوم والجمهور.
علاوة على ذلك، تعد مواقع التواصل الاجتماعي من أهم وسائل الكشف عن ردود فعل الجمهور على الأعمال الدرامية والمسلسلات الرمضانية، حيث يتداول الرأي العام التعليقات عبر موقعي «فيسبوك» و«تويتر». مما أدّى إلى جذب بعض الفنانين والمشاهير إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج آخر أعمالهم، فحقق البعض نجاحات كبيرة للعام الحالي، بما فيهم زيادة عدد المعجبين والمتابعين خصوصاً في «تويتر» و«انستغرام». فبدأت أجواء التنافس بين النجوم عبر ساحة مواقع التواصل الاجتماعي لمحاولة جذب الجماهير وتشويقهم لأعمالهم قبل بدء عرضها.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».