عقوبات فرنسية وانتقادات أميركية عشية مؤتمر عن «الكيماوي»

TT

عقوبات فرنسية وانتقادات أميركية عشية مؤتمر عن «الكيماوي»

جمدت فرنسا أصول سبعة كيانات في سوريا ولبنان والصين لستة أشهر لتورطها في برنامج الأسلحة الكيماوية السوري المفترض، بحسب ثلاثة أحكام قضائية نشرت في الصحيفة الرسمية، في وقت انتقدت واشنطن النظام السوري، ذلك عشية مؤتمر دولي عقد في العاصمة الفرنسية عن المحاسبة على استعمال الكيماوي.
واجتمع في باريس أمس، كبار من أكثر من 30 دولة للشراكة الدولية لمكافحة الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية. وتناول الاجتماع الوزاري «استخدام الدول والجهات الفاعلة من غير الدول للأسلحة الكيمياوية بالإضافة إلى الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الشراكة للإسهام في ردع الاستخدام المستقبلي وتحديد الفاعل في الحالات التي يتم بها استخدامه».
ويشمل القرار الفرنسي تجميد أصول شركات «مجموعة المحروس» (دمشق) ولها فرعان في دبي ومصر، و«سيغماتيك» (دمشق)، و«تكنولاب» (لبنان)، وشركة تجارية مقرها في غوانغجو في الصين، كما يشمل سوريين اثنين وشخصا ولد عام 1977 في لبنان ولم تحدد جنسيته.
وتضمنت الأحكام التي وقعها وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير أسماء وعناوين وتواريخ ميلاد الأشخاص المعنيين. وسيتم تجميد أصول هذه الكيانات والشخصيات لمدة ستة أشهر ابتداء من 18 الشهر الحالي 2018.
وكانت فرنسا جمدت في يناير (كانون الثاني) أصول 25 كيانا ومسؤولا في شركات سوريا وأيضا فرنسية ولبنانية وصينية يشتبه أنها تدعم برنامج الأسلحة الكيماوية السوري.
وبين المؤسسات المستهدفة مستوردون وموزعون لمعادن وإلكترونيات وأنظمة إضاءة وبعض هذه الشركات لا مقرات فعلية لها.
وتشارك نحو 30 دولة في اجتماع الجمعة في باريس لتحديد آليات التعرف على المسؤولين عن الهجمات الكيماوية ومعاقبتهم خصوصا في سوريا.
وأوقع الهجوم الكيماوي المفترض في دوما بالقرب من دمشق في 7 الشهر الماضي 40 قتيلا على الأقل بحسب أجهزة إغاثة، وأدى إلى ضربات أميركية وفرنسيا وبريطانية ضد مواقع للنظام السوري الذي ينفي أي تورط في الهجوم.
إلى ذلك، قالت الخارجية الأميركية في بيان: «قامت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في 15 مايو (أيار)، 2018، بإصدار تقريرها حول الحادثة المزعومة في سراقب شمال غربي سوريا في 4 فبراير (شباط)، 2018». وقد حددت البعثة أن «غاز الكلور، الذي أطلق من الأسطوانات من خلال تأثير ميكانيكي، من المرجح أنه استخدم كسلاح كيمياوي بتاريخ 4 فبراير في حي الطليل بسراقب». وتابع: «أجرت بعثة تقصي الحقائق تحقيقا كاملا يتضمن تحليلات من المقابلات والمواد المساندة التي تم تقديمها أثناء إجراءات المقابلات وكذلك تحليل العينات البيئية فضلا عما يتبع من تدقيق المصادر وإثبات الأدلة. كما أظهر المرضى الذين طلبوا العلاج في المرافق الطبية بعد الحادث بوقت قصير علامات وأعراض تتفق مع عملية التعرض للكلور. ويحمل الحادث جميع السمات المميزة لهجمات الأسلحة الكيماوية السابقة المشابهة لتلك التي يقوم بها نظام الأسد ضد شعبه. كما اتسم هجوم النظام السوري على سراقب بوحشيته المميزة واستخفافه بأرواح المدنيين».
ولم تنسب بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية المسؤولية عن أي هجوم، حيث «استخدمت روسيا وللأسف حق النقض لخمس مرات ضد تجديد آلية التحقيق المشتركة التي كانت الهيئة المحايدة والمستقلة الوحيدة والتي تحظى بتفويض لنسب المسؤولية أمام مجلس الأمن الدولي»، بحسب البيان: «ندين بأشد العبارات الممكنة استخدام الأسلحة الكيمياوية. كما قال الرئيس دونالد ترمب إن هذه ليست أعمال إنسان، وإنما أعمال وحش. ونحن ملتزمون بمحاسبة جميع المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا. كما لن نوقف جهودنا للبحث عن العدالة لضحايا هذه الهجمات الكارثية بالأسلحة الكيماوية».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.