الصين تعرض على ترمب حزمة لخفض العجز التجاري الأميركي

حاويات بضائع في ميناء في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
حاويات بضائع في ميناء في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
TT

الصين تعرض على ترمب حزمة لخفض العجز التجاري الأميركي

حاويات بضائع في ميناء في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
حاويات بضائع في ميناء في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

قال مسؤولون أميركيون مطلعون إن الصين تعرض على الرئيس الأميركي دونالد ترمب حزمة تتكون من امتيازات تجارية وزيادة مشتريات السلع الأميركية بهدف خفض العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين بقيمة تصل إلى 200 مليار دولار سنويّاً.
يأتي نبأ العرض خلال اليوم الأول من محادثات تجارية تستمر يومين في واشنطن، وتركِّز على تسوية التهديدات بفرض رسوم بين أكبر اقتصادين في العالم. ولم يتضح حتى الآن كيف تحددت القيمة الإجمالية.
وقال أحد المصادر إن «بوينغ» الأميركية لصناعة الطائرات ستكون مستفيداً رئيسيّاً من العرض الصيني إذا قبله ترمب. و«بوينغ» أكبر مصدّر أميركي وتبيع بالفعل نحو ربع طائراتها التجارية إلى زبائن صينيين.
وقال مصدر آخر مطلع على المحادثات إن الحزمة قد تشمل إزالة بعض الرسوم الصينية السارية بالفعل على منتجات زراعية أميركية تبلغ قيمتها نحو أربعة مليارات دولار، بما في ذلك الفاكهة والمكسرات ولحم الخنزير والنبيذ والسورغم (الذرة البيضاء).
ووصف بيان للبيت الأبيض الاجتماعات بأنها «مباحثات تجارية مستمرة»، وقال إن ترمب اجتمع مع الوفد الصيني الذي يقوده ليو هي نائب رئيس الوزراء الصيني والفريق الأميركي بقيادة وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين.
وقال البيت الأبيض: «مسؤولو الولايات المتحدة نقلوا الهدف الواضح للرئيس، المتمثل في علاقة تجارية عادلة مع الصين».
ويضاهي الحد الأقصى للعرض الصيني إلى حد كبير طلباً قدمه مسؤولون بإدارة ترمب إلى المسؤولين الصينيين في بكين قبل أسبوعين.
لكن الحصول على خفض بقيمة 200 مليار دولار في عجز التجارة الأميركية مع الصين على أساس مستدام سيتطلب تغييراً كبيراً في تركيبة التجارة بين البلدين، في الوقت الذي بلغ فيه العجز التجاري السلعي الأميركي 375 مليار دولار العام الماضي.
وكانت أكبر سلعتين تصدرها الولايات المتحدة إلى الصين العام الماضي، هما الطائرات بقيمة 16 مليار دولار وفول الصويا بقيمة 12 مليار دولار.
ولم تتوافر تفاصيل لدى المسؤولين الأميركيين بشأن مطالب الصين مقابل هذه الامتيازات.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».