أسير يمني يكشف خفايا سجون الحوثي: نعيش عملية تطهير عرقي ممنهج

المعمري أصيب بالشلل من التعذيب وحقق معه إيرانيون في صنعاء

جمال المعمري الأسير اليمني المحرر من سجون الحوثيين («الشرق الأوسط»)
جمال المعمري الأسير اليمني المحرر من سجون الحوثيين («الشرق الأوسط»)
TT
20

أسير يمني يكشف خفايا سجون الحوثي: نعيش عملية تطهير عرقي ممنهج

جمال المعمري الأسير اليمني المحرر من سجون الحوثيين («الشرق الأوسط»)
جمال المعمري الأسير اليمني المحرر من سجون الحوثيين («الشرق الأوسط»)

رواية رعب جديدة، يسطرها هذه المرة الشيخ اليمني جمال المعمري الأسير المحرر الذي خرج من سجون الميليشيات الحوثية الانقلابية أخيراً، الذي وصف ما رآه داخل هذه السجون بالموت تحت السياط.
تحدث المعمري الذي تعرض للشلل نتيجة للتعذيب الممنهج من الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً، عن عشرات المخفيين قسرياً داخل معتقلات الحوثيين منذ ثلاث سنوات في أوضاع مأساوية دون علم عائلاتهم وأقاربهم.
كما كشف الشيخ جمال الذي ينحدر من محافظة عمران عن وجود سجناء من جنسيات مختلفة، منهم سعوديون وإماراتيون وأشخاص من الجنسية الأميركية والمجرية والفرنسية، يقبعون تحت سطوة الميليشيات دون الإفصاح عن معلوماتهم للرأي العام.
فيما وجه المعمري نداء للرئيس هادي ونائبه والحكومة اليمنية بألا يضيع حقي وألا تسقط الجرائم الحوثية، وضرورة ملاحقة الميليشيات الحوثية دولياً لتنال عقابها لما اقترفته بحق الشعب اليمني، وقال: «نعيش عملية تطهير عرقي ممنهج في اليمن».
وفي سرده لقصة اعتقاله، بيّن الشيخ جمال المعمري بأن الميليشيات الحوثية اعتقلته في 13 (مارس) 2015م من فندق أرماني بصنعاء، وكان برفقة زوجته التي تركها وحيدة لا تعرف أحداً في صنعاء ولا تقرأ ولا تكتب. وأضاف: «تم نقلي إلى منزل الفريق علي محسن الأحمر، وتم ضربي بأعقاب البنادق والخناجر، وأفقت في اليوم الثاني وأنا بجوار ثلاجة الموتى بمستشفى الشرطة، ثم أعادوني لنفس المعتقل بعد أن علموا أنني لم أمت، كانوا يحققون معي بشكل عبثي وأنني ضد الانقلاب، فقلت لهم لقد أعدتم اليمن ألف سنة إلى الوراء».
وبحسب المعمري كانت الميليشيات تستخدم «أساليب قذرة وحرب نفسية فيسمعونني صوت زوجتي تبكي وتنادي أين زوجي، وتعرضت للشلل بعد 15 يوماً فقط بسبب التعذيب الممنهج، وعندما جاءت عاصفة الحزم كانت إنقاذاً لي بعد هروبهم من المبنى الذي احتجزونا فيه، لكن لم أستطع الهرب كما البقية لأنني مشلول، ومن ثم عادوا يقولون أميركا وإسرائيل يعتدون على اليمن، ونقلونا لسجن الأمن القومي».
تناوب على التحقيق مع الأسير المحرر ثلاثة محققين يمنيين واثنين إيرانيين، مبيناً أن أسماءهم هي: مهدي جرفان، وجاسم جرفان، وعلي حسين المراني، والإيرانيان هما بهرمن رضائي، وآرش طوسي الشيرازي، وتابع: «من يدعى أبو أحمد علي صالح سفيان هو من قتل على يديه الأميركي جون تحت التعذيب، وأهان معتقلا فرنسيا وآخر مجريا، ومارك الأميركي».
وكشف المعمري عن حصوله على ملفات سرية للغاية حصل عليها بعد هروب الميليشيات الحوثية من المبنى الذي كان يحتجز فيه خوفاً من ضربات الطيران، محذراً بأنه سيكشف عنها للجهات المختصة. وأردف: «وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي ورفاقه كانوا موجودين في مبنى الأمن القومي قبل أشهر، وهم الآن يوجدون في فيلا الوزير علوي السلامي في البدروم ولا شك أنه سيتم نقلهم بعد حديثي هذا، لكنني أحذر الحوثيين بأن هناك من يتتبع سيرهم ونعرف الكثير عن تحركاتهم».
وفي إطار شهادته، أعلن المعمري عن عدة حالات إخفاء قسري داخل السجون الحوثية منذ ثلاث سنوات لا يعلم أهاليهم عنهم شيئاً أبرزهم العقيد ركن يحيى العيدري، وفوزي أحمد عبيد، وعبد العزيز العقيلي، وحسن محمد حمدان وعبد الإله سيلان، إلى جانب 13 ضابطاً في زنزانة رقم 9 بحسب إفادته.
وفي حديثه عن ملابسات خروجه من جحيم الميليشيات، يقول الشيخ جمال: «في يوم 28 فبراير (شباط) الماضي طلبوا مني البحث عن مبادلة لإخراجي من السجن، وبعد التواصل مع أخي في مأرب والمحافظ سلطان العرادة تم الترتيب وخرجت جثة هامدة كتلة من اللحم بلا حراك».
وفي مداخلة له، لفت الدكتور محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني إلى أن حالة المعمري تعد استثنائية في زمن حقوق الإنسان وتروي مآسي اليمنيين، وقال: «هناك أكثر من 6 آلاف معتقل حالياً، ومنذ بداية الانقلاب أكثر من 18 ألف حالة اعتقال وإخفاء قسري، منها 1200 حالة تعذيب، و131 حالة تعذيب حتى الموت لمواطنين وناشطين إعلاميين وسياسيين».
وكشف عسكر عن برنامج تم إعداده للمعمري للتحرك دولياً وإيصال صوته للعالم، وأن هناك شهادات ووثائق سيتم عرضها على الجهات الدولية من الشاهد والضحية في الوقت نفسه بحسب تعبيره الوزير.


مقالات ذات صلة

سفن بمضيق هرمز تبلغ عن عمليات تشويش على أنظمة الملاحة

أوروبا أرشيفية لناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز (رويترز)

سفن بمضيق هرمز تبلغ عن عمليات تشويش على أنظمة الملاحة

أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنها تلقت تقارير من عدة سفن تبحر في مضيق هرمز عن تعرضها لعمليات تشويش أثرت على نظام تحديد المواقع العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي عناصر حوثيون يفترشون أرضية أحد المساجد في إحدى ليالي رمضان (إكس)

الحوثيون يحكمون قبضتهم على المساجد في رمضان

تسعى الجماعة الحوثية للسيطرة المطلقة على المساجد في مناطق سيطرتها، وتحويلها إلى مقار لتنظيم فعاليات خاصة بها بدلاً عن صلاة التراويح التي تمنع السكان من أدائها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)

مخاوف مصرية من تفاقم توترات البحر الأحمر عقب ضربات أميركا لـ«الحوثيين»

تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
TT
20

مخاوف مصرية من تفاقم توترات البحر الأحمر عقب ضربات أميركا لـ«الحوثيين»

تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تراجع لافت في إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

أثارت الغارات الأميركية على الحوثيين في اليمن تساؤلات بشأن إمكانية نجاحها في وقف هجمات الجماعة اليمنية المسلحة على السفن في البحر الأحمر، في ظل مخاوف مصرية من تسببها في تزايد التوترات بالبحر الأحمر، ما يعني وقفاً أطول لحركة الملاحة ومزيداً من تراجع إيرادات قناة السويس.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال (السبت)، إنه أمر جيش بلاده بشنّ عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الحوثيين في اليمن، بعد أيام قليلة من إعلان الحوثيين عزمهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، منهين فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي مع وقف إطلاق النار في غزة.

وتهاجم «الحوثي» السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي «نصرة الفلسطينيين» في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وتعد الضربات الأخيرة هي أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترمب منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، وتأتي في الوقت الذي تصعّد فيه الولايات المتحدة ضغوط العقوبات على طهران، بينما تحاول جلبها إلى طاولة المفاوضات على برنامجها النووي.

وقال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، الأحد، إن الضربات الأميركية على الحوثيين ستستمر لحين وقف إطلاق النار على السفن والأصول البحرية، مؤكداً أن بلاده مهتمة بـ«وقف استهداف ممر مائي حيوي».

لحظة الانطلاق لاستهداف مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)
لحظة الانطلاق لاستهداف مواقع الحوثيين (الجيش الأميركي)

ولا يبدي خبراء مصريون تفاؤلاً بإمكانية أن تحدّ الضربات الأميركية من التوتر في البحر الأحمر. وقال الخبير العسكري اللواء سمير فرج لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الضربات لن تقضي على الحوثيين، وإن كانت قد تضعفهم»، مشيراً إلى أن «أي توتر عسكري في البحر الأحمر يؤثر سلباً على الملاحة وعلى قناة السويس المتضرر الأكبر مما يحدث»، مشدداً على أن «التفاوض السلمي هو الحل الأمثل لإنهاء التوتر».

يتفق معه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «الضربات الأميركية تزيد من حدة التوتر في المنطقة كلها»، مشيراً إلى أن «الحوثيين يعملون في الفلك الإيراني، وقد تكون الضربات الأخيرة جزءاً من لعبة التفاوض بين واشنطن وطهران».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة في «قناة السويس» بالتوترات الإقليمية. وعقد السيسي اجتماعاً، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تمت خلاله الإشارة إلى أن «إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023؛ ما يعني أن مصر قد خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024، إثر الأحداث الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب»، وفق متحدث الرئاسة المصرية آنذاك.

وبحسب الخبير الأمني المتخصص في الشأن الأفريقي اللواء محمد عبد الواحد، فإن «الضربات الأميركية سيكون لها تأثير سلبي على حركة الملاحة، حيث ستزيد التوتر، ما يدفع شركات الشحن للبحث عن ممرات بديلة أكثر أماناً، ما ينعكس سلباً على قناة السويس». واستبعد عبد الواحد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «تقضي الضربات الأميركية على الحوثيين». وقال: «قد تهذب سلوكهم لكنها لن تقضي عليهم».

ويرى المدون المصري لؤي الخطيب، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، أن دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة يعني «بدء صراع جديد في البحر الأحمر ربما يستمر لفترة طويلة، ويهدد ما تبقى من حرية الملاحة».

ووضع الخطيب احتمالين قد يؤديان لنهاية سريعة: «أولهما أن تقضي الضربات الأميركية على كامل القدرات الاستراتيجية للحوثي، والثاني أن ترضخ إيران لعرض ترمب وتجلس على مائدة المفاوضات التي دعاها إليها قبل أيام».

ولبحث تأثير تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وتأثيرها على حركة الملاحة العالمية، عقد رئيس الهيئة العامة لقناة السويس، الفريق أسامة ربيع، اجتماعاً، الأحد، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، مع الرئيس التنفيذي للخط الملاحي «MSC»، سورين توفت.

وأكد ربيع: «حرص الهيئة على تحقيق التواصل المباشر والفعال مع العملاء وتلبية متطلبات المرحلة الراهنة، وما تفرضه التحديات من ضرورة حيوية لتضافر الجهود للوصول لآليات عمل تحقق المصالح المشتركة»، وفق إفادة رسمية نشرتها هيئة قناة السويس عبر صفحتها على «فيسبوك».

وأعرب ربيع عن «تطلعه لاستكمال المباحثات ومتابعة مستجدات الأوضاع مع الخط الملاحي (MSC)، بما يسمح بتبادل الرؤى وإيضاح الموقف، ومن ثم اتخاذ قرارات أكثر إيجابية نحو عودة الإبحار في المنطقة بشكل تدريجي».

وأوضح أن «قناة السويس لم تتوقف عن تقديم خدماتها الملاحية والبحرية منذ اندلاع أزمة البحر الأحمر، بل عكفت على تطوير خدماتها، وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن تقدم من قبل، وأبرزها خدمات الإنقاذ البحري، وإصلاح وصيانة السفن، وتبديل الأطقم البحرية، وخدمة الإسعاف البحري وغيرها».

من جانبه، أكد سورين توفت «حرصه على متابعة تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر عن كثب وانتظاره حدوث انفراجة دائمة واستقرار شامل في المنطقة»، مشيراً، بحسب الإفادة، إلى أن «الموقف يظل معقداً»، ومثمناً دور قناة السويس في «التعامل بمرونة مع التحديات الراهنة وتفهم طبيعة المرحلة ومتطلبات العملاء».

وأوضح الرئيس التنفيذي للخط الملاحي (MSC) أن «طريق رأس الرجاء الصالح ليس بالخيار المفضل لدى الخط الملاحي نظراً لافتقاره للخدمات الملاحية، بما يجعل الإبحار فيه أمراً يحتاج إلى توخي الحذر في كثير من الأحيان»، معرباً عن أمله في «عودة الاستقرار بشكل دائم إلى المنطقة، بما ينعكس على عودة سفن الخط الملاحي (MSC) للإبحار مرة أخرى بالمنطقة وعبور قناة السويس».

وانتقد الإعلامي المصري أحمد موسى، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، هجمات الحوثيين على السفن المارة في البحر الأحمر، وقال إن «تلك الهجمات أدت الى دفع 60 في المائة من السفن لتتحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس»، مشيراً إلى أن «مصر أكثر دولة تضررت من هجمات الحوثيين، وفقدت قناة السويس 7 مليارات دولار من إيراداتها خلال 11 شهراً».