القوات الأفغانية تدحر هجوماً لـ«طالبان» في غرب البلاد

أشرف غني يعتذر عن غارة جوية قتل فيها 30 طفلاً

مواطنون يعاينون آثار المعارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي «طالبان» بمدينة فرح أمس (رويترز)
مواطنون يعاينون آثار المعارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي «طالبان» بمدينة فرح أمس (رويترز)
TT

القوات الأفغانية تدحر هجوماً لـ«طالبان» في غرب البلاد

مواطنون يعاينون آثار المعارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي «طالبان» بمدينة فرح أمس (رويترز)
مواطنون يعاينون آثار المعارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي «طالبان» بمدينة فرح أمس (رويترز)

دحر الجيش الأفغاني والقوات الأميركية مقاتلي حركة «طالبان» إلى مشارف كبرى مدن ولاية فرح (فراه) في غرب البلاد، والتي كان المتمردون يحاولون السيطرة عليها أول من أمس، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين أمس الأربعاء. وصرح المتحدث باسم «الفيلق 207» من الجيش الأفغاني عارف رضائي بأن مقاتلي «طالبان أرغموا على مغادرة المدينة في نحو منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء بعد وصول تعزيزات من هرات وقندهار. وبدأنا بتمشيط المدينة». وأضاف أن قوات من حلف شمال الأطلسي موجودة في مطار مدينة فرح وهي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، لدعم الجيش الأفغاني.
وقال أحد أعضاء المجلس المحلي للولاية ويدعى داد الله قاني، لوكالة الصحافة الفرنسية إن حركة «طالبان» طُردت إلى خارج المدينة و«تمركزت في محيطها».
أما اللفتنانت كولونيل مارتن أودانيل، أحد المتحدثين باسم «مهمة» الحلف الأطلسي، فقال، بحسب الوكالة الفرنسية، إن المعارك تواصلت طوال الليل، مشيراً إلى أن طائرات من دون طيار شنت غارات عدة على مواقع «طالبان». كذلك صرح الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية نجيب دانيش بأن «الأعداء كانوا يريدون نهب المصرف ومهاجمة السجن والمقار العامة لقيادة الشرطة والاستخبارات ومكتب الحاكم، لكنهم أخفقوا».
وأعلنت أرقام متفاوتة عن أعداد القتلى، يزيد سوء عمل الاتصالات والإنترنت من صعوبة التحقق منها؛ إذ قال دانيش إن «ما بين 5 و10 مدنيين قتلوا أو جرحوا»، بينما قتل 15 من أفراد قوات الأمن. وأضاف أن 300 من مقاتلي «طالبان» قتلوا، بحسب ما أوردت الوكالة الفرنسية.
من جهته، تحدث حاكم الولاية بصير سالانجي عن مقتل 25 من أفراد قوات الأمن و4 مدنيين وكذلك عن «مقتل أو جرح» أكثر من 300 من عناصر «طالبان». وقال: «لم يعد هناك مقاتلون لطالبان في المدينة حالياً. هاجمها نحو ألفي عنصر من طالبان من 3 اتجاهات، لكنهم اصطدموا بمقاومة جنودنا البواسل».

عودة الحياة تدريجياً
ومع ابتعاد المعارك، أشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الحياة عادت تدريجياً في فرح (فراه) أمس، لكن بعض السكان أبدى قلقاً من احتمال أن تكون ألغام قد زرعت في بعض الأماكن. وقال بلال، وهو موظف محلي في منظمة غير حكومية، إن «الناس خائفون، لكنهم سعداء لأنه لم تعد هناك معارك في المدينة. أرى أن الناس بدأوا بالخروج لتصريف أعمالهم، لكن المباني الرسمية ما زالت مغلقة». وأشارت جميلة أميني، العضو في مجلس الولاية، إلى أن «الوضع يعود إلى طبيعته». وقالت: «لكننا نسمع أن بعض مقتلي طالبان يختبئون في منازل ونخشى أن يخرجوا منها ويهاجمونا من جديد بعد رحيل التعزيزات».
وهذه الولاية المحاذية لإيران تعد نائية في أفغانستان وتنتشر فيها زراعة الأفيون. وكانت «طالبان» قد تعهدت بالتعاون للسماح بإتمام مشروع أنبوب غاز مشترك بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند بتكلفة مليارات الدولارات يمر عبر الولاية. لكنها شهدت معارك عنيفة في السنوات الأخيرة؛ حيث حاول المتمردون 3 مرات السيطرة على عاصمة الولاية منذ عام 2017؛ بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «شبكة المحللين الأفغان».
ويأتي الهجوم الجديد بعد بدء «طالبان» هجوم الربيع، مكثفة عملياتها ضد قوات الأمن الأفغانية، مما يعكس رفضاً ضمنياً لعرض قدمته الحكومة أخيرا لإجراء مفاوضات سلام.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مسؤولين قولهم أمس إن اشتباكات عنيفة تدور بين «طالبان» وقوات الأمن الأفغانية في إقليم غزني جنوب شرقي أفغانستان. وأشارت إلى مقتل 21 من رجال الشرطة في 5 مناطق بإقليم غزني، حيث تقاتل «طالبان» القوات الأفغانية للسيطرة على وسط منطقة جيجهاتو، طبقاً لما قاله ناصر أحمد فكري، أحد أعضاء المجلس الإقليمي. وأضاف فكري أن رئيس وكالة المخابرات الأفغانية في منطقة جيجهاتو كان من بين القتلى. والقتال الذي بدأ مساء الثلاثاء انتهى في مناطق غزني كافة، باستثناء منطقة جيجهاتو وأجزاء من منطقة جيرو، طبقاً لما ذكره فكري. وقال غلام ساخي عمار، وهو عضو آخر في المجلس الإقليمي، إن «طالبان» أحرقت مقراً للشرطة، مع استمرار القتال.

اعتذار الرئيس الأفغاني
على صعيد آخر، اعتذر الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس، من أسر ضحايا مدنيين، غالبيتهم أطفال، قتلوا خلال غارة جوية استهدفت احتفالاً في مدرسة قرآنية في شمال البلاد مطلع الشهر الماضي. ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن تحقيقاً للأمم المتحدة أكد أن الغارة الجوية التي استهدفت في 2 أبريل (نيسان) الماضي احتفالاً يحضره مئات الرجال والأطفال في بلدة داشتي ارشي التي تسيطر عليها «طالبان» في ولاية قندوز الشمالية، أسفرت عن مقتل 36 شخصاً من بينهم 30 طفلاً. وذكر التحقيق الدولي أن الغارة أسفرت كذلك عن إصابة 71 شخصاً من بينهم 51 طفلاً، مشيراً إلى أن لدى الأمم المتحدة «معلومات موثوقة» تفيد بأن الحصيلة قد تكون أعلى بكثير. لكن الجيش والحكومة صمما في البداية على القول إن الغارة التي شنها سلاح الجو الأفغاني استهدفت قاعدة لـ«طالبان» أثناء اجتماع للتخطيط لاعتداءات. وأنكرت وزارة الدفاع الأفغانية سقوط ضحايا مدنيين، ثم زعمت أن «طالبان» قتلتهم، بحسب الوكالة الفرنسية.
وأعلنت الرئاسة الأفغانية أمس أن الرئيس غني استقبل أسر الضحايا ووجهاء من المنطقة وقدّم لهم اعتذاراً. وتابعت أن غني قال إن «الفارق بين من يضمرون الشر والحكومة الشرعية هو أن الحكومة الشرعية تعتذر عن الأخطاء التي ترتكبها». وتعهد بأن تدفع الحكومة تعويضات لأسر الضحايا وبناء مئذنة تخليداً لذكراهم، بالإضافة إلى مسجد في المنطقة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن محققي بعثة الأمم المتحدة لم يتمكنوا من تأكيد ما إذا كان الضحايا جميعهم من المدنيين، وما إذا كان قادة «طالبان» موجودين وقت الهجوم. وأرسلت الحكومة فريقين للتحقيق في الحادث، إلا أن أياً منهما لم ينشر نتائج، بحسب بعثة الأمم المتحدة.

عديد القوات الأفغانية
إلى ذلك، كشف تقرير نشرته هيئة تابعة للكونغرس الأميركي أن التراجع المسجل في عديد القوات الأفغانية أقل مما نشر سابقاً، على الرغم من خسارتها 18 ألف عنصر خلال سنة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تقرير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) إشارته إلى خطأ ورد في تقريره السابق الصادر بتاريخ 30 أبريل الذي سجّل انخفاض عدد العسكريين بنسبة 10 في المائة ليصل إلى 296409 في نهاية يناير (كانون الثاني). وقال التقرير الجديد إن تلك التقديرات اعتمدت على أرقام «غير صحيحة» صادرة عن القوات الأميركية في أفغانستان.
وأول من أمس عرض «سيغار» أرقاما مصححة حددت عدد رجال الشرطة والجيش الأفغانيين بـ313728. وأضاف التقرير أن «الأرقام الجديدة تظهر أن عدد القوات الأفغانية تراجع بـ17980 عنصراً بين يناير 2017 والشهر نفسه من 2018، ولكنه لم يكن بالحدة نفسها مقارنة بالأرقام المقدمة في تقرير أبريل الماضي وتحدثت عن تراجع بـ36 ألف عنصر». ولفت التقرير إلى أن هذا التصحيح يعد الأخير من سلسلة مشكلات واجهها «سيغار» لدى حصوله على معلومات من وزارة الدفاع الأميركية بخصوص القوات الأفغانية. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن تقرير «سيغار» يرسم صورة قاتمة للوضع الأمني في أفغانستان التي تواجه تنظيمات متطرفة مثل «طالبان» و«داعش».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟