تفاهم على انتخاب نائب رئيس لبرّي من «كتلة لبنان القوي»

المقعد عُرفاً من حصة طائفة الروم الأرثوذكس

مقر البرلمان اللبناني في وسط بيروت (رويترز)
مقر البرلمان اللبناني في وسط بيروت (رويترز)
TT

تفاهم على انتخاب نائب رئيس لبرّي من «كتلة لبنان القوي»

مقر البرلمان اللبناني في وسط بيروت (رويترز)
مقر البرلمان اللبناني في وسط بيروت (رويترز)

أثمر التواصل بين الكتل السياسية لتنفيذ الاستحقاقات ما بعد إجراء الانتخابات «أجواء إيجابية»، بفعل انخفاض مستوى التشنج الذي سبق الانتخابات، وسط اتفاق أولي على انتخاب رئيس البرلمان الحالي نبيه بري لرئاسة البرلمان، وانتخاب نائبه من ضمن «كتلة لبنان القوي» التي يرأسها وزير الخارجية جبران باسيل، فيما يُبحث في تسمية رئيس الحكومة المقبلة بعد الفراغ من الاستحقاق الأول.
وساهم انخفاض التشنج الذي اتسمت به مرحلة ما قبل الانتخابات، في ظهور «إشارات إيجابية» لا تخفيها الأطراف السياسية المعنية، فقد أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير»، النائب ميشال موسى، أن التواصل السياسي بين الأطراف بشكل عام يشير إلى «جو إيجابي»، رغم أن التفاصيل «تبقى بعهدة الكتل السياسية». وإذ أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه من الواضح أن نائب رئيس المجلس النيابي «سيكون من (كتلة لبنان القوي) الذي يختار من يرشحه لهذا الموقع»، قال إن الأمور كلها «لا تزال قيد التداول».
هذه المعطيات تؤكدها مصادر أخرى، مشيرة إلى أن هناك مرشحين اثنين لموقع نائب رئيس المجلس النيابي، وهما من حصة «كتلة لبنان القوي»، في إشارة إلى نائب رئيس مجلس النواب الأسبق النائب المنتخب إيلي الفرزلي، ووزير التربية السابق والنائب المنتخب إلياس بوصعب، علماً بأن المقعد، عُرفاً، من حصة طائفة الروم الأرثوذكس. وقالت المصادر إن الموضوع «لم يحسم بعد».
ويتوقع أن يكون الاستحقاق الأول في 23 مايو (أيار) الحالي، ويتمثل في انتخاب رئيس للمجلس ونائب له، وكذلك انتخاب هيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان النيابية. وقالت مصادر مواكبة إن هناك من «يدفع باتجاه تنفيذ الاستحقاقات بلا عراقيل» بين الأطراف، مشيرة إلى أنه «عادة ما تتسم المراحل قبل الانتخابات بتشنج يتراجع بعد الانتخابات».
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قال قبل أيام رداً على سؤاله عن موقفه من رئيس مجلس النواب المقبل بعد الانتخابات النيابية: «بالنسبة إلي، إذا كان الرئيس نبيه بري مرشحا للرئاسة، فأنا معه».
ووسط توقعات بأن ينتهي الاستحقاق الأول في الأسبوع المقبل، بلا عراقيل، تواجه تسمية رئيس الحكومة سعد الحريري لحكومة جديدة بـ«اتفاقات مسبقة» تحاول أطراف سياسية التوصل إليها معه قبل تسميته، فيما تدعو الأطراف لـ«التريث» قبل إطلاق الأحكام، كونه «لم يُحكَ بالملف بشكل كثيف بعد»، وسيتحرك بعد الفراغ من الاستحقاق الأول.
وينتظر أن تنطلق عملية «تسمية رئيس الحكومة الجديد آخر الشهر الحالي»، بحسب ما نُقل عن مصادر السراي الحكومي، أمس، ولفتت المصادر إلى أن «مرحلة جديدة بدأت بعد الانتخابات النيابية»، مشيرة إلى أن «الدعوة إلى عقد جلسة حكومية غدا هي لتسيير الأمور الضرورية قبل تصريف الأعمال». وأشارت إلى أنه «قد يبت مجلس الوزراء في جلسته الأربعاء بملف الكهرباء إذا جرى التوافق حول خطة وزير الطاقة، أو قد يتأجل الملف إلى الحكومة الجديدة».
وأكد النائب المُنتخب فادي سعد أن «(كتلة الجمهورية القوية)، (كتلة حزب القوات)، لن تُسمّي الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة من دون اتفاق سياسي مسبق، وذلك انطلاقا من قرارها بعدم دعم أحد من دون خلفية سياسية». وأوضح في تصريح أنه «لا لقاء محدداً بين الرئيس الحريري ورئيس (حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع، لكن التواصل دائم بين (القوات) و(تيار المستقبل)».
في غضون ذلك، ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، اجتماع هيئة مكتب المجلس بحضور نائب الرئيس فريد مكاري. وقال مكاري إن «الاجتماع انعقد بناء على دعوة دولة الرئيس بري، وكانت الجلسة جلسة وداعية»، لافتاً إلى «أننا تداولنا في عدد من الأمور الإدارية التي كانت معلقة وأخذنا القرارات بشأنها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.