مسلسل «السهام المارقة» يناقش مسائل التشدد في مدينة «داعشية»

«الشرق الأوسط» ترصد كواليس تصويره... وأبطاله عائشة بن أحمد وشريف سلامة وهاني عادل

طفلان يشاركان في العمل («الشرق الأوسط»)
طفلان يشاركان في العمل («الشرق الأوسط»)
TT

مسلسل «السهام المارقة» يناقش مسائل التشدد في مدينة «داعشية»

طفلان يشاركان في العمل («الشرق الأوسط»)
طفلان يشاركان في العمل («الشرق الأوسط»)

يفرض صناع مسلسل «السهام المارقة» الذي سيُعرض في شهر رمضان حصرياً على شاشة قناة «أبوظبي» الإماراتية، حالةً من السّرية الشديدة على تفاصيل العمل الذي يناقش مسائل التشدد الديني، ويدور أيضاً حول سيطرة إحدى الجماعات المتطرفة على مدينة عربية، بعد احتلالها، ويُبرِز في إطار اجتماعي ونفسي معقَّد، تفاصيل تعامل القيادات المتطرفة مع «الأسرى والسبايا»، والمنضمين الجدد بجانب العلاقات بين قياداته. وعلى الرغم من إبراز الإعلان الرسمي للمسلسل عن وجود تشابه في مشاهد العنف والتعذيب والقتل والأسر، مع مسلسل «غرابيب سود» الذي عُرض العام الماضي، فإنّ مخرج العمل محمود كامل يؤكد أنّ المسلسل سيكون مختلفاً عمّا قُدّم من قبل، وما سيُقدّم هذا العام عن الجماعات المتطرفة أو «داعش».
جالت «الشرق الأوسط» داخل استوديوهات تصوير المسلسل في منطقة شبرامنت، بالجيزة (غرب القاهرة)، ونفّذ فريق العمل ديكورات داخلية وخارجية تناسب طبيعة المسلسل، حيث كتب مهندسو الديكور عبارات تعبر عن مرجعية التنظيم المتطرف، مثل التي كان يكتبها في مدينة الرقة بسوريا التي كان يتخذ منها عاصمة لدولته المزعومة، والتي جرى تطهيرها منه.
وحرص فريق عمل المسلسل على وضع بصمته الخاصة بكل أرجاء موقع التصوير المفتوح الذي يستحوذ على النصيب الأكبر من مشاهد العمل، إضافة إلى بعض المشاهد الأخرى، بطريق مصر - الإسكندرية الصحراوي، وأماكن خارجية أخرى، وفقاً لما ذكره أحد أعضاء فريق إنتاج المسلسل.
بوابة موقع التصوير، تحوّلت إلى بوابة عسكرية، بها حواجز عسكرية تشبه تلك التي كان يستخدمها تنظيم «داعش» الإرهابي في المدن السورية والعراقية، وقد نُفّذ وبُني منظر بانورامي، لـ«المدينة المحتلة» أو التي سقطت في يد التنظيم الذي كتب على لافتاتها وأعلامها السوداء «أرض الخلافة». ويتصدر ميدان «المدينة المحتلة» المنظر العام، بينما تظهر آثار الطلقات والاشتباكات على جدران المباني المحيطة بالميدان من كل جانب، ونجح فريق العمل في محاكاة المدن التي وقعت تحت سيطرة تنظيم «داعش» بصورة كبيرة، حتى من دون تصوير هذه المباني لأيام طويلة، واقتصار التصوير على المباني الداخلية.
وعلى يسار موقع التصوير، يوجد سجن المدينة الذي توجد بداخله أداة التعذيب والجلد الخشبية، والأسلاك الشائكة، وإلى جواره يوجد مكتب قائد السجن، ومطعم المساجين، ثم مبنى إقامة المستجدَّات، والمنضمات حديثاً للتنظيم الإرهابي.
السير داخل موقع تصوير مسلسل «السهام المارقة»، وبداخل الديكورات الداخلية التي نُفّذت خصيصاً لهذا العمل، منذ منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أمر ممتع ومثير وكئيب أيضاً، حيث يشعر الزائرون بانقباض القلب عند رؤية أدوات التعذيب والرايات السوداء، بجانب الخوف من الأماكن المغلقة، وهو ما يُعد نجاحاً لفريق العمل الذي يستغل أعضاؤه هذه الأجواء لإضفاء نوع من الريبة والغموض والخوف أثناء عرض المشاهد.
بالانتقال إلى مبنى آخر يجاور هذا المبنى، كان فريق العمل يصوّر بعض مشاهد الفنانة التونسية عائشة بن أحمد في الطابق الثاني، وقد بُني سلم خشبي ودهانه بديكورات قاتمة اللون مثل ديكورات الشقة التي تسكنها مع ابنها «أُبَيّ». وتسمى عائشة بن أحمد «أم أُبي» في المسلسل، وتكون قيادة نسائية بالأحداث، بجانب كونها زوجة قيادي مهم، وفقاً لما ذكره أحد أعضاء فريق العمل الذين حرصوا على عدم الإدلاء بأي معلومات إضافية تخص أحداث المسلسل قبل عرضه في رمضان المقبل.
يجمع العمل عدداً من نجوم العالم العربي، فمن مصر يشارك كل من شريف سلامة وهاني عادل ووليد فواز وشيري عادل، ويشارك فنانون من العالم العربي أيضاً، وهم الفنانة التونسية عائشة بن أحمد، والفنانة اللبنانية دياموند أبو عبود، والفنان السعودي هشام فقيه والفنان العراقي كامل إبراهيم.
العمل من تأليف محمد دياب، وخالد دياب، وشيرين دياب، ومن إنتاج شركة «كلينك» للمنتج محمد حفظي، ومعز مسعود، ومن إخراج محمود كامل.
شاهدت «الشرق الأوسط» كواليس التصوير التي كان يعمل بها عشرات الفنيين والعمال خلف الكاميرا، حيث كانوا يسابقون الزمن للانتهاء من التصوير قبل شهر رمضان، واستعان فريق العمل بكشافات إضاءة كبيرة من خارج النوافذ للإيحاء بأنّ بعض المشاهد تُصوَّر نهاراً لتتماشي مع السيناريو المكتوب، مع الاستفادة من الظلال والألوان التي تحدثها الإضاءة التي يعتبرها المصورون كائناً حيّاً في إخراج الصورة بفنيات عالية. خلال ذلك دخلت الفنانة التونسية عائشة بن أحمد إلى شقتها، وحضنت ابنها أُبَي، ثم تم تمثيل مشهد آخر للفنان هاني عادل الذي كان يرتدي بزة عسكرية، مثل باقي قيادات التنظيم.
بدوره، قال الفنان شريف سلامة، أحد أبطال المسلسل البارزين، لـ«الشرق الأوسط»: «إنّ العمل سيكون مختلفاً عمّا قُدّم عن الجماعات الإسلامية من قبل»، وأضاف أنّه لا يمانع في الاختفاء عن الظهور في الدراما والسينما لفترة طويلة، بسبب عدم اقتناعه ببعض الأدوار التي تعرض عليه، لأنه يهتم بطبيعة الدور الذي يضيف إليه كممثل.
وأكد أنّ دوره سيكون مفاجأة للجمهور، وسيكون بعيداً عن الشخصية الطيبة التي كان يظهر بها في الأعمال الدرامية سابقاً، من خلال شخصية عمار المحورية داخل المسلسل.
وظهر شريف بلحية طويلة لمواءمة أحداث المسلسل والدور الذي يلعبه «قائداً في التنظيم الإرهابي». وأضاف سلامة: «نحن نحارب الإرهاب بشكل عام، مع عدم الخوض في السياسة، لكنّنا نركّز على العلاقات الاجتماعية بين شخصيات العمل بشكل عام، وتناوله مختلف عن الأعمال الأخرى، ولن يكون سطحياً، لأن كتّاب المسلسل كبار، ولن يقلدوا أعمالاً أخرى. بجانب منتج المسلسل محمد حفظي ومعز مسعود المعروف عنهما تقديم أعمال جادة، ولفت إلى أن المسلسل يحرص على عدم تشجيع المشاهدين على التعاطف مع شخصيات المسلسل، وسيكون لكل شخصية بداية ووسط ونهاية ورسالة من دورها».
وأضاف أنه حضّر لدوره جيداً من خلال مشاهدته الكثير من الفيديوهات الدامية لتنظيم داعش، وقراءته كتبا ومراجع عن فكرهم.
من جانبه قال الفنان المصري هاني عادل لـ«الشرق الأوسط»، إنّه استعد جيداً لخوض هذا العمل المهم من خلال الحصول على تدريبات مكثفة على يدِ مدرب تمثيل لأداء دوره بشكل احترافي، كما لفت إلى أن دوره جديد ومختلف عمّا قدمه من قبل، وسيكون مفاجأة للجمهور. وأوضح أنّ «اشتراك ممثلين من دول عربية مختلفة يُسهِم في تحقيق هدف المسلسل في الانتشار بالعالم العربي.


مقالات ذات صلة

«الجلابية» سمة رمضانية تتربع على عرش الموضة كل عام

«الجلابية» سمة رمضانية تتربع على عرش الموضة كل عام

«الجلابية» سمة رمضانية تتربع على عرش الموضة كل عام

يتنافس مصممو الأزياء كل عام لتقديم تصاميم تتوافق مع الموضة، وبين أحدث صيحات الموضة وصرعاتها، تحافظ الجلابية الرمضانية على مكانتها بين الأزياء في شهر رمضان بدول الخليج وأغلب الدول الإسلامية، وهو ما لفت أنظار أغلب دور الأزياء العالمية، وجعلها تعتمدها ضمن قائمة الأزياء التي لها طابع تراثي خاص يتوافق مع الموضة، بعد أن أصبحت سمة رمضانية متعارفاً عليها، ولها إقبال بين النساء. وترى مصممة الأزياء وخبيرة المظهر منال الجديبي، أن لرمضان في السعودية خصوصية تميزه عن بقية البلدان الإسلامية، من خلال الطقوس الخاصة، والعادات التي تتميز بها كل منطقة، وفي هذا الشهر الفضيل اعتادت السيدات والفتيات ارتداء الجلابيات

أسماء الغابري (جدة)
كمال أبو رية لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنويع أدواري

كمال أبو رية لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنويع أدواري

يشارك الفنان المصري كمال أبو رية في مسلسلَي «عملة نادرة»، و«الكبير أوي 7» خلال موسم رمضان، ويقول إنه «يسعى لتنويع أدوراه». وأكد أبو رية لـ«الشرق الأوسط» أن «(عملة نادرة) يضم عدداً من نجوم الدراما مثل نيللي كريم، وجمال سليمان، وأحمد عيد، وجومانا مراد، ومحمد لطفي، وفريدة سيف النصر، والشركة المنتجة للمسلسل قامت ببناء قرية كاملة على مساحة 30 فداناً، وكان هناك اهتمام شديد من صُناع المسلسل بالتفاصيل الصغيرة سواء على مستوى الملابس أو الديكورات».

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق هل تشهد مسلسلات رمضان حشداً لضيوف الشرف؟

هل تشهد مسلسلات رمضان حشداً لضيوف الشرف؟

تصدَّر الفنان المصري أحمد السقا، محرك البحث «غوغل»، بعدما كشف البرومو الدعائي لمسلسل «الكبير أوي» الجزء السابع، عن مشاركته في إحدى الحلقات كضيف شرف، ولاقى ذلك تفاعلاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أعرب الكثيرون عن ترحيبهم بالسقا وانتظارهم للحلقة، بينما أبدى آخرون قلقهم على صحة السقا بسبب إطلالته في البرومو. تفاعُل الجمهور تجاه السقا أثار حديثاً في «السوشيال ميديا» عن ظهور عدد من الفنانين كضيوف شرف خلال موسم دراما رمضان هذا العام. وحسبما أُعلن، تظهر الفنانة سوسن بدر في مسلسل «بابا المجال» ضيفة شرف، إذ تؤدي دور والدة مصطفى شعبان خلال أحداث المسلسل.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
رمضانيات «لمّة رمضان» ببيروت يفتقدها الشهر الفضيل في البيوت

«لمّة رمضان» ببيروت يفتقدها الشهر الفضيل في البيوت

تبدلات كثيرة يشهدها الشهر الفضيل في لبنان، وتشمل تقاليد وعادات مختلفة، كانت منذ زمن قريب تشكل رموزاً له. وأبرز هذه التغييرات تمثلت بغياب الدعوات إلى موائد الإفطار المعروفة بـ«لمّة رمضان» في البيوت. هذه المناسبة كان ينتظرها الكبار كما الصغار كي يلتئم شمل العائلة، فينظم الأهل والأقارب جلسات بيتوتية حول المائدة، وتتبارى ربات المنازل خلالها على صنع أطباق من أصناف مختلفة. كما كان الضيف يحمل معه الحلوى والهدايا لأصحاب الدعوة مشاركة منه في المناسبة. اليوم باتت مائدة الإفطار تقتصر على أفراد العائلة الواحدة، فلا جيران ولا أهل ولا أقارب يدعون إليها.

أولى جدة تستعيد المسحراتي... والحكواتي

جدة تستعيد المسحراتي... والحكواتي

ينطلق، اليوم، في متحف عبد الرؤوف خليل بجدة، مهرجان «ليالي جدة الرمضانية»، وهو إحدى الفعاليات التي يقيمها أبناء مدينة جدة لإحياء ذكريات الماضي، بما في ذلك استعادة ظاهرة المسحراتي والحكواتي. ويحاكي المهرجان، الذي يُقام تحت إشراف وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه، مظاهر حياة أقدم خمس حارات في جدة؛ باب مكة وحارة المظلوم وحارة البحر وحارة الشام وحارة اليمن، وأبرز العادات والتقاليد الاجتماعية في تلك الأماكن. عند دخولك من بوابة ساحة المتحف، تبدأ رحلة الاستمتاع بأجواء التاريخ، بدءاً من باب مكة الذي يستقبلك فيه وليد دياب أحد سكان البلد، مرحباً بك بالقهوة السعودية وبأشهر العبارات الترحيبية الحجازية،

أسماء الغابري (جدة)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».