مسلسلات موسم رمضان التلفزيوني نجومها تسطع من لبنان

«إل بي سي آي» و«إم تي في» المتنافستان الأبرز فيها

«الهيبة - العودة» ينتظر المشاهد اللبناني عرضه على قناة «إم تي في»  -  مسلسل «تانغو» تعرضه «إل بي سي آي» في موسم رمضان
«الهيبة - العودة» ينتظر المشاهد اللبناني عرضه على قناة «إم تي في» - مسلسل «تانغو» تعرضه «إل بي سي آي» في موسم رمضان
TT

مسلسلات موسم رمضان التلفزيوني نجومها تسطع من لبنان

«الهيبة - العودة» ينتظر المشاهد اللبناني عرضه على قناة «إم تي في»  -  مسلسل «تانغو» تعرضه «إل بي سي آي» في موسم رمضان
«الهيبة - العودة» ينتظر المشاهد اللبناني عرضه على قناة «إم تي في» - مسلسل «تانغو» تعرضه «إل بي سي آي» في موسم رمضان

تنطبع شاشات التلفزة المحلية عشية موسم رمضان بمسلسلات يشكل النجوم اللبنانيون محورها الأساسي. صحيح أنّ بعضها اعتمد تلوينها بأسماء سورية لامعة، إلا أن العنصر اللبناني يتوجه بشكل ملحوظ شاهراً أفضل الممثلين لديه في عالم الدراما كسلاح أساسي يستخدمه للفوز بأعلى نسبة مشاهدة. وفي ظل شبكة برامج خجولة يقدمها «المستقبل» في هذا الموسم وأخرى لا تخرج عن المألوف يعرضها «الجديد» من خلال مكوناتها التي تطغى عليها الأعمال السورية، يمكن القول إنّ المنافسة المتوقعة في هذا الشهر على الصعيد التلفزيوني تقتصر كما يبدو على قناتي «إل بي سي آي» و«إم تي في».
فالقيمون على القنوات المحلية يعدون شهر رمضان ساحة حرب يخوضونها مرة في العام بكامل أسلحتهم الثقيلة في عالم الدراما، من أجل جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين ليثبتوا من خلالها موقعهم على الخريطة التلفزيونية المحلية. فصحيح أنّهم يجهدون طيلة أيام السنة لإحداث الفرق في هذا الإطار، إلا أن موسم رمضان يكون بمثابة العلاوة التي يزودهم بها المشاهد مكافأة على جهودهم تلك.
وبأعمال لبنانية بامتياز سبق وعُرض الجزء الأول من بعضها قبل وصول شهر رمضان، تنطلق محطة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» (إل بي سي آي) في مشوارها الرمضاني لعام 2018. وتتألف باقة المسلسلات هذه من «كل الحب كل الغرام» الذي حقق نجاحاً باهراً في موسمه الأول بنسبة مشاهدة فاقت 30 في المائة، وهو أمر نادراً ما يرافق أي عمل درامي. فالحلقات المقبلة من هذا العمل وحسب المطّلعين على مجرياته تحمل أحداثاً شيقة لن يستطيع المشاهد الذي يتابعه منذ أكثر من 3 أشهر تفويتها عليه. فيما يعد العمل الدرامي الثاني «الحب الحقيقي» الذي تتمسك «إل بي سي آي» بعرضه في هذا الموسم أيضاً، من المسلسلات التي ينتظرها المشاهد بفارغ الصبر، لا سيما أنّ إدارة البرامج في المؤسسة المذكورة كانت قد أوقفت عرضه في يناير (كانون الثاني) الماضي استعداداً للجزء الثاني منه. ويذكر أنّ العمل الأول هو من بطولة كارول الحاج وباسم مغنية ومن كتابة الراحل مروان العبد وإخراج إيلي معلوف. فيما «الحب الحقيقي» يلعب بطولته باميلا الكك وجوليان فرحات وهو من إخراج جوليان معلوف. ومع اقتراب موعد شهر رمضان أفرجت «إل بي سي آي» عن تفاصيل مسلسلين جديدين ستعرضهما خلاله، ألا وهما «تانغو» و«جوليا».
فالأول يعوّل عليه بيار الضاهر (رئيس مجلس إدارة إل بي سي آي) ومنتجه جمال سنان آمالاً كبيرة لينافس غيره من أعمال الدراما التي ستعرض في هذا الموسم، وفي مقدمتها «الهيبة - العودة» الذي حصد نجاحاً منقطع النظير العام الماضي. ويشارك في بطولة «تانغو» الذي كتبه إياد أبو الشامات وأخرجه رامي حنا كل من باسل خياط وداليدا رحمة وباسم مغنية. وهو يحكي قصة رومانسية شيقة تدور أحداثها في إطار «الأكشن» والحب والخيانة، بطلها رجل الأعمال عامر (باسل خياط) المتزوج من لينا (دانا مرديني) تجمعهما علاقة صداقة وطيدة مع سامي (باسم مغنية) الذي يعمل في الهندسة الداخلية، فيما زوجته فرح (دانييلا رحمة) تعمل مدربة رقص تانغو. ويلف الغموض حياتهم عندما تتعرض سيارة أحدهم إلى حادث مروع يفتح الأبواب أمام أحداث غامضة ومريبة.
ومع مسلسل «جوليا» ذات القالب الكوميدي سنتابع قصة الفتاة جوليا (ماغي بو غصن) التي تعمل في مجال التمثيل ضمن أدوار ثانوية طامحة إلى الشهرة من خلال أدوار أكثر أهمية. وتجسد الممثلة اللبنانية 10 شخصيات مختلفة في سياق العمل بأسلوبها الفكاهي والقريب للقلب، إلى جانب قيس الشيخ نجيب الذي يجسد دور الطبيب النفسي المعالج لها. كتب المسلسل مازن طه وأخرجه إيلي حبيب، وهو كما سابقه من إنتاج «إيغل فيلمز» لصاحبها جمال سنان.
أمّا قناة «إم تي في» التي استعدت لمواجهة هذه المرحلة بعد شرائها مسلسلين ضخمين «الهيبة - العودة» في جزئه الثاني و«طريق» من منتجهما صادق الصباح (سيدرو برودكشن)، فهي تحاصر المشاهد من خلالهما إضافة إلى عرضها لمسلسل ثالث لكارين رزق الله «ومشيت». ويتوقع له النجاح أيضاً نظراً لخبرة كاتبته وبطلته في هذا الموضوع، إذ سبق وقدمت أكثر من عمل ناجح في عالم الدراما المحلية كان آخرها «مش أنا» في العام الماضي. وينتظر اللبنانيون المسلسلات الثلاثة، لا سيما أن الأول (بطولة تيم حسن ونيكول سابا ومنى واصف وفاليري أبو شقرا) سبق وتابعوه في جزئه الأول ويتوقعون تكملة تليق بنجاحه في جزئه الثاني. وفي «طريق» سيكونون على موعد مع ثنائي اشتاقا له بعد غياب (قدما في عام 2014 مسلسل «لو»)، ويتألف من نادين نسيب نجيم وعابد فهد ومن إخراج هشام شربتجي ومستوحى من قصة «الطريق» للكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ. وفي «ومشيت» تعود «ميدا» (كارين سلامة) ومعها ابنتها تاليا فتشكل عودتها مفاجأة للجميع، بمن فيهم زوجها العقيد في الجيش أمل (الممثل بديع أبو شقرا) الذي كان يعتقد أنّها متوفاة.
وتضم شبكة برامج «إم تي في» الرمضانية «اتركا علينا» لمحمد قيس، ليعيد الأمل إلى منازل حرمت السعادة فيحقق أحلام أصحابها على طريقته. كما يطل فيها كميل أسمر لنتابع معه «عيش وكول غيرا» برنامج المقالب التلفزيونية الضاحكة.
من ناحيته، فقد عقد تلفزيون «الجديد» اختياره في هذا الموسم على مجموعة من الأعمال الدرامية السورية واثنين لبنانيين من إنتاجات حديثة. وفي مسلسل «الحب جنون» وهو كناية عن مجموعة قصص تدور في إطار خماسيات منفصلة تطل علينا نخبة من الممثلين اللبنانيين، أمثال سيرين عبد النور ونادين الراسي وريتا حايك وزياد برجي وغيرهم، وهي من إخراج فيليب أسمر. فنتابع خلالها قصصاً اجتماعية وأخرى عاطفية مختلفة. وكذلك تقدم «موت أميرة» وهو دراما لبنانية من بطولة مازن معضم والمغنية شيراز (تطل لأول مرة في عمل تمثيلي) وكارمن لبس وجورج شلهوب وإلسي فرنيني. وتدور قصته حول خطورة دخول الشك إلى العلاقة الزوجية.
ومن الأعمال السورية التي ستُعرض على «الجديد» في الموسم الرمضاني «عطر الشام3» الذي يستهل حلقاته الجديدة بمفاجأة ترتبط بشخصية فوزية (فاديا خطاب)، إذ يكتشف المشاهد أنّها لم تفارق الحياة إثر ضربها من قبل زوجها أبو عامر (رشيد عساف). وتشمل لائحة مسلسلات رمضان على القناة المذكورة «فوضى» لعبد المنعم العمايري وديما قندلفت و«وردة شامية» مع سلوم حداد وسلافة معمار، إضافة إلى المسلسل التركي «السلطانة قسم2».
وحدها قناة «المستقبل» لوحظ تبنيها برمجة خجولة لشبكتها الرمضانية، إذ تكتفي بعرض العمل المصري «ولاد تسعة» لنيكول سابا وخالد سليم، إضافة إلى «شبابيك» وهو مسلسل سوري - لبناني يرتكز على تقديم قصص ذات مواضيع منفصلة، وهو من بطولة أنجو ريحان وبسام كوسى ووسام حنا وغيرهم. فيما خصصت في برنامج «خير الكلام» مساحة لفتح حوارات دينية بين المشاهد والشيخ بهاء سلام. وفي أجواء مسلية تتخللها الألعاب والمسابقات سيطل علينا المقدم ميشال قزي من ساحة النجمة وسط بيروت يومياً ليصطحبنا معه مساء كل يوم ومن خلال برنامج «نازلين عالساحة» في جولات حول تقاليد وعادات بلدان مختلفة في هذا الشهر الكريم. وسيجري عرضها بتقنية متطورة على واجهات الأبنية المحيطة بساحة النجمة. كما يتواصل مع الجمهور ضمن مسابقات حماسية يتخللها تقديم الجوائز للفائزين فيها.


مقالات ذات صلة

«الجلابية» سمة رمضانية تتربع على عرش الموضة كل عام

«الجلابية» سمة رمضانية تتربع على عرش الموضة كل عام

«الجلابية» سمة رمضانية تتربع على عرش الموضة كل عام

يتنافس مصممو الأزياء كل عام لتقديم تصاميم تتوافق مع الموضة، وبين أحدث صيحات الموضة وصرعاتها، تحافظ الجلابية الرمضانية على مكانتها بين الأزياء في شهر رمضان بدول الخليج وأغلب الدول الإسلامية، وهو ما لفت أنظار أغلب دور الأزياء العالمية، وجعلها تعتمدها ضمن قائمة الأزياء التي لها طابع تراثي خاص يتوافق مع الموضة، بعد أن أصبحت سمة رمضانية متعارفاً عليها، ولها إقبال بين النساء. وترى مصممة الأزياء وخبيرة المظهر منال الجديبي، أن لرمضان في السعودية خصوصية تميزه عن بقية البلدان الإسلامية، من خلال الطقوس الخاصة، والعادات التي تتميز بها كل منطقة، وفي هذا الشهر الفضيل اعتادت السيدات والفتيات ارتداء الجلابيات

أسماء الغابري (جدة)
كمال أبو رية لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنويع أدواري

كمال أبو رية لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنويع أدواري

يشارك الفنان المصري كمال أبو رية في مسلسلَي «عملة نادرة»، و«الكبير أوي 7» خلال موسم رمضان، ويقول إنه «يسعى لتنويع أدوراه». وأكد أبو رية لـ«الشرق الأوسط» أن «(عملة نادرة) يضم عدداً من نجوم الدراما مثل نيللي كريم، وجمال سليمان، وأحمد عيد، وجومانا مراد، ومحمد لطفي، وفريدة سيف النصر، والشركة المنتجة للمسلسل قامت ببناء قرية كاملة على مساحة 30 فداناً، وكان هناك اهتمام شديد من صُناع المسلسل بالتفاصيل الصغيرة سواء على مستوى الملابس أو الديكورات».

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق هل تشهد مسلسلات رمضان حشداً لضيوف الشرف؟

هل تشهد مسلسلات رمضان حشداً لضيوف الشرف؟

تصدَّر الفنان المصري أحمد السقا، محرك البحث «غوغل»، بعدما كشف البرومو الدعائي لمسلسل «الكبير أوي» الجزء السابع، عن مشاركته في إحدى الحلقات كضيف شرف، ولاقى ذلك تفاعلاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أعرب الكثيرون عن ترحيبهم بالسقا وانتظارهم للحلقة، بينما أبدى آخرون قلقهم على صحة السقا بسبب إطلالته في البرومو. تفاعُل الجمهور تجاه السقا أثار حديثاً في «السوشيال ميديا» عن ظهور عدد من الفنانين كضيوف شرف خلال موسم دراما رمضان هذا العام. وحسبما أُعلن، تظهر الفنانة سوسن بدر في مسلسل «بابا المجال» ضيفة شرف، إذ تؤدي دور والدة مصطفى شعبان خلال أحداث المسلسل.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
رمضانيات «لمّة رمضان» ببيروت يفتقدها الشهر الفضيل في البيوت

«لمّة رمضان» ببيروت يفتقدها الشهر الفضيل في البيوت

تبدلات كثيرة يشهدها الشهر الفضيل في لبنان، وتشمل تقاليد وعادات مختلفة، كانت منذ زمن قريب تشكل رموزاً له. وأبرز هذه التغييرات تمثلت بغياب الدعوات إلى موائد الإفطار المعروفة بـ«لمّة رمضان» في البيوت. هذه المناسبة كان ينتظرها الكبار كما الصغار كي يلتئم شمل العائلة، فينظم الأهل والأقارب جلسات بيتوتية حول المائدة، وتتبارى ربات المنازل خلالها على صنع أطباق من أصناف مختلفة. كما كان الضيف يحمل معه الحلوى والهدايا لأصحاب الدعوة مشاركة منه في المناسبة. اليوم باتت مائدة الإفطار تقتصر على أفراد العائلة الواحدة، فلا جيران ولا أهل ولا أقارب يدعون إليها.

أولى جدة تستعيد المسحراتي... والحكواتي

جدة تستعيد المسحراتي... والحكواتي

ينطلق، اليوم، في متحف عبد الرؤوف خليل بجدة، مهرجان «ليالي جدة الرمضانية»، وهو إحدى الفعاليات التي يقيمها أبناء مدينة جدة لإحياء ذكريات الماضي، بما في ذلك استعادة ظاهرة المسحراتي والحكواتي. ويحاكي المهرجان، الذي يُقام تحت إشراف وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه، مظاهر حياة أقدم خمس حارات في جدة؛ باب مكة وحارة المظلوم وحارة البحر وحارة الشام وحارة اليمن، وأبرز العادات والتقاليد الاجتماعية في تلك الأماكن. عند دخولك من بوابة ساحة المتحف، تبدأ رحلة الاستمتاع بأجواء التاريخ، بدءاً من باب مكة الذي يستقبلك فيه وليد دياب أحد سكان البلد، مرحباً بك بالقهوة السعودية وبأشهر العبارات الترحيبية الحجازية،

أسماء الغابري (جدة)

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)
المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)
TT

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)
المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)

في وداع لاس فيغاس قبل أيام، بكت أديل أمام جمهورها الذي اعتاد أن يضرب معها موعداً أسبوعياً منذ سنتَين. ليست الدموع غريبةً على عروض الفنانة البريطانية، فهي معروفة بالعفويّة وفائض المشاعر، إلا أنّ لدموع فيغاس نكهة أخرى.

«ويكند مع أديل» هو العرض الغنائي المبهر الذي استثمرت فيه المغنية صاحبة الصوت الاستثنائي السنتَين الأخيرتَين من حياتها، والذي انتقلت من أجله إلى الولايات المتحدة. في الحفل رقم 100 والأخير، وبعد أن قدّمت جزءاً من قائمة الأغاني الـ20 الخاصة بهذا العرض، تحدّثت أديل إلى الـ4100 شخص الحاضرين وهي تبكي: «سأشتاق إلى هذا المكان وإليكم كثيراً. لا أعرف متى سأعود إلى الحفلات، لكنني طبعاً راجعة. فالأمر الوحيد الذي أجيدُه هو الغناء. غير أنني لا أعلم متى أريد أن أصعد إلى المسرح من جديد».

من الواضح أنّ عرض لاس فيغاس استنزفها كثيراً، وهي كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها ستأخذ إجازة طويلة من الموسيقى بعد محطتها الأميركية. تحدّثت أديل (36 عاماً) إلى الإعلام الصيف الفائت قائلةً: «أشعر بأنّ خزّاني فارغٌ تماماً حالياً، ولا مخططات موسيقية لديّ على الإطلاق. أشتاق إلى حياة ما قبل الشهرة». وما كاد يمرّ شهر على هذا الإعلان، حتى عادت وتوجّهت إلى محبّيها بالقول: «لن أراكم قبل وقتٍ طويل جداً. أريد أن أستريح فحسب. أريد أن أعيش الحياة التي أمضيت السنوات الـ7 الأخيرة وأنا أبنيها».

من نوفمبر 2022 حتى نوفمبر 2024 غنّت أديل كل جمعة وسبت أمام 8000 شخص (إنستغرام)

لا موعدَ محدداً لعودة أديل إلى ملعبها المفضّل أي الموسيقى. إلا أنّ المؤكّد هو أن الستارة التي أُسدلت عليها لن يُعاد فتحُها قريباً. وفق ما أعلنت، ستنتقل الفنانة إلى حياةٍ أقلّ صخباً تمضي فيها مزيداً من الوقت مع ابنها أنجيلو (12 عاماً) وشريكها ريتش بول. ربما تُحقّق أحد أحلامها كذلك بأن تُنجب طفلاً ثانياً، وهي كانت قد أخبرت جمهورها من على خشبة المسرح بأنها ترغب بفتاةٍ هذه المرة. قد تتّجه كذلك إلى تنفيذ مشروعٍ مؤجّل وهو دراسة الأدب الإنجليزي.

إلا أن مصادر مقرّبة من أديل تحدّثت إلى صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، كاشفةً أنها خضعت خلال السنة المنصرمة لدروسٍ مكثّفة في التمثيل على يد أحد أشهر المدرّبين في هوليوود، كما أنها تبحث عن فرصٍ للانخراط في العمل السينمائي.

تحدّثت مصادر مقرّبة من الفنانة عن احتمال خوضها تجربة سينمائية في هوليوود (إنستغرام)

ليس من المستبعد إذن أن تفتح استوديوهات هوليوود أبوابها للمغنية البريطانية، كما فُتح باب أحد أبرز مسارح لوس أنجليس أمامها. من الواضح أنها شخصية محبّبة لدى الأميركيين، وقد شهدت على ذلك المقاعد الممتلئة في مسرح «كولوسيوم – سيزرس بالاس» في كل ليلتي الجمعة والسبت منذ نوفمبر 2022. ولم يقتصر الحضور على معجبي أديل من عامة الناس، بل انسحب على عدد كبير من المشاهير.

في طليعة مَن قصدوها، الفنانة سيلين ديون التي بُني هذا المسرح الأسطوري خصيصاً من أجل عرضها التاريخي الذي انطلق عام 2003. وقد جمعت بين الفنانتَين لحظات مؤثّرة لم تخلُ من الدموع أمام جمهور الحفل، مع العلم بأنّ ديون هي من أكثر المغنيات اللواتي تأثّرت بهنّ أديل.

على لائحة الشخصيات المعروفة التي قصدت العرض كذلك، المغنية ليدي غاغا والتي أثارت رهبة أديل وفق تعبير الأخيرة. ومن بين مَن حضروا الحفلات كلٌّ من جنيفر لوبيز، ونيكول كيدمان، وهيلاري كلينتون، وسامويل ل. جاكسون، وميريل ستريب، وكيم كارداشيان.

الممثلة الأميركية ميريل ستريب خلال حضورها إحدى حفلات أديل في لاس فيغاس (إكس)

لم يُثنِ هذا الالتفاف الجماهيريّ أديل عن قرارها الابتعاد عن الأضواء، مستعيدةً بذلك بعض فصول مسيرتها الفنية. فهي لطالما أخذت فواصل طويلة بين إصدارٍ موسيقيّ وآخر. ولعلّ الفاصل الزمني ما بين ألبومَيها الثالث والرابع كان الأطوَل، إذ امتدّ 6 سنوات برّرتها بأنها كانت منشغلة بالاعتناء بطفلها، كما أنها عانت في تلك الفترة من اكتئاب ما بعد الولادة.

بدأت رحلة أديل المضنية مع الاضطرابات النفسية منذ الصغر، فهي لم تختبر طفولةً عاديّة، إذ غادر والدها البيت إلى غير رجعة عندما كانت في الثانية من العمر، فتولّت والدتها تربيتها. ومع دخولها عالم الشهرة في الـ18 من عمرها، تعرّضت لحملات تنمّر على وزنها الزائد. حتى بعد أن خسرت 45 كيلوغراماً في غضون سنتَين، بقيَ شكلُها الخارجيّ الشغل الشاغل للرأي العام والإعلام.

في بداية مسيرتها تعرّضت أديل للتنمّر بسبب وزنها الزائد (رويترز)

أثّر ذلك بشكلٍ كبير على استقرارها النفسي، وفي حديثٍ مع مجلّة «فوغ» قالت مرةً إنّها شعرت وكأنّ جسدها تحوّل إلى غرضٍ تحدّث عنه الناس على مرّ 12 عاماً من مسيرتها الغنائية.

إلّا أنّ أبرز محطات أديل مع الاضطرابات النفسية كان ما بين 2018 و2021، وذلك على خلفيّة طلاقها من زوجها الأوّل سايمون كونيكي. تحدّثت في تلك الآونة عن عيشها في بيتٍ خالٍ من الفرح الحقيقي، كما فاتحت جمهورها بخضوعها لـ5 جلسات علاج نفسي في اليوم الواحد. أما أكثر ما آلمها وأحرجَها حينها، فكان تحوُّل طلاقها إلى عنوانٍ أوّل في الصحافة.

أديل مع شريكها الحالي ريتش بول وهي كانت قد انفصلت عن زوجها الأول عام 2019 (إنستغرام)

من على مسرح فيغاس، فتحت أديل قلبها من جديد لجمهورها بخصوص صحتها النفسية. «لقد عدتُ إلى العلاج النفسي كي أتمكّن من تقديم أفضل ما لديّ لكم. أحب أن أصنع الموسيقى، لكن ثمة ما يرعبني في الأداء المباشر أمام الناس». أضافت صاحبة جوائز الـ«غرامي» الـ16 وإحدى أكثر الفنانات مبيعاً حول العالم، أنها لطالما وضعت نفسها تحت ضغط أنّ كل ما تُقدّم يجب أن يكون مثالياً.

ذلك الصدق حول صحتها النفسية، والذي ترافق مع الكثير من العفويّة وخفّة الدم، وسّعَ قاعدة أديل الجماهيريّة. تماهى كثيرون معها لناحية الهشاشة النفسية، كما أنّ عدداً كبيراً من محبّيها تجرّأوا على خوض تجربة العلاج النفسي، بعد أن سمعوا إحدى أسطَع نجمات الأغنية تتحدّث عن معاناتها مع الاكتئاب بتلك الصراحة والبساطة.