مسابقة {يوروفيجن} تصل لقمتها الليلة والدور على الجمهور لاختيار الفائز

المغني الألماني مايكل شولت  أثناء البروفات النهائية للحفل الختامي أمس (رويترز) - فقرة المغني أو دبليو إس من المجر أثناء البروفات لنهائيات  مسابقة اليوروفيجن بلشبونة أمس (أ.ب) - ميكولاس جوزيف من جمهورية التشيك أثناء أداء فقرته أمس (رويترز) - أعضاء من فريق دولة مولدوفا يقومون بالبروفة النهائية  قبيل حفل ختام اليوروفيجن الليلة (رويترز)
المغني الألماني مايكل شولت أثناء البروفات النهائية للحفل الختامي أمس (رويترز) - فقرة المغني أو دبليو إس من المجر أثناء البروفات لنهائيات مسابقة اليوروفيجن بلشبونة أمس (أ.ب) - ميكولاس جوزيف من جمهورية التشيك أثناء أداء فقرته أمس (رويترز) - أعضاء من فريق دولة مولدوفا يقومون بالبروفة النهائية قبيل حفل ختام اليوروفيجن الليلة (رويترز)
TT

مسابقة {يوروفيجن} تصل لقمتها الليلة والدور على الجمهور لاختيار الفائز

المغني الألماني مايكل شولت  أثناء البروفات النهائية للحفل الختامي أمس (رويترز) - فقرة المغني أو دبليو إس من المجر أثناء البروفات لنهائيات  مسابقة اليوروفيجن بلشبونة أمس (أ.ب) - ميكولاس جوزيف من جمهورية التشيك أثناء أداء فقرته أمس (رويترز) - أعضاء من فريق دولة مولدوفا يقومون بالبروفة النهائية  قبيل حفل ختام اليوروفيجن الليلة (رويترز)
المغني الألماني مايكل شولت أثناء البروفات النهائية للحفل الختامي أمس (رويترز) - فقرة المغني أو دبليو إس من المجر أثناء البروفات لنهائيات مسابقة اليوروفيجن بلشبونة أمس (أ.ب) - ميكولاس جوزيف من جمهورية التشيك أثناء أداء فقرته أمس (رويترز) - أعضاء من فريق دولة مولدوفا يقومون بالبروفة النهائية قبيل حفل ختام اليوروفيجن الليلة (رويترز)

تشهد العاصمة البرتغالية لشبونة فعاليات الدورة الـ63 لمسابقة الأغنية الأوروبية التي تستضيفها البرتغال بمشاركة 43 دولة. وكانت تصفيات نصف النهائي الأول قد جرت مساء الثلاثاء الماضي، وفازت بها 10 دول أمنت صعودها للمنافسة الختامية الليلة.
وفي سياق مواز، تعيش لشبونة هذه الأيام طفرة اقتصادية وفنية غير مسبوقة نتيجة استضافتها فعاليات هذه الدورة، وذلك لفوز المغني البرتغالي سلفادور سوبرال في الدورة الماضية. وحسب قانون المسابقة، فإن البلد الفائز يستضيف الدورة اللاحقة. وكانت المدينة، مساء الثلاثاء، قد نصبت شاشات ضخمة في ساحة التجارة، حتى يتسنى لمن لم يحصلوا على بطاقات لمتابعة المنافسة من داخل المسرح الضخم متابعتها مجاناً والاحتفال مع المحتفلين، فيما فاضت الفنادق وشقق خاصة وضعت للإيجار بنظام «Airbnb» لمن حلوا خصيصاً لتشجيع فرقهم ومتابعة المنافسات.

يوروفيجن منذ البداية
بدأت المسابقة في عام 1956، بمشاركة 7 دول فقط، فيما تشارك حالياً كل الدول الأوروبية، عدا كوسوفو والفاتيكان وليخشتنتاين، كما تشارك دول غير أوروبية، بموجب عضويتها في اتحاد الإذاعات الأوروبية.
ومنذ عام 2015، أضحت أستراليا عضواً مشاركاً وبفعالية أملاً في الفوز. كما تشارك إسرائيل، وسبق للمغرب المشاركة، التي تحق كذلك لكل من الجزائر وليبيا وتونس والأردن، فيما تصطف دول مثل جنوب أفريقيا والإمارات وفلسطين منتظرة الإذن بالمشاركة.
وكان للمسابقة في بداياتها فرقة موسيقية (أوركسترا) تصاحب المشاركين، ولهم حق اختيار قائد أو مايسترو من بلادهم أو من بلد آخر، ثم تطور الأمر وأصبح المشتركون يأتون بكامل فرقهم الموسيقية، وبصحبة ما يشاءون من الآلات، بشرط ألا يزيد العدد عن 7 أشخاص.
وفيما كان التقليد أن يؤدي المشارك أغنيته بلغته الأم، فإن الأمر تحول لغناء في معظمه باللغة الإنجليزية، بهدف أن يكون مفهوماً على نطاق أوسع، خصوصاً بين المحلفين، إذ يتم اختيار الفائز وفق نظام تصفيات بالتصويت مناصفة بين فريق من المحلفين وجمهور الدول المتنافسة، ولكل دولة 12 نقطة توزعها كما تشاء ولمن تشاء، عدا مغنيها. وعادة، تقوم كل إذاعة بتعيين هيئة محلفين وطنيين لاختيار مغني يمثل بلادهم، كما تختار كل إذاعة مذيعاً من مذيعيها لإعلان نتائج تصويتهم، فيما يشترك مذيعان أو أكثر من الدولة المضيفة في تقديم فعاليات دورتهم باللغتين الإنجليزية والفرنسية، كلغات رسمية للمسابقة.

شروط وقوانين
للمسابقة شروط وقوانين ثابتة وصارمة لا تتغير، وقد يقود خرقها للتحذير رسمياً، أو عقوبة مالية أو فترة استبعاد أقصاها 3 سنوات. ومع ذلك، قد تسن قوانين جديدة لمزيد من التطوير ومواكبة لما قد يطرأ من تقنيات فنية.
وتنقل المنافسات على الهواء مباشرة، عبر بث لهيئة اتحاد الإذاعات الأوروبية، بموجب نظام أساسي، كجزء من تبادل البرامج التلفزيونية. وتعتبر مسابقة الأغنية الأوروبية أكبر حدث تلفزيوني غير رياضي من حيث عدد المشاهدين. وفي عام 2015، دخلت المسابقة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأطول المسابقات التلفزيونية الموسيقية عمراً.
ومن أهم القوانين أن الدول الخمس المؤسسة لليوروفيجن، وهي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا، لا تخضع للمنافسة في الدور شبه النهائي، بل تخوض مع من صعدوا للتصفية النهائية مباشرة.
كذلك يشترط أن تنتظم المسابقة بإقامة 3 عروض حية، دورتين نصف نهائي أول ونصف نهائي ثان، تتم الأولى يوم ثلاثاء، والثانية يوم الخميس، ثم ختام يجري يوم سبت، وتقام المسابقة عادة في مطلع الشهر الخامس.
التكلفة والسياسة

تتكفل الدولة المضيفة بمصروفات وتكلفة الدورة، بما فيها استضافة الفرق المشاركة، وكل ما يتطلب من تحضير مسارح حديثة وضخمة تليق بالمناسبة. وبالطبع، يفترض أن يكون للمضيف مواقع سكن وفنادق بأسعار مختلفة تناسب مختلف الأذواق ومختلف الإمكانات المادية، بجانب بنية تحتية جيدة تسهيلاً للمواصلات والاتصالات، كما على الدولة المضيفة توفير مركز إعلامي للصحافيين والإعلاميين ممن يسجلون لتغطية الحدث.
وقد سبق أن غادرت البرتغال وبولندا المسابقة في عام 2013، وذلك خشية التكاليف. هذا وتعتبر نفقات دورة عام 2011، التي أقيمت في دولة أذربيجان الأعلى، حيث أنفقت الحكومة الأذربيجانية مبلغ 780 مليون دولار.

لا للسياسة
وحسب العرف، يفترض ألا تكون الأغاني المتنافسة ذات طابع سياسي، وأن تبتعد المسابقة عن كل ما يثير الخلافات السياسية. لكن، ومع نجاح المسابقة وزيادة الحماس والحس الوطني، تتسرب السياسة وإن بطرق غير مباشرة، وعبر إيحاءات واختيار موضوعات ومفردات بعينها، حتى تجاز ويسمح لها بالمشاركة. كما لا تخلو عملية التصويت من الحسابات السياسية.
وعموماً، فعلى الرغم من أن المسابقة قد تخطت الستين، ورغم نواقص فنية قد تبرز هنا أو هناك، واشتباكات سياسية قد تدفع بدولة للمقاطعة، كما فعلت روسيا بوتين العام الماضي رافضة المشاركة في الدورة التي فازت بتنظيمها أوكرانيا، فإن مسابقة الأغنية الأوروبية لا تزال حدثاً مشوقاً يزداد عدد متابعيه عاماً وراء عام، ليس أوروبياً فحسب، بل تخطى حماسه القارة العجوز، كما أضحت لها نسخة مخصصة للأطفال.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».