قرر مجلس «وزراء الإعلام العرب» اختيار مدينة الرياض كعاصمة للإعلام العربي لعام 2018 - 2019. وأصدر المجلس، قراره في ختام أعمال دورته الـ49. التي عقدت أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، برئاسة الجزائر، بناء على مذكرة العرض المقدمة من الأمانة العامة للجامعة.
وشدد المجلس على «تبني القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي، وذلك بالتوازي مع اختيار عاصمة عربية سنويا، وطلب المجلس من اتحاد إذاعات الدول العربية، التعاون والتنسيق مع وكالات الأنباء العربية والفضائيات العربية لتوحيد البث الزمني المباشر لفعالية الاحتفال بالرياض كعاصمة للإعلام العربي».
ومن جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ضرورة أن «يقوم الإعلام العربي بإظهار الوجه المعتدل الوسطي للحضارة العربية وأن ينأى بنفسه عن نشر الطائفية والكراهية».
وقال أبو الغيط في كلمته التي ألقتها نيابة عنه السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد إن «هذه الدورة تنعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه المنطقة العربية، أبرزها الاضطرابات السياسية والتدخلات الأجنبية والتحديات الاقتصادية».
وقال: «نريد إعلاما ينقل الواقع بلا انحياز، وتنهض به الأمة التي أنهكتها الصراعات»، ومشيراً إلى «الخطة الإعلامية بشأن القدس المطروحة على مجلس وزراء الإعلام التي تهدف للتصدي القرار الأميركي الأحادي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال».
وأكد أن «القضية الفلسطينية تظل هي القضية المركزية لكل العرب، وخير دليل هو أن القمة العربية الأخيرة في (الظهران) بالسعودية حملت اسم (قمة القدس)».
من جهته دعا وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عواد العواد رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب «المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم وموحد تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية التي هددت الأمن ونشرت الفوضى في المنطقة العربية وساهمت في ارتكاب أبشع الجرائم من قتل وتشريد للملايين من الأبرياء».
وأكد العواد: «استمرار السعودية في العمل مع شركائها في الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المرجوة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية».
وأوضح أن «العلاقات الدولية تحكمها مبادئ متفق عليها عالمياً تمثل الأطر الأساسية العامة للسياسات الخارجية للدول، ومن أهم هذه المبادئ مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى»، لافتاً الانتباه إلى أن «إعلان مبادئ القانون الدولي الصادر عن الجمعية بالأمم المتحدة نصّ على أنه لا يجوز لأي دولة أو مجموعة من الدول التدخل المباشر أو غير المباشر في الشؤون الداخلية أو الخارجية للدول الأخرى، مما يدل على أن جميع أشكال التدخل التي يمكن أن تهدد أيا من مكونات الدولة السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية يعتبر مخالفة صريحة للقانون الدولي».
وقال العواد إن «ميثاق جامعة الدول العربية ينص على وجوب الاحترام المتبادل بين الدول الأعضاء، وعدم جواز تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية لأي من الدول الأخرى، مُبيناً أن الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية أثبتت أن التدخل في شؤون الدول الداخلية بأي شكل هو عمل عدواني يعكس حالة من عدم النضج السياسي، وأن له عواقب وخيمة».
وأشار إلى أن «ما تعرضت له المملكة المغربية الشقيقة من تدخلات في شؤونها الداخلية نتيجة لأطماع إيران وسلوكها العدائي الذي امتد نطاقه الجغرافي ليصل إلى منطقة المغرب العربي»، مؤكداً دعم المملكة العربية السعودية للمملكة المغربية في قرارها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، فضلاً عن إدانة المملكة بشدة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال توظيف جماعاتها الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية».
وشدد على أن «القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وأنها ستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وقال العواد إن «ما قدمته وتقدمه المملكة العربية السعودية من دعم للقضية الفلسطينية يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق ودعمه حتى استعادة حقوقه المشروعة».
وأشار إلى قرار القمة العربية التاسعة والعشرين «قمة القدس» للخطة الإعلامية للقدس، التي تتضمن برامج ومبادرات أعدتها الأمانة العامة للجامعة العربية لغرض تنفيذ الخطة وتحقيق أهدافها بما يضمن إبراز القضية الفلسطينية إعلامياً، وتوضيح المعاناة التاريخية للشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على حقوقه الشرعية وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بهذه القضية المركزية للعرب والمسلمين.
وجدد وزير الثقافة والإعلام التزام بلاده بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، فضلاً عن تأييد المملكة جميع الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216.
ودعا المجتمع الدولي للعمل على «تهيئة كافة السبل لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية وتحمل ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية إزاء نشوء واستمرار الأزمة في اليمن والمعاناة الإنسانية التي عصفت بشعبه».
وعلى صعيد متصل أكد المستشار لدى رئيس الحكومة التونسية المكلف بالإعلام مفدي المسدي، على أهمية القضايا «المعروضة على المجلس في مقدمتها دعم القضية الفلسطيني، وكذلك العمل على وضع خريطة إعلامية للتنمية المستدامة والخطة العربية للتصدي للقرار الأميركي الأحادي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل».
وقال السفير نذير العرباوي سفير الجزائر لدى مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية في كلمة بعد تسلمه رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته التاسعة والأربعين إن «تعزيز دور الإعلام العربي بكل روافده للدفاع عن قضايا الأمة لن يتأتى دون وضع خطة عمل مشتركة ووضع قواعد عمل عربي مشترك تعمل لتحقيق هذا الهدف».
مجلس وزراء الإعلام العرب يختار الرياض عاصمة للإعلام العربي
وزير الثقافة السعودي دعا لموقف موحد ضد إيران وأعمالها العدائية
مجلس وزراء الإعلام العرب يختار الرياض عاصمة للإعلام العربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة