أثرى الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة، نقاش المختصين في إحدى جلسات مؤتمر أنسنة المدن الذي تنظمه هيئة تطوير المدينة المنورة من خلال سؤال وجهه للمشاركين على المنصة من بين كل المدن التي تمت زيارتها حول العالم... ما هو أفضل مكان عام ولماذا؟
ذلك السؤال أطلق رحلة من المقارنات من وجهة كل مشارك، إذ تباينت الردود بين المشاركين في تحديد الاختيار بين بعض المواقع، حيث قال السيد فريد كنت رئيس ومؤسس مشروع الأماكن العامة، إن نيويورك من وجهة نظره تُعد من المدن المؤنسنة الأفضل في العالم بسبب احتضانها لخليط من الناس القادمين من مختلف أنحاء العالم، مرجعا أسباب اختياره لها إلى أن المجتمعات هي من تصنع الأجواء المناسبة للحياة، فيما جاء رد السيد هيربرت جرايزايتل المعماري ومنسق المواقع الطبيعية ورئيس مؤسسة أتيليه درازاتيل ومدير مختبر أبحاث المدن النابضة بالحياة أن سنترال استييشن في نيويورك (المحطة المركزية للقطار) تُعد من أفضل المواقع نتيجة طبيعة حركة المشاة بمختلف أعراقهم وأنماطهم، وكانت إجابة مايكل سوركين، رئيس استوديو مايكل سوركين ومدير الدراسات العليا للتصميم الحضري في نيويورك بأن مدينة فيينا هي من أفضل المدن المؤنسنة من وجهة نظره نتيجة وجود المبنى الرئيس الواقع في قلب المدينة، الذي يشكّل تحفة معمارية رائعة ومن حوله الفراغات العامة التي تشهد توافد كثير من الزوار للمنطقة، وكانت الإجابة الرابعة الأخيرة لمدير الجلسة السيد روبيرت بول المدير العام لمختبر المدينة ومدير الاستراتيجية العالمية في أطلانتس، أن شارعاً في بلدة صغيرة في بورتلاند يُعد من أفضل المواقع المؤنسنة من وجهة نظره بسبب وجود المقاهي وبعض الأماكن الترفيهية التي يلتقي فيها الأصدقاء والعوائل.
الى ذلك, أكد مختصون أن الحوكمة من أهم المبادئ التي تؤدي لنجاح مبادرات أنسنة المدن، وذلك من خلال تعريف المهام والأدوار والمسؤوليات والصلاحيات، لا سيما المالية والإدارية، وبما يحقق تنفيذ أهداف رؤية السعودية 2030.
ووفقاً لمسؤولين حكوميين، تحدثوا على هامش مؤتمر أنسنة المدن المنعقد في جامعة طيبة بالمدينة المنورة، فإن السعودية تعمل اليوم على توحيد أدوار الجهات الحكومية وتحديد المهام والصلاحيات، لرفع كفاءة الإنفاق وإيقاف هدر الأموال وتنفيذ البرامج والخطط بشكل سليم.
وقالت غادة السبيعي، مستشارة وزير الاقتصاد والتخطيط، إن من أهم المبادئ التي يجب العمل عليها لأنسنة المدن هو الحوكمة، والتي تعني تعريف المهام والأدوار والمسؤوليات بوضوح، وتعريف الصلاحيات المالية والإدارية.
السبيعي شددت على وجوب أن تكون الخطط تكاملية، مشددة أنه من المستحيل بناء أي مشاريع غير مرتبطة بالبقية وفي ظل وجود ازدواجية وهدر للأموال، وأضافت: «علينا إعادة النظر في جميع المبادرات التي عملنا عليها بالمستوى المناطقي والمحلي، وكذلك إعادة النظر في الميزانية المرصودة لهذه المبادرات، ومن ثم يحصل اتفاق بين الأجهزة المعنية بتنفيذها».
وأضافت مستشارة وزير الاقتصاد والتخطيط: «هناك اتفاق على إعادة النظر في الصلاحيات والمهام، وهو موضوع جوهري ومحوري للمناطق... فإعادة النظر في المهام والصلاحيات على المستوى المناطقي والمحلي مهم جداً، وإعادة النظر في الصلاحيات الإدارية والمالية مهم أيضاً. ربما هناك نقاش على من يقوم ببعض منها، وهذا أمر نتركه للجهات العليا لاختيار أنسب الطرق التي نتقدم فيها، ولا شك أن هيئات التطوير في المناطق مهمة جداً كذراع تنفيذية مساندة لمجالس المناطق، ونتوقع في غضون ستة أشهر إلى سنة حل هذا الموضوع».
من جانبه، كشف هندي سحيمي، مساعد وزير المالية السعودي للشؤون الفنية والمالية، أن الوزارة تدرس حالياً توحيد ميزانيات المناطق، الأمر الذي يساعد في رفع كفاءة الإنفاق الحكومي ويعطي المناطق مرونة في تحديد أولوياتها، وأردف «توحيد ميزانيات المنطقة يساعد في رفع كفاءة الإنفاق الحكومي على المناطق، ويجعل لدى الإمارة رؤية واضحة بشأن الخدمات التي تقدمها للمواطنين، والتركيز على الجانب التطويري، اليوم ليس هناك حوكمة واضحة بين الإمارة والجهات الحكومية الأخرى».
وكشف سحيمي أن وزارة المالية تدرس أيضاً إيجاد مركزية الشراء الموحد لجميع الأجهزة الحكومية، كما هو حاصل اليوم في منصة اعتماد لطرح المناقصات واعتمادها، وتابع: «قريباً سيصدر نظام المشتريات والمنافسات الحكومية، وخلال أشهر قليلة بشكله النهائي، والذي يتوافق مع أفضل الممارسات المهنية ويحقق المتطلبات لتأهيل المقاولين والموردين وسحب المشاريع واستكمال المتعثرة وإلغاء المشاريع».
وأشار مساعد وزير المالية للشؤون الفنية والمالية إلى أن هنالك جهوداً لمركزية ميزانيات إمارات المناطق، وقال: «نحن في مرحلة انتقالية في إعداد الميزانية على مستوى المناطق والبرامج التي تعد أكبر من موضوع المناطق، أهمية حوكمة هذا الجزء أكبر عائق أمامنا اليوم».
إلى ذلك، تحدث قتيبة السعدون، مستشار وزارة البيئة والمياه والزراعة، عن مبادرة تقوم بها الوزارة لتشجير 12 مليون شجرة في جميع مناطق المملكة بحلول العام 2020 وذلك يأتي في إطار أنسنة المدن، ونشر الغطاء النباتي.
واستطرد بقوله: «كما نعمل على تطوير المتنزهات الوطنية لدعم أنسنة المدن، حيث تقوم الوزارة بتطوير أكثر من 100 موقع كمتنزهات وطنية برية وبحرية في أرجاء المملكة».
بدوره، قال عبد الفتاح مشاط، نائب وزير الحج والعمرة، إن وزارته أطلقت مبادرة حول كيفية إثراء تجربة الحاج والمعتمر أثناء زيارته للمشاعر المقدسة، يأتي ذلك في إطار برنامج خدمة ضيوف الرحمن في وزارة الحج والعمرة، على حد تعبيره.
«الحوكمة»... طريق السعودية لتحقيق أهداف رؤية 2030
أمير المدنية المنورة يثرى جلسات أنسنة المدن بنقاش حول أفضل مكان عام في مدن العالم
«الحوكمة»... طريق السعودية لتحقيق أهداف رؤية 2030
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة