لاعبو الجزائر: دخلنا التاريخ وسعداء لإخراج 40 مليون جزائري إلى الشارع

أشاروا إلى أنهم سيواجهون ألمانيا بـ«تفكير» في جيل 1982

لاعبو الجزائر: دخلنا التاريخ وسعداء لإخراج 40 مليون جزائري إلى الشارع
TT

لاعبو الجزائر: دخلنا التاريخ وسعداء لإخراج 40 مليون جزائري إلى الشارع

لاعبو الجزائر: دخلنا التاريخ وسعداء لإخراج 40 مليون جزائري إلى الشارع

عبّر لاعبو المنتخب الجزائري عن فرحتهم الكبيرة بتسجيل إنجاز غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الجزائرية، عندما تأهلوا إلى الدور الثاني بكأس العالم 2014، بعد تعادلهم الخميس الماضي (1 - 1) في لقاء الجولة الأخيرة بالمجموعة الثامنة أمام المنتخب الروسي على ملعب «أرينا دا بايشادا» بكوريتيبا، وأجمع «محاربو الصحراء» في تصريحاتهم لوسائل الإعلام بالمنطقة المختلطة عقب نهاية اللقاء، على أن ما حققوه في مونديال البرازيل «إنجاز لا ينسى».
وقال القائد مجيد بوقرة، الغائب عن لقاء أول من أمس: «نحن سعداء بهذا التأهل التاريخي.. من الصعب وصف شعوري، لكنه لا يختلف عما يشعر به كل الجزائريين في هذه اللحظة»، مضيفا حول عدم مشاركته في مواجهة روسيا: «صدقوني، لا يوجد لاعب احتياطي وآخر أساسي في المنتخب الجزائري.. كلنا عائلة واحدة وسنواصل العمل بهذه الطريقة»، وأكد مدافع نادي لخويا القطري، «لقد ساعدت زملائي ووظفت الخبرة التي اكتسبتها من خلال المشاركة في كأس العالم السابقة بجنوب أفريقيا.. لقد لعبنا كرجل واحد اليوم».
وعن المواجهة المقبلة في دور الـ16 أمام ألمانيا، التي ستحمل رموزا تاريخية كثيرة للجزائريين، قال بوقرة: «الآن سنتلذذ بهذا الإنجاز التاريخي وبعدها سنفكر في لقاء ألمانيا.. هذا اللقاء يحمل رمزية تاريخية بسبب ما حدث في مونديال إسبانيا سنة 1982، وسنلعب لقاء ألمانيا متحررين من كل ضغط لمحاولة تحقيق إنجاز تاريخي آخر».
وعبّر عبد المؤمن جابو، المتألق خلال مواجهتي كوريا الجنوبية وروسيا بالمونديال، عن سعادته الكبيرة بالتأهل إلى الدور الـ16، وقال لاعب النادي الأفريقي التونسي: «سعداء جدا بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، ومساهمتنا في إسعاد 40 مليون جزائري للاحتفال بهذا التأهل التاريخي»، مضيفا: «بعد استبدالي في الدقائق الأخيرة من المباراة وجدت صعوبات كبيرة في متابعة الدقائق الأخيرة من اللقاء، لكن، الحمد لله، تمكنا من التأهل»، وعن مجريات مواجهة روسيا قال جابو: «لم نشك أبدا في قدرتنا على العودة إلى اللقاء، رغم تلقينا لهدف مبكر، فإننا وثقنا في قدراتنا وواصلنا اللعب إلى غاية بلوغ هدفنا».
من جهته وصف ياسين براهيمي، المحترف بنادي غرناطة الإسباني، تأهل الجزائر بـ«التاريخي»، قائلا: «لقد دخلنا التاريخ اليوم.. لا يمكن وصف شعوري، لكن سعيد لأني ضمن هذه المجموعة التي حققت هذا الإنجاز»، مضيفا: «لم نشك أبدا في قدرتنا على قلب نتيجة اللقاء، وبذلنا كل ما لدينا رغم الإرهاق الذي أصابنا من أجل إسعاد الشعب الجزائري»، وأكد براهيمي أن اللاعبين سيتلذذون بهذا التأهل قبل التفكير في مواجهة ألمانيا في الدور المقبل، وقال: «ندرك جيدا ما تعنيه مواجهة ألمانيا بالنسبة للجزائريين، ومن جهتنا سنحاول تكرار ما فعله جيل 82 خلال مونديال إسبانيا»، وكانت الجزائر فازت على ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف واحد في كأس العالم سنة 1982 بإسبانيا، قبل أن تخرج من الدور الأول ضحية لمؤامرة ألمانية نمساوية.
ولم يفوت سعيد بلكالام، بديل القائد مجيد بوقرة في دفاع المنتخب الجزائري أمام روسيا، الفرصة لتذكر اللاعب الدولي السابق نبيل حيماني، الذي توفي يوم افتتاح مونديال البرازيل بالجزائر، ليهديه هذا التأهل، وقال بلكالام ردا على سؤال يتعلق بالأشخاص الذين ينوي إهداءهم هذا التأهل: «الأشخاص الذين أفكر فيهم في هذه اللحظة؟.. أهدي هذا التأهل إلى روح اللاعب نبيل حيماني وكل الشعب الجزائري»، مضيفا: «لعبنا مقابلة بطولية وسعداء بهذا الإنجاز التاريخي.. استحققنا هذا التأهل، لأنه ثمرة عمل ثلاث سنوات وتضحيات عدة لاعبين، حتى أولئك الذين شاركوا معنا في التصفيات ولم تتسنَ لهم المشاركة في هذا المونديال».



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.