3 مخرجات متنافسات و5 نساء في لجنة تحكيم «كان»

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان (3) تفادى النقد بالإكثار من الجنس الناعم

أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان «كان» كريستن ستيوارت وليا سيدو ورئيسة لجنة التحكيم كيت بلانشيت، وآفا دوفرناي، وخادجا نين (رويترز) - نادين لبكي
أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان «كان» كريستن ستيوارت وليا سيدو ورئيسة لجنة التحكيم كيت بلانشيت، وآفا دوفرناي، وخادجا نين (رويترز) - نادين لبكي
TT

3 مخرجات متنافسات و5 نساء في لجنة تحكيم «كان»

أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان «كان» كريستن ستيوارت وليا سيدو ورئيسة لجنة التحكيم كيت بلانشيت، وآفا دوفرناي، وخادجا نين (رويترز) - نادين لبكي
أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان «كان» كريستن ستيوارت وليا سيدو ورئيسة لجنة التحكيم كيت بلانشيت، وآفا دوفرناي، وخادجا نين (رويترز) - نادين لبكي

لم تكن الأصوات التي انتقدت غياب أفلام نسائية الإخراج عن المسابقة الرسمية للدورة الحادية والسبعين من مهرجان «كان» السينمائي بالوفرة التي سادت في الأعوام القليلة الماضية.
ذلك أنّ الدورة الجديدة، تضم من ناحية، عدداً من المخرجات اللاتي سيطرحن أعمالهن في مسابقة المهرجان الرسمية كما في المسابقات الجانبية. ثانياً، لأنّ المنتقدين أدركوا أنّ المهرجانات لا تُدار على أساس أي من الجنسين، الذكر أم الأنثى، سيكون حاضراً، بل إذا ما كانت أفلام نسائية تستحق المشاهدة.

سؤال من نادين لبكي
في كل الحالات، استجاب المهرجان ورئيسه التنفيذي تييري فريمو، إلى النقد الذي وجّه إليه قبل ثلاثة أعوام ورفع من عدد المخرجات المشتركات. وفي هذه الدورة تحديداً نجد ثلاث مخرجات يتنافسن على جوائز «كان» في المسابقة الرسمية وثلاث أخريات في مسابقة «نظرة ما». الأسماء النسائية تتوزع أيضاً في أقسام «نصف شهر المخرجين» و«أسبوع النقاد» وليس للمرّة الأولى.
في المسابقة لدينا نادين لبكي، تلك المخرجة اللبنانية المثابرة التي ربحت أشواطاً من الإعجاب بفيلميها السابقين «سكر بنات» (2007) و«هلأ لوين؟» (2011). فيلمها المشارك عنوانه «كفر حانوم». أول أفلامها كان أفضل من الثاني. كان دراما عن نساء يعملن في صالون حلاقة نسائي ومشاغلهن داخل العمل وخارجه. بارقة أنثوية لامعة حققت المرجو منها فناً وتجارة.
الفيلم الثاني كان كوميدياً حول نساء قرية يقررن امتلاك مقاليد الحكم في تلك القرية بسبب خلاف الرجال السياسي والاجتماعي. كان فيلماً طامحاً لما لم يُنجز كاملاً بسبب رهان على قبول الفانتازيا التي حملها.
هذا الثالث الذي سيعرضه المهرجان في طيات الأسبوع الثاني من دورته، غامض. إذا ما تفحصنا دليل المهرجان، سنجد أن المخرجة اكتفت بثلاثة أسطر مأخوذة من حوار بين قاضٍ وصبي يسأل الأول: «لماذا تريد أن تقاضي والديك؟»، فيرد الصبي «لأنّهما أتيا بي إلى الحياة». هذا لا يقول شيئا يذكر ولا هي لفتة إعلامية جيدة خصوصاً إذا ما توخت إثارة تشويق ما من هذا المقتطف.
قبله سنشهد عرض «سعيد مثل لازارو» للإيطالية أليس رورفاخر (ألمانية الأب) الذي يتمحور حول الفتى الذي يعيش في بلدة صغيرة والثري الذي يطلب منه تلفيق خطفه.
إنه الفيلم الخامس للمخرجة التي تبدّت قبل اثنتي عشرة سنة كمخرجة واعدة. مثل لبكي حققت فيلمها الأول، «الشيء المفقود» سنة 2006 وقدمته من على شاشة مهرجان روما آنذاك.
الفيلم الثالث من إخراج امرأة في المسابقة الرسمية هو «بنات الشمس» لإيفا أوسون. هذا فيلمها الروائي الطويل الثالث وكان الأول (وعنوانه «هؤلاء الذين بسببهم تبقى الأمور معقدة») عرض في مهرجانين فرنسيين صغيرين (بريڤ وڤندوم). فيلمها الجديد يبدو أكثر تعقيداً من أي من أعمالها السابقة إذ تدور أحداثه حول مجموعة من المحاربات الكرديات في العراق يواجهن قوات المتطرفين. قائدة هذه المجموعة (غولدشفته فرحاني) تحاول في الوقت نفسه البحث عن ابنها المفقود.

خلل في لجنة التحكيم
تقييم هذه الأفلام سينتظر حتى عرضها، لكنّ هذا الحضور وراء الكاميرا ليس الوحيد في سياق الاهتمام بمنح المرأة وجوداً يحتل حيزاً كبيراً، بل اختار المهرجان أن ينتقي خمسة نساء في لجنة تحكيم تتألف من تسعة أعضاء.
النساء هن الممثلة كيت بلانشيت التي ترأس لجنة التحكيم، والمخرجة الأميركية آفا دوفرني والموسيقية (لم يحدد المهرجان هويتها الأفريقية) خادجا نين والممثلة الفرنسية ليا سيدو (إحدى بطلتي فيلم «اللون الأزرق أكثر دفئاً») والممثلة الأميركية كريستن ستيوارت.
أمّا الرجال فهم الممثل الصيني تشانغ تشن والكاتب والمنتج الفرنسي روبير غويدنيان والمخرج الروسي أندريه زفينتسف والمخرج الكندي دنيس فيلنيوف.
هناك خلل لكنّه ليس ناتجاً عن عدد المحكمات الإناث في مقابل عدد المحكمين الرجال. هذا يتبع صورة يريد المهرجان التباهي بها. لكنّ الخلل الفعلي هو الجمع بين مخرجين من عمالقة سينما اليوم هما فيلنيوف وزفينتسف وبعض الأسماء الأنثوية التي لم يسمع عنها أحد (خادجا نين التي ليس لديها أي عمل موسيقي للسينما ولا أي نشاط سينمائي في أي جانب آخر) أو التي برزت من دون نضج وما زالت على هذا النحو (ليا سيدو).
كيف سيمكن لمن لا يعرف الكثير أن يدير الحكم على النتائج المقبلة سيبقى بدوره أمراً مستقبلياً نصل إليه في تحليل لاحق ومحاولة قراءة توجهات اللجنة تبعاً لمعرفة (أو جهل) من فيها.
الاقتراب من هذه الثلة، نساء ورجالاً، ممنوع. في «كان» خصوصية مطلقة وضرورية بالفعل. كيت بلانشيت لم تتفوه شيئا حتى من قبل وصولها إلى «كان» أول من أمس (الاثنين). كانت، حسب مصدر فرنسي، أول الأعضاء الذين وصلوا إلى المهرجان وجلستها الأولى مع أعضاء اللجنة تمّت بعد ظهر أمس.

الطموح السعودي في «كان»

> يتابع الحاضرون لدورة مهرجان «كان» السينمائي هذا العام عدة مستجدات مهمّة على الساحة السينمائية.
> هناك، على سبيل المثال، الأثر الفعلي للتغييرات التي اعتمدتها الإدارة، فيما يخصّ العروض وعمّا إذا كانت ستحقق النتائج المرجوة من دون أن يترك ذلك أثراً سلبياً في المقابل بالنسبة للإعلاميين. هناك أيضاً مسألة مستقبلية تعرّضت لها في مقال سابق تتمحور حول مدى استعداد المهرجان لتليين موقفه بحيث يستطيع استقبال التطوّرات التقنية الحاصلة بدراية وسعة صدر.
> على أنّ المسألة الأكثر لفتا للاهتمام الإعلامي الذي تناولته صحف ومواقع فرنسية وأميركية عدة، هو الاشتراك الرسمي الأول للسعودية عبر جناح خاص للهيئة العامة للثقافة في هذا الصّرح العالمي الكبير. هذا بالنسبة لأكثر من فريق يلتقي هنا في خضم ما تحتويه السينما من جوانب وصناعات، هو الحدث الأهم عالمياً حتى الآن، ومرشح لأن يبقى كذلك حتى نهاية العام. إن لم يفعل، فإنّه سيبقى أحد الأحداث الأبرز.
> مرد ذلك ببساطة يتجاوز أنّ السعودية فتحت أبواب صالات السينما على أهمية هذا البادرة. إنّه في قرار ولي العهد محمد بن سلمان نقل البلاد من وضع جيد إلى وضع أفضل. من مجرد السّماح للسعوديين والقاطنين في أرجاء المملكة بمشاهدة الأفلام (في زمن لم يعد صعباً مشاهدتها بوسيط أو بآخر) إلى الدفع باتجاه تنمية صناعية كاملة تشمل الإنتاج وتشمل الثقافة السينمائية ونشر التوعية عبر الصورة والكلمة على حد سواء.
> لا ننسى أنّه في فبراير (شباط) الماضي، أصدر الأمير الشاب والطموح قراراً بتخصيص 64 مليار دولار «لاستثمارها خصيصاً في قطاع الترفيه» على مدى السنوات المقبلة. وأن زيارته لهوليوود نتج عنها عقوداً تفوق الـ400 مليار دولار من شأنها توسيع قاعدة العمل السينمائي بدءاً من قممه الإنتاجية وما يليها.
> في كان، وفي هذا الجو المريح والطموح، تشترك السعودية رسمياً للمرّة الأولى عبر «المجلس السعودي للأفلام» وتحت شعار «مملكة من الفرص». وزارة الثقافة السعودية، التي يرأسها عواد العواد، تتمثل في المهرجان عبر موقعها الميداني الخاص وبالرغبة في التواصل مع العالم وفتح المجالات أمام المواهب السعودية التي ما زال أمامها الكثير لتتعلمه في مجالات الإخراج والكتابة والإنتاج والصناعة بأكملها.
> هذا الحضور والطموح ما عادا مشروعاً مستقبلياً بل واقعا يحدث أمام العين مصحوباً برعاية رسمية ورغبة حثيثة في إنجاز سينما سعودية فاعلة تضيف وتتميز.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.