«حزب الله» يستفز تيار المستقبل في بيروت

صور لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في شوارع العاصمة بيروت (رويترز)
صور لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في شوارع العاصمة بيروت (رويترز)
TT

«حزب الله» يستفز تيار المستقبل في بيروت

صور لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في شوارع العاصمة بيروت (رويترز)
صور لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في شوارع العاصمة بيروت (رويترز)

بعد ساعات قليلة من إعلان النتائج الرسمية للانتخابات النيابية اللبنانية، شهدت العاصمة بيروت مساء أمس (الاثنين) أعمال شغب أدت إلى وقوع إشكال بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين مناصرين لـ«حزب الله» تخللها تضارب وملاحقة في الأحياء على دراجات نارية.
وأقدم عناصر من «حزب الله» على تسيير مواكب لدراجات نارية في شوارع العاصمة، وقاموا برفع أعلام الحزب على تمثال الرئيس السابق رفيق الحريري في منطقة السان جورج، ثم انتقلوا إلى منطقة عائشة بكار، حيث اعتدوا على عدد من الآليات وأطلقوا النار من دون وقوع إصابات، وقد تدخل الجيش للعمل على تهدئة الوضع. وحذرت قيادة الجيش المواطنين من القيام بأي عمل مخل بالأمن، وإطلاق النار في الهواء ابتهاجا، وأكدت أنها ستعمل على «ملاحقة المخالفين ومطلقي النار وتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص».
وأصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، مساء أمس قرارا بمنع سير الدراجات النارية في نطاق مدينة بيروت الإدارية لمدة 72 ساعة، وذلك بناء على «مقتضيات المصلحة العامة والحفاظ على السلم الأهلي على إثر الإشكالات الأمنية التي شهدتها العاصمة بيروت يوم الاثنين، وبغية ضبط الوضع الأمني».
واعتبر المنسق العام لهيئة الشؤون الإعلامية في تيار المستقبل، عبد السلام موسى، أن «حزب الله» يستخدم دائما محاولاته «المنظمة للاستفزاز والترهيب بقلب بيروت وخارجها، وأن الإشكال الذي حصل أمس هو مجرد امتداد لمحاولات الحزب لخلق فتنة داخل البلد».
وتابع في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «إشكال أمس، والمظاهر التي شهدتها بيروت من عناصر مسلحة تسير على دراجات نارية رافعة أعلام (حزب الله)، لم تستفز الشارع السني فقط، بل امتدت لمنطقة الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية أيضا، ومناطق أخرى في لبنان».
ووصف موسى هذه التصرفات بأنها «لعب بالنار والسلم الأهلي، خاصة أن هذه الأحداث وقعت في ذكرى السابع من أيار، أي ذكرى اليوم المشؤوم الذي حاولت فيه عناصر من حزب الله الاستيلاء على شوارع بيروت عام 2008، وفشلت».
كما أوضح موسى أن تيار المستقبل دعا كل مناصريه إلى «عدم الانجرار وراء محاولات الاستفزاز وترك الدور للقوى الأمنية والجيش للسيطرة على محاولات العبث بأمن المدينة». وحمل مسؤولية أعمال الشغب داخل بيروت إلى «حزب الله» الذي لم يصدر عنه أي بيان توضيحي لأعمال الشغب التي قام بها مناصروه حتى الآن.
بدوره، استنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري «الممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب ‏السيّارة التي جابَت شوارع العاصمة بيروت، وطالت رموزاً ومقرّات ومقامات». وأضاف: «إن كرامة العاصمة بيروت وكرامة أبنائها وعائلاتها ‏الكريمة وقياداتها هي من كرامتنا، وأي مساس بها هو مساس بكرامتنا ‏وكرامة كل اللبنانيين‎».
وذكر العديد من سكان بيروت لـ«الشرق الأوسط» أن الحياة عادت لطبيعتها صباح اليوم (الثلاثاء) في المدينة، مع استعادة اللبنانيين لروتينهم اليومي، في حين تم رصد انتشار كثيف للقوى الأمنية في شوارع عدة، تفاديا لأي خروقات أمنية مستقبلية.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.