إنشاء بورصة للذهب في السودان

شركات سعودية وإيطالية تتقدم للتنقيب عن المعادن النفيسة

إنشاء بورصة للذهب في السودان
TT

إنشاء بورصة للذهب في السودان

إنشاء بورصة للذهب في السودان

أعلن مدير سوق الخرطوم للأوراق المالية، الدكتور أزهري الطيب، السبت، عن إنشاء بورصة للذهب في النصف الثاني من العام الحالي، ورفعت التوصيات لمجلس الوزراء لإجازتها.
وقال إن قاعة التداول في سوق الخرطوم للأوراق المالية تشهد حركة شراء وبيع في الفترة الصباحية، فيما يبدأ العمل بالمعدن النفيس، حال إنشاء البورصة، بعد منتصف النهار، لارتباط التداول المحلي مع العالمي، خصوصاً سعر الذهب العالمي.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن السودان فيه عن وجود كميات كبيرة من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة بمناطق جبل سقدي وجبل موية وجبل الدود في ولاية سنار بجنوب البلاد، وعرضتها الخرطوم للاستثمار العالمي.
وفور إعلان الاكتشافات الجديدة، تقدمت شركات سعودية وإيطالية للدخول في مناقصات المشروع، الذي سيضيف قيمة عالية لمخزون البلاد من المعادن النفيسة، خصوصاً الذهب الذي يحتل فيه السودان المرتبة الثانية أفريقياً بعد دولة جنوب أفريقيا. ويمتلك السودان في باطن الأرض 35 معدناً، ويبلغ احتياطيه من الحديد 160 مليون طن، واحتياطي الذهب نحو 500 ألف طن.
وبلغ إنتاج السودان في الربع الأول 36.5 طن ذهب، بلغت إيراداتها نحو 778.548 مليون جنيه. وبلغ الإنتاج السنوي لعام 2017 أكثر من 107 آلاف طن، لكن يتم تصدير أو تهريب معظمه خاماً أو في شكل مشغولات نسائية.
وبدأت في منطقة سنار محل اكتشاف الأحجار الكريمة والماس، عمليات تحديد المربعات وتخطيط الأراضي، وتسلم الطلبات من الشركات التي ترغب في التنقيب عن الذهب.
وفي غضون ذلك، تقدمت شركة «الوشاح الذهبي» المملوكة لرجل الأعمال السعودي صلاح عبد الرحمن الدهلوي، بهدف الاستثمار في مجال الماس والذهب والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، إلى جانب بعض المعادن الصناعية الأخرى كـ«البوزولانا» التي تستخدم في مجال البناء، وتتوفر بكميات كبيرة في السودان.
كذلك تقدت الشركة بعرض للاستثمار في خام البرايت، الذي يُعد من سوائل الحفر التي تستخدم في الصناعة النفطية، وعدد من الصناعات التحويلية الأخرى مثل صناعة البويات.
وقال المستثمر السعودي صلاح الدهلوي، خلال لقائه وزير المعادن هاشم علي سالم آخر، الأسبوع الماضي، بالخرطوم، إنهم يملكون تمويلات بنكية كبيرة يستطيعون من خلالها تنفيذ مشروعات ضخمة، مشيراً إلى أنهم شرعوا في الاستثمار بالسودان، وسيعملون على تدوير عائداتهم من هذا الاستثمار في مشروعات يحتاجها السودان.
من جهته قال وزير المعادن هاشم على سالم إن هناك توجيهات من رئاسة الجمهورية بتسهيل الاستثمار لرجال الأعمال السعوديين. وقال: «نحن في السودان نتمنى أن تأتي إلينا رؤوس الأموال السعودية لاستخراج الكنوز الموجودة في السودان».
ولفت الوزير إلى أن السودان تتوفر فيه الموارد، ويحتاج إلى رأس المال والتقنية، التي قال إنها بدأت في الوصول إلى السودان عقب رفع الحصار الاقتصادي.
وأكد الوزير اكتشاف كميات كبيرة من الماس والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، تتجاوز 17 نوعاً من الأحجار الكريمة، تم اكتشافها بواسطة الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، مشيراً إلى أنها تحتاج لمستثمرين للعمل فيها إلى جانب الماس.
وعقد وزير المعادن، آخر الأسبوع الماضي، جلسة مباحثات مع وفد الوكالة البريطانية للتنمية الدولية، الذي يزور البلاد هذه الأيام، حيث قدم الوزير شرحاً حول مساهمة قطاع المعادن في الاقتصاد. بالإضافة إلى المشكلات التي تواجه القطاع.
من جهتهم وعد مسؤولو الوكالة بتقديم كافة المساعدات الممكنة لوزارة المعادن، لتخطي العقبات التي تواجه هذا القطاع، على رأسها إمكانية مساهمة الوكالة في حصول مصفاة السودان للذهب على الاعتمادية العالمية.
وتبحث حالياً شركة «أستيم» الإيطالية العاملة في مجال الطاقة مع الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، كيفية التعاون مع السودان في مشاريع الطاقة لقطاع التعدين بأنواعه المختلفة، خصوصاً في التقليدي، الذي يسيطر على إنتاج البلاد من الذهب، ويعمل فيه نحو مليوني مواطن.
وقال الدكتور محمد أبو فاطمة المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، إن الجانبين تباحثا حول كيفية توفير الطاقات البديلة لاستخدامها في قطاع التعدين، مثل الطاقة الحرارية المنبعثة من الأرض، كالبراكين التي توجد في الجبال المختلفة في صحراء بيوضة والقضارف وغرب السودان في جبل مرة، والمالحة، إلى جانب استخدام المخلفات الناتجة عن الموارد الطبيعية المختلفة لاستخراج الطاقة.
وكشف أن الشركة ستقوم بإرسال نماذج لكيفية استغلال تلك الطاقات في المناطق الحارة والممطرة والنائية، التي ستكون بأسعار مناسبة، متوقعاً أن يتم اتفاق بين وزارة المعادن وشركة «أستيم» الإيطالية لتطوير العمل في مجال الطاقات المتجددة والخضراء، التي تعد من البنيات الأساسية التي تساعد في زيادة الإنتاج والإنتاجية.
من جانبه، أكد لوكا منيني مسؤول شركة «أستيم» الإيطالية للطاقة عقب لقائهم وزير المعادن أنهم بحثوا معه إمكانية العمل على توفير الطاقات المتجددة للسودان للعمل بها في مجال التعدين والمجالات الأخرى، لافتاً إلى أن السودان يمتلك مخلفات موارد طبيعية يمكن أن تسهم في إنتاج طاقة بكميات كبيرة ستكون مفيدة للقطاعات المختلفة بالسودان.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).