اتحاد الصناعات الألماني يناشد الحكومة زيادة الاستثمارات

TT

اتحاد الصناعات الألماني يناشد الحكومة زيادة الاستثمارات

ناشدت أوساط اقتصادية ألمانية الائتلاف الحاكم في ألمانيا بزيادة الاستثمارات بشكل واضح خلال هذا العام. وقال يواخيم لانغ، المدير العام لاتحاد الصناعات الألمانية «بي دي أي»، أمس الأحد إن الاقتصاد الذي يتمتع بحالة جيدة حالياً لن يستمر على هذا النحو بشكل تلقائي، وقال: «يتعين على ألمانيا دعم النمو والابتكار، بدلاً من التركيز على عملية إعادة التوزيع السياسية الاجتماعية».
ويشار إلى أنه سيتم عرض نتائج التقييم الضريبي الجديد يوم الأربعاء القادم. ومن المتوقع زيادة الإيرادات مقارنة بالخريف. وقال لانغ إنه يتعين على الحكومة الاستفادة من الإيرادات القياسية المتوقعة للميزانيات العامة بشكل أقوى لصالح الاستثمارات، مشددا على ضرورة الحد من العبء الضريبي للشركات.
وفي غضون ذلك، ذكر تقرير صحافي في ألمانيا أنه من المتوقع أن تزيد الإيرادات الضريبية المزمع تحصيلها بحلول عام 2022، بمقدار 60 مليار يورو، قياسا إلى آخر تقدير جرى في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكتبت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية أن هذا ما يبدو من خلال البيانات المقدمة للتقييم الضريبي الجديد الذي سيبدأ اليوم الاثنين. وأوضحت الصحيفة أنه من الممكن أن تحصل كل من الحكومة الاتحادية والولايات على 26 مليار يورو إضافية، لكل منهما، كما ستحصل البلديات على ما يتراوح بين تسعة إلى عشرة مليارات يورو، ولفتت الصحيفة إلى أن السبب في هذه الزيادة هو الوضع الاقتصادي الجيد.
من جانبها، أعلنت وزارة المالية الألمانية أمس أنها لا تشارك في التكهنات بشأن النتائج التي يمكن أن تتوصل إليها مجموعة العمل المسؤولة عن التقديرات الضريبية، والتي ستعقد اجتماعها في مدينة ماينتس غدا الثلاثاء.
وأضافت أن الحكومة الألمانية لا تزال تأخذ بتخطيط الموازنة والتخطيط المالي الذي يستند إلى تقدير تم تحديثه في يناير (كانون الثاني) الماضي للإيرادات الضريبية، وهو يزيد على التقدير المعلن في نوفمبر 2017.
وتابعت الوزارة أن المقارنة بين توقعات نوفمبر الماضي والأرقام الجديدة المنتظرة، ستؤدي إلى «إجابة خاطئة على سؤال ما إذا كان من المحتمل أن تتضمن الموازنة موارد إضافية».
ويذكر أنه وفقا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن دافعي الضرائب في بلجيكا يتحملون العبء الأكبر بين دول المنظمة، حيث يسددون نسبة 40.5 في المائة لمصالح الضرائب، فيما تأتي كل من الدنمارك وألمانيا في المرتبة الثانية، حيث يدفع العاملون نسبة 35 في المائة للضرائب.
وتأتي مناشدات زيادة الاستثمار عقب ساعات من مسح أظهر أن قطاع الخدمات في ألمانيا نما بأبطأ وتيرة في 19 شهراً في أبريل (نيسان)، مما يشير إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا بدأ الربع الثاني على أسس أضعف.
وتراجعت القراءة النهائية لمؤشر الخدمات الذي تصدره مؤسسة ماركت إلى 53.0 نقطة من 53.9 في مارس (آذار)، في انخفاض كبير من القراءة الأولية البالغة 54.1. وجاءت القراءة النهائية منخفضة، أيضاً، عن جميع التوقعات في استطلاع لـ«رويترز».



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.