قوات النظام تتقدم في الحجر الأسود وتواصل قصف مخيم اليرموك

استمرار إجلاء معارضين من جنوب دمشق

عناصر من قوات النظام قرب حافلة تحمل مهجرين من جنوب دمشق امس (رويترز)
عناصر من قوات النظام قرب حافلة تحمل مهجرين من جنوب دمشق امس (رويترز)
TT

قوات النظام تتقدم في الحجر الأسود وتواصل قصف مخيم اليرموك

عناصر من قوات النظام قرب حافلة تحمل مهجرين من جنوب دمشق امس (رويترز)
عناصر من قوات النظام قرب حافلة تحمل مهجرين من جنوب دمشق امس (رويترز)

أعلنت قوات النظام السوري صباح السبت، السيطرة على الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود جنوب دمشق، في وقت واصل فيه الطيران الحربي غاراته المكثفة على مناطق سيطرة تنظيم داعش في مخيم اليرموك وفي القسم الشمالي من الحجر الأسود.
وقال التلفزيون الرسمي إن قوات النظام وسعت الجمعة «نطاق سيطرتها في عمق منطقة الحجر الأسود واستعادت مبنى الناحية وصالة نادي عمال القنيطرة ومركز جباية الكهرباء بعد عمليات عسكرية دقيقة ومركزة على محور الأعلاف - المقابر».
وأعلن تنظيم داعش مقتل 25 عنصراً من قوات النظام وتدمير عربة على جبهة مخيم اليرموك، فيما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن قوات النظام خسرت أكثر من 80 مقاتلاً من عناصرها خلال أسبوعين من الهجوم على مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق. كما أشارت المصادر إلى مفاوضات جارية لعملية تبادل للأسرى بين التنظيم وقوات النظام، تشمل تسليم «داعش» نحو 74 معتقلاً لديه من جنود النظام بينهم ضباط، مقابل إطلاق النظام سراح 126 امرأة معتقلة في سجونه.
في غضون ذلك، بدأ صباح السبت إخراج الحافلات من بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا جنوب دمشق، التي تقل الدفعة الثالثة من مسلحي المعارضة غير الراغبين في التسوية وعائلاتهم تمهيداً لنقلهم إلى شمال سوريا.
وكان قد تمت تهيئة 14 حافلة يوم الجمعة لنقل المسلحين المعارضين وعائلاتهم من البلدات الثلاث عبر ممر بلدة بيت سحم بعد تفتيشها بشكل دقيق وتجميعها عند محور انطلاقها لتتحرك في قافلة واحدة باتجاه إدلب وجرابلس بإشراف الهلال الأحمر السوري.
من جانبها، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى خروج أكثر من 1300 مسلّح مع أفراد عائلاتهم من مخيّم اليرموك خلال اليومين الماضيين.
وفشلت مفاوضات «جيش الأبابيل» التابع لـ«الجيش السوري الحر» مع قوات النظام وروسيا لخروجه من بلدات جنوب دمشق باتجاه محافظة درعا جنوب البلاد.
وقال مصدر عسكري بـ«جيش الأبابيل» في درعا، إن قوات النظام لم تعطِ ضمانات بحماية الطريق باتجاه المحافظة الجنوبية، كما رفضت خروجهم بالسلاح إليها، لذلك اختار مقاتلو الفصيل التهجير إلى مدينة جرابلس شمال شرقي مدينة حلب.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.