«البنتاغون»: قيادة مستقلة للحرب الإلكترونية

الجنرال بول ناكاسون (رويترز)
الجنرال بول ناكاسون (رويترز)
TT

«البنتاغون»: قيادة مستقلة للحرب الإلكترونية

الجنرال بول ناكاسون (رويترز)
الجنرال بول ناكاسون (رويترز)

مع تصريحات بأن هزيمة تنظيم «داعش» على الأرض لا تعنى هزيمة نشاطاته الإلكترونية، ومع زيادة نشاطات «داعش» الإلكترونية بعد سقوط الرقة، عاصمة التنظيم الإرهابي، وبالإضافة إلى توقع مواجهات مع دول مثل الصين وروسيا، أعلن «البنتاغون»، أول من أمس، تأسيس قيادة مستقلة للحرب الإلكترونية.
وأعلن البنتاغون تولى الجنرال بول ناكاسون رئاسة «قيادة الأمن الإلكتروني الأميركي». وقالت وكالة «رويترز» إن هذا «يضعها، لأول مرة، في مصاف تسع قيادات قتالية أميركية أخرى».
وقال مساعد وزير الدفاع، باتريك شاناهان، إن هذا التغيير «إقرار بأن هذا النوع الجديد من الحروب بلغ أعلى درجة من التطور». وقال اللفتنانت جنرال فينسنت ستيوارت، نائب مدير قيادة الأمن الإلكتروني: «نحن مستعدون لإطلاق قواتنا الإلكترونية، ولحماية وطننا من كل خطر».
في الوقت ذاته، أعلن البيت الأبيض تولي ناكاسون منصب مدير وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه)، المسؤولة عن المراقبة إلكترونية على مستوى العالم، وأيضاً عن حماية الشبكات الإلكترونية العسكرية من القرصنة. وبهذا، صار مدير وكالة الأمن الوطني يشرف، أيضاً، على قيادة الأمن الإلكتروني.
وتشمل قيادة الأمن الإلكتروني وحدات عسكرية مدربة على صد هجمات القرصنة الإلكترونية، وعلى إطلاق حروب إلكترونية.
وقالت «رويترز»: «بينما تجري قيادة الأمن الإلكتروني عمليات ضد جماعات مثل تنظيم (داعش)، يعزف الرؤساء الأميركيون عن الدخول في حرب إلكترونية مع دول كبيرة مثل روسيا والصين، لأن الولايات المتحدة، باعتمادها كثيراً على الإمكانيات الإلكترونية، صارت أكثر عرضة للاختراق من خصومها».
في بداية هذا العام، ومع تزايد هزائمه أمام قوات التحالف في سوريا والعراق، أعلن تنظيم «داعش»... «الحرب الافتراضية» على الدول والمصالح الغربية. وقال خبراء إرهاب أميركيون إن حرب الإنترنت هذه ربما ستؤذي الدول الغربية أكثر، وذلك لأنها ستجند متطرفين ليس لحروب في الشرق الأوسط فقط، ولكن، أيضاً، لحروب في الدول الغربية.
وقال تقرير نشره مركز «سايت»، المتخصص في الإرهاب والحرب ضد الإرهاب، إن «داعش»، حتى قبل سقوط عاصمته الرقة، كان أعد خططاً لشنِّ هجمات إلكترونية. وأنه يرى أن «الجهاد الإلكتروني» ليس أقل فعالية من «الجهاد» في ميادين القتال. في ذلك الوقت، قالت ريتا كاتز، مديرة المركز: «بدأ (داعش) الخطوات الأولى لإعادة تجميع وسائلها الإعلامية. وكانت عانت من انتكاسات كبرى بسبب هجمات دول التحالف ونظام (الرئيس السوري بشار) الأسد. لكنها تتخذ حالياً خطوات كبيرة لإعادة تجميع عملياتها الدعائية التي تعتبر من أكثر أسلحتها خطراً».
ونشر المركز صورة وزعها «داعش»، وفيها شخص يخفي معالمه وراء علم «داعش» الأسود، وفي الخلف صورة «سنترال بارك» (حديقة نيويورك المركزية) في فصل الشتاء. مع الصورة عبارة: «وي آر إن يور هوم» (نحن في وطنكم). هذا بالإضافة إلى فيديو عمليات إرهابية نشره «داعش» في قنوات الإنترنت، وفيه شخص يقول: «حان وقت حصد الرؤوس»، مع صور جنود أميركيين في الشرق الأوسط.
وقال تقرير «سايت» عن دعايات «داعش» الأخيرة: «تغير المحتوى بشكل كبير منذ فقدان محافظة الرقة، التي كانت في الماضي مركزاً للإعلام الرسمي للتنظيم، ومركز الإنتاج السينمائي والإلكتروني، بعد أن اختفت المجلات المصقولة، والفيديوهات التي كانت تصور الحياة الفاضلة في ظل حكم المتشددين».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.