خرج الرائد من عنق الزجاجة بعد موسم حافل بالظروف الصعبة، محققاً إنجاز البقاء بين الأندية الكبار، بعدما تفوق على الكوكب في لقائي الذهاب والإياب في الملحق الذي جمع أندية الدوري السعودي للمحترفين وأندية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، بعد قرار زيادة دوري المحترفين إلى 16 نادياً.
ولم يكن أكثر المتشائمين من جماهير النادي القصيمي يعتقد أن فريقه سيصل إلى هذه المرحلة الصعبة، وتراجعه على سلم الترتيب إلى المركز 13 وخوض مواجهة الملحق، بعدما أنهى موسمه قبل الماضي في المرتبة الخامسة، وكان قريباً من المشاركة بدوري أبطال آسيا، لكن الرخصة الآسيوية كانت عائقاً أمام ظهوره الأول في البطولة القارية.
ولم يكن الاستعداد للموسم الرياضي وفق التطلعات، واكتفى عبد العزيز التويجري الرئيس السابق بإبرام عدد من الصفقات المحلية التي لم تشارك مع الفريق، علاوة على تواضع الأسماء الأجنبية التي استقطبتها إدارته وكانوا أول المغادرين في فترة الانتقالات الشتوية، بالإضافة إلى المعسكر الإعدادي الخارجي في العاصمة المصرية القاهرة، وكان أقل من الطموحات ولم يخض خلاله الفريق سوى عدد محدود من المواجهات التجريبية.
وعلى الرغم من الفترة الطويلة التي قضاها الفريق في فترة الإعداد التي استمرت لأكثر من شهرين قبل بداية الموسم، ومنح الجزائري توفيق روابح كامل الصلاحيات في اختيار الأسماء، فإن الجزائري أخفق في الجولات الأربع الأولى ولم يحقق سوى نقطة وحيدة من أمام الأندية المنافسة له في منطقة الوسط.
البداية غير المرضية وتراجع الرائد للمركز الأخير على سلم الترتيب قاد إدارة التويجري للبحث عن جهاز تدريبي جديد، ووقع الاختيار على المدرب السابق لنادي الهلال الروماني سيبريا، أثناء فترة توقف الدوري السعودي للمحترفين الأولى، بيد أن الهيئة العامة للرياضة أصدرت قراراً بإنهاء تكليف عبد العزيز التويجري رئيس النادي على خلفية اشتباه في تزوير عقود اللاعبين من أجل الحصول على الرخصة الآسيوية، وكلف فهد المطوع برئاسة النادي حتى نهاية الموسم الماضي. ولم تختلف الأحوال داخل البيت الرائدي بعد تسلم المطوع رئاسة النادي والروماني سيبريا الإشراف الفني، وظل الرائد يترنح في مراكز المؤخرة حتى موعد الانتقالات الشتوية التي شهدت سلخ جلد الفريق وتعزيز صفوفه بعدد من اللاعبين المحليين والأجانب، لكن إهدار النقاط لازم الرائديين، ما أسهم في الاستغناء عن الروماني سيبريا، والاستنجاد بالصربي أليكس الذي سبق أن قاد الرائد في فترة سابقة وحقق معه البقاء في مواجهة الملحق أمام الباطن قبل 3 مواسم.
ومنذ تسلم الصربي زمام الإدارة الفنية تحسن الأداء والنتائج، وحققوا انتصارات متلاحقة أمام الباطن والاتحاد وتعادلاً مثيراً أمام الفيحاء في المباراة المصيرية، غير أن الوقت لم يسعف الرائديين لضمان البقاء في الدوري السعودي للمحترفين دون خوض مواجهة المحلق، ولم يهدر الرائديون الفرصة الأخيرة، وانتفضوا ودكوا شباك الكوكب بـ6 أهداف في مجموع المواجهتين.
وأوفى فهد المطوع رئيس النادي بوعوده لمحبي وعشاق الرائد، وقاد فريقه للاحتفاظ بموقعه وعدم الهبوط لدوري الدرجة الأولى، بعد موسم مليء بالمتغيرات والتحديات، بفضل خبرته الإدارية وقدرته على احتواء المشكلات التي أحاطت بفريقه من تأخر رواتب اللاعبين والتزامات مالية وإخفاق المدربين، وسار بفريقه في نهاية المطاف لبر الأمان، كما قدم للاعبين مبلغ 60 ألف ريال بمناسبة البقاء بالإضافة إلى راتب شهرين.
إلى ذلك، أكد المصري محمد عطوة مدافع الفريق، أن بقاء الرائد في الدوري السعودي للمحترفين جاء بتضافر جهود الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، ووقفة الجماهير، مؤكداً أنه كان على يقين بقدرة فريقه على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وقدم المدافع المصري شكره لرئيس النادي على وقفاته المستمرة وتذليله كل الصعاب التي واجهت الفريق، وتمنى أن يحقق الفريق في الموسم المقبل أفضل النتائج. واعتذر محمد الشريمي مدافع الفريق لجماهير الرائد بشأن تواضع أداء الفريق في موسم حبس أنفاس محبي وعشاق النادي، وقدم شكره لهم على وقفاتهم الصادقة معهم، لافتاً إلى أنهم الوقود الحقيقي للاعبين داخل المستطيل الأخضر، وشكر الجهازين الفني والإداري واللاعبين على ما بذلوه لتحقيق البقاء.
وشدد خالد المقيطيب حارس الفريق على أن نادياً يمتلك شعبية جارفة ورجالاً أوفياء ليس من السهولة سقوطه، وبعث رسالة مغلفة بالحب للجماهير الرائدية التي وصفها بالوفية لوقوفها مع الفريق في أحلك الظروف، ومساندتها اللاعبين سواءً في التدريبات أو المباريات التي تلعب داخل قواعدهم أو خارجها، وتمنى أن يكون هذا الموسم درساً لجميع اللاعبين للاستفادة منهم في المواسم المقبلة، وتحقيق مركز يليق باسم ومكانة الرائد.
ويبدو أن الرائديين استفادوا من الدرس الأخير، وبدأوا الاستعداد للموسم الجديد باكراً، واقتربوا من التوقيع مع التونسي عز الدين دوخه حارس أحد الذي يعتبر من أبرز الحراس في الدوري السعودي للمحترفين، بعدما قدم موسماً مميزاً ونافس محمد العويس وعبد الله المعيوف على جائزة أفضل حراس الموسم، كما فتحت إدارة فهد المطوع خط المفاوضات مع عدد من اللاعبين المحليين والأجانب، كما تتجه إدارة الفريق الأول لدارسة احتياجات الفريق من اللاعبين الحاليين بعد التقرير الذي أعده الصربي أليكس المدرب الحالي والاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين الذين لم يقدموا المأمول في الموسم الماضي.
راتب شهرين و60 ألفاً لكل «رائدي» احتفالاً بالبقاء
المقيطيب: شعبية النادي الجارفة أنقذته من السقوط
راتب شهرين و60 ألفاً لكل «رائدي» احتفالاً بالبقاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة