الانقلابيون يحاصرون رئيس حكومتهم في صنعاء تمهيداً لتغييره

TT

الانقلابيون يحاصرون رئيس حكومتهم في صنعاء تمهيداً لتغييره

ذكرت مؤسسات مدنية من داخل العاصمة اليمنية صنعاء، أن المجلس العسكري للميليشيات الحوثية فرض طوقاً أمنياً على عدد من الموالين لـصالح الصماد رئيس المجلس الانقلابي بعد مقتله، وفي مقدمتهم عبد العزيز حبتور «رئيس مجلس وزراء الحكومة الانقلابية» لمنعهم من السفر والتحرك داخل المدينة، تحسبا من فرارهم إلى المناطق المحررة التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، وتمهيدا لتغيير بن حبتور.
ونشرت قيادات الميليشيات العسكرية، نقاط تفتيش في جميع الأحياء والطرقات الرئيسية، مع إغلاق كل المنافذ للعاصمة صنعاء، وذلك بعد أن تواردت معلومات عن رغبة عبد العزيز بن حبتور في الخروج من المدينة، على خلافات نشبت في الأيام الأخيرة بين المجلس السياسي والعسكري من جانب وبعض القيادات التي استقطبها الصماد في وقت سابق، وهذه الخلافات اتسعت رقعتها ووصلت إلى تهديد «حبتور» بالقتل.
ولم يعرف إن كان بن حبتور قد تواصل مع الحكومة الشرعية بشكل مباشر أو من خلال وسطاء، إذ لم يفصح العميد عبده عبد الله مجلي، المتحدث باسم الجيش اليمني، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» شيئا حول إمكانية إخراج «حبتور» من صنعاء، إلا أنه أكد أن الجيش يعمل على تحرير المدينة في أسرع وقت ممكن، ويسعى لإخراج جميع من يرغب للانضمام للجيش.
وكان الجيش اليمني، قد أبلغ «الشرق الأوسط» في منتصف فبراير (شباط) الماضي أنه يعمل بخطى متسارعة لإخراج نحو 15 ضابطاً برتب عالية من العاصمة اليمنية صنعاء، جرى التنسيق معهم بعد أن أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى الحكومة الشرعية، الذي سيشكل ضربة قوية للحوثيين، بحسب العميد مجلي، الذي قال إن انضمام هذه القيادات للحكومة الشرعية يشكل انهياراً كبيراً في حاضنة الحوثيين الشعبية.
وقال عبد الباسط الشاجع، مدير مركز العاصمة الإعلامي لـ«الشرق الأوسط» إن فريقه المنتشر في عدد من المواقع الرئيسية في صنعاء، تمكن من رصد معلومات صادرة من مقاتلين وقيادات في الميليشيات الحوثية عزم بن حبتور الفرار من المدينة باتجاه مأرب، خوفا على حياته من قيادات ما يعرف بالمجلس العسكري للميليشيات.
وأردف الشاجع، أن الحصار الأمني الذي فرضته قيادات الميليشيات بحسب حديث المقاتلين، وانتشار نقاط التفتيش لمراقبة تحركات «حبتور» هو لمنع خروجه من المدينة، بعد مواجهات متكررة في الآونة الأخيرة والتي زادت بعد مقتل الصماد، مع الجناح المتشدد المتمثل في المجلس السياسي الذي يقوده مهدي المشاط.
وتشهد صنعاء، والحديث، للشاجع، تغيرات كبيرة بعد مقتل الصماج، وشهدت الأيام الماضية بحسب ما جرى رصده من فريق العمل تصفيات داخلية بين أجنحة جماعة الحوثيين، الأمر الذي دفع ببن حبتور للتفكير في حياته والخروج من صنعاء، خاصة في ظل التحشيد داخل المدينة الذي تزداد وتيرته يوما بعد يوم، موضحا أن هذه الأيام هناك استغلال كبير للميليشيات مع توقف الدراسة للطلبة وإرسالهم بحجة التوقف وإضراب المعلمين إلى الجبهات الرئيسية والقريبة من العاصمة.
وقام مهدي المشاط، أول من أمس، وفقا لمصادر حقوقية، بالتواصل مع قبائل «طوق صنعاء» في عملية استقطاب لها، وذلك بهدف تغير المعادلة وإطالة أمد الحرب، من خلال زيادة عدد المقاتلين بانضمام أكثر من 7 قبائل يزيد تعداد أبنائها عشرات الآلاف من قبائل أرحب، ونهم، خولان، بني حشيش التي يمكنها تطويق العاصمة صنعاء في أي وقت.
وهو ما أكده الشاجع بقوله، إن هذا التواصل سبقه، ترويج إعلامي مكثف للمظلومية، من قبل خبراء إيرانيين يديرون وسائل إعلام الميليشيات الحوثية، وذلك بهدف جلب هذه القبائل، من خلال أكاذيب عن مواجهة 10 دول غازية وإنهم يدافعون عن حق الشعب اليمني، التي تجد في بعض الأحيان قبولا في بعض الأوساط المغيبة عن الواقع الذي تعيشه البلاد بسبب ما تفرضه الميليشيات من حصار شامل على أبناء اليمن، وسيطرتها على كل أجهزة الدولة.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».