أفغانستان قلقة من تهديد جماعات العنف

مطلق النار على بن لادن يكشف تفاصيل جديدة بعد سبع سنوات من العملية

مواطنون أفغان يشاركون في مراسم تكريم ذكرى 10 صحافيين أفغان قتلوا بتفجير انتحاري في كابل (أ.ب)
مواطنون أفغان يشاركون في مراسم تكريم ذكرى 10 صحافيين أفغان قتلوا بتفجير انتحاري في كابل (أ.ب)
TT

أفغانستان قلقة من تهديد جماعات العنف

مواطنون أفغان يشاركون في مراسم تكريم ذكرى 10 صحافيين أفغان قتلوا بتفجير انتحاري في كابل (أ.ب)
مواطنون أفغان يشاركون في مراسم تكريم ذكرى 10 صحافيين أفغان قتلوا بتفجير انتحاري في كابل (أ.ب)

ذكرت الرئاسة الأفغانية، أول من أمس، أن أفغانستان ما زالت غير آمنة حتى بعد مرور سبع سنوات على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال شاه حسين مرتضوي، المتحدث باسم الرئاسة، في تصريحات نقلتها قناة «طلوع نيوز» الأفغانية، إن «الجماعات الإرهابية ما زالت تشكل تهديداً كبيراً لأفغانستان، وبعضها يتسم بالوحشية المفرطة».
وأضاف: «القاعدة ليست تهديداً خطيراً لأفغانستان، فهناك جماعات أخرى تشكل تهديداً أكبر للبلاد... جماعات تستهدف الأشخاص والإعلام والمساجد كل يوم، وتعلن مسؤوليتها عن ذلك».
وكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قد قتل في 2 مايو (أيار) 2011 في عملية سرية أميركية داخل باكستان.
من جهته، كشف روبرت أونيل، الجندي بالبحرية الأميركية، والمشارك الرئيسي في عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إنه «شارك في تلك العملية وكان على قناعة أنه سيموت أثناء القيام بها».
وأضاف أونيل خلال لقائه مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إنه «يحس بشعوره وهو واقف أمام جثة من تم وصفه بالمطلوب الأول عالمياً في ذلك الوقت»، متابعاً: «لم يكن مقرراً لي المشاركة في تلك العملية، وكنا ننظر إلى بن لادن كأنه شبح، وكنت وزملائي نتبادل النكات عما يمكن أن يحدث لو هرب منهم بن لادن مثلاً ولجأ لأحد الأزقة».
ووصف أونيل شعوره بعد العملية، حيث قال: «أنا وزملائي شعرنا بالسعادة عند سماعنا الطيار يخبرهم بأنهم أصبحوا داخل الأراضي الأفغانية»، مشيراً إلى أنه كان يشعر بأن منزل بن لادن سينفجر في أي لحظة، ولم يتوقع أن يخرج هو وزملاؤه منه على قيد الحياة.
وتأتي تصريحات أونيل، في أثناء الذكرى السابعة لمقتل زعيم «القاعدة» بن لادن، حيث قال، إن أحد زملائه «قام بأشجع عمل بطولي في حياته عندما قفز على انتحاري ليمنعه من قتلهم»، مبيناً أنه «استدار بعدها إلى اليمين ليجد بن لادن على بعد 3 أقدام منه فتعرف عليه وأطلق النار على رأسه فوراً».
وأشار أونيل، الذي ألف كتاباً عن تفاصيل العملية، إلى أنه في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام تسعى لتأكيد خبر مقتل أسامة بن لادن، كانت جثته أمامهم على أرضية منزله، حيث كانت تبذل جهوداً حثيثة للتأكد من هويته عبر فحوص الحمض النووي. يشار إلى أن مصادر في وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» كانت تحضّر لعملية تهريب الطبيب الذي كشف عن مخبأ الإرهابي أسامة بن لادن، شكيل أفريدي، إلا أن المخابرات الباكستانية حالت دون ذلك.
في غضون ذلك، كرّمت السلطات الأفغانية، أمس، المصادف اليوم العالمي لحرية الصحافة، الصحافيين الأفغان الذين قتلوا في اعتداءات، وذلك بعد أيام على أعنف هجوم على إعلاميين في أفغانستان منذ سقوط طالبان في 2001. وقتل عشرة صحافيين، بينهم كبير مصوري مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في كابل، شاه مراي، في هجمات الاثنين؛ مما يبرز المخاطر التي تواجهها وسائل الإعلام في البلاد التي تمزقها الحرب وتغرق في مزيد من أعمال العنف. وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية لجنوب آسيا، عمر وارياش، إن «الصحافيين في أفغانستان هم من الأكثر شجاعة في العالم». وأضاف: «خلال عملهم في بعض أصعب الظروف واجهوا التهديدات والترهيب وأعمال العنف، لمجرد إنهم يقومون بعملهم».
وأدى هجوم انتحاري مزدوج في كابل تبناه تنظيم داعش، الاثنين، إلى مقتل 25 شخصاً بينهم مراي وثمانية صحافيين آخرين، في حين قتل صحافي في «بي بي سي» في هجوم منفصل في ولاية خوست بشرق البلاد».
ومن بين القتلى في هجوم كابل صحافيون من شبكة «تولو نيوز» و«إذاعة أوروبا الحرة» و«تلفزيون ماشال».
وهزت الهجمات مجتمع الصحافة المتضامن في أفغانستان. وكثيرون منهم أصدقاء وزملاء ينتبهون لبعضهم بعضاً أثناء العمل في البيئة التي تتزايد عدائية. لكن كثيرين يبقون متحدين مصممين على مواصلة العمل رغم المخاطر. وبعد ساعات على هجوم كابل، عاد العشرات من محرري الأخبار والإداريون الأفغان إلى موقع الهجوم في لفتة تحد للمتمردين.
وقال برويز كاوا، رئيس تحرير صحافية هشت - صبح (8 صبح) لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «اليوم العالمي لحرية الصحافة يذكرني وزملائي بأهمية نقل الأخبار - - من أجل ديمقراطية حيوية ولخدمة الناس بالمعلومات التي يحتاجون إليها ويريدونها». وأضاف: «هذا اليوم هو لتجديد التزاماتنا وتذكر تضحياتنا». وقال رئيس تحرير شبكة «وان تي في» عبد الله خنجاني، إن الخميس «يوم حداد» للتلفزيون الذي خسر صحافياً ومصوراً في اعتداء الاثنين. وقال خنجاني لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا اليوم يذكرنا بقسوة السنة الماضية»، مضيفاً: إن زملاءه مفجوعون «وبشكل خاص عندما نرى المقاعد الفارغة... في مكتب الأخبار». من جهته، قال لطف الله نجفي زاده مدير شبكة «تولو نيوز»، إن «الصحافيين الأفغان الذين يعملون في بيئة تتزايد عدائية يستحقون المزيد من الدعم والحماية». صنفت منظمة «مراسلين بلاد حدود» أفغانستان العام الماضي في المرتبة الثالثة لأخطر الدول في العالم على الصحافيين. وقالت المنظمة، إنها منذ 2016 سجلت مقتل 34 صحافياً في أفغانستان». وأدانت وسائل الإعلام الأفغانية فشل الحكومة في تقديم الحماية، وخصوصاً في مكان وقوع تفجيرات انتحارية، حيث يخشى دائما من هجمات ثانية». وأصدرت السفارة البريطانية في كابول الخميس بياناً تعهدت فيه دعم الصحافيين الأفغان، وقال الوزير البريطاني لآسيا ومنطقة الهادي، مارك فيلد، إن شجاعتهم «شوهدت في العالم كله». في غضون ذلك، طالبت الحكومة الأفغانية، باكستان بتسليم أحد الجناة المتورطين في مقتل دبلوماسي أفغاني في مدينة كراتشي الباكستانية في شهر فبراير (شباط) العام الماضي. وذكرت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان لها نقلته وكالة أنباء خاما الأفغانية، أن وزير الخارجية صلاح الدين رباني طالب باكستان بتسليم الجاني خلال اجتماعه مع السفير الباكستاني لدى كابول، زاهد نصر الله خان، أول من أمس. وطالب وزير الخارجية الأفغاني أيضاً بتعليق فوري للقصف المدفعي من الجانب الباكستاني لخط «دوراند» على الأقاليم الشرقية الأفغانية. وكان أحد الدبلوماسيين الأفغان قد قُتل إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل أحد حراس القنصلية الأفغانية في مدينة كراتشي الباكستانية في شهر فبراير من العام الماضي. من جانبه، دعا السفير الباكستاني لدى أفغانستان، حركة طالبان إلى المشاركة في عملية السلام التي تقودها الحكومة الأفغانية ومحادثات السلام من أجل إنهاء العنف. وناقش الجانبان، خلال الاجتماع، قضايا أخرى، بما في ذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك والتعاون الإقليمي والسياسي والاقتصادي والأمني، إضافة إلى تبادل السجناء.
إلى ذلك, قال مسؤولون إن قوات الأمن الأفغانية اعتقلت سبعة شبان، يشتبه بأنهم متشددون كانوا يخططون لشن هجمات على مستشفى تديره الحكومة، ومكتب تابع لوزارة الداخلية في العاصمة كابل.
جاءت الاعتقالات بعد يومين من تفجيرين قرب مبان حكومية في كابل، قتل فيهما 26 شخصا على الأقل، بينهم تسعة صحافيين. وقتل وأصيب مئات الأشخاص في سلسلة من الهجمات المؤثرة في العاصمة كابل خلال الأشهر القليلة الماضية، مما يكشف عجز مسؤولي الأمن والحكومة عن إجهاضها أو منعها. وأعلنت حركة طالبان الشهر الماضي بدء الموسم السنوي لهجمات الربيع، قائلة إنها ستستهدف القوات الأميركية في أفغانستان.
وقال مسؤولون في هيئة الأمن الوطني أمس، إنه تم استجواب الأشخاص السبعة المعتقلين، المشتبه بأنهم متشددون، واعترفوا بالتخطيط لمهاجمة مجمع قديم لوزارة الداخلية ومستشفى «غازي أمان الله خان» الذي يعالج قوات الأمن الأفغانية. وقال بيان الهيئة، إن المعتقلين نقلوا إلى كابل بواسطة جهة سهلت لهم الوصول إليها، بعد تجهيزهم بالعتاد اللازم لشن الهجمات والتحول إلى انتحاريين.
وقال أحد مسؤولي الهيئة، إن الشبان السبعة تلقوا تدريبا في مدارس دينية مختلفة في منطقة شامان التي تقع على الحدود الأفغانية الباكستانية.


مقالات ذات صلة

أميركا تقلص عدد معتقلي غوانتانامو إلى 15 بعد إرسال 11 يمنياً إلى عُمان

الولايات المتحدة​ جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

أميركا تقلص عدد معتقلي غوانتانامو إلى 15 بعد إرسال 11 يمنياً إلى عُمان

خفضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عدد السجناء في مركز احتجاز خليج غوانتانامو في كوبا بنحو النصف، بعد أن أرسلت 11 معتقلاً إلى عُمان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ تظهر نظارات «ميتا» الذكية المحدثة في المقر الرئيسي للشركة في مينلو بارك بكاليفورنيا في الولايات المتحدة 27 سبتمبر 2023 (رويترز)

ما نظارات «ميتا» التي استخدمها مهاجم نيو أورليانز للاستكشاف قبل عمله الإرهابي؟

نظارات «ميتا» هي أجهزة بها كاميرا مدمجة ومكبرات صوت وذكاء اصطناعي، يمكن التحكم فيها بصوتك وبأزرار، والتحكّم بها كذلك ببعض الإيماءات.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز (الولايات المتحدة))
شؤون إقليمية جانب من لقاء رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع الحزب)

تركيا: مطالبة بإنهاء عزلة أوجلان لحل المشكلة الكردية

أعلن حزب مؤيد للأكراد أن عملية الحوار مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان لحل المشكلة الكردية في تركيا لن تؤدي إلى نتيجة دون إنهاء عزلته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي وغرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة

الشيخ محمد (نواكشوط )

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.