البلاستيك الشفاف... صيحة مستدامة أم صرعة موسمية

من عرض «شانيل» - حذاء من تصميم فيرجيل أبلو - من عرض «شانيل» لربيع وصيف 2018
من عرض «شانيل» - حذاء من تصميم فيرجيل أبلو - من عرض «شانيل» لربيع وصيف 2018
TT

البلاستيك الشفاف... صيحة مستدامة أم صرعة موسمية

من عرض «شانيل» - حذاء من تصميم فيرجيل أبلو - من عرض «شانيل» لربيع وصيف 2018
من عرض «شانيل» - حذاء من تصميم فيرجيل أبلو - من عرض «شانيل» لربيع وصيف 2018

تصميم الأزياء يحتاج إلى موهبة حتى يستطيع صاحبها أن يتعامل مع كل الخامات والتفاصيل بعين فنية لتخرج عن المألوف. ومن أحدث الابتكارات التي ظهرت على منصة عروض الأزياء أخيراً الأحذية الشفافة المصنوعة من البلاستيك.
فقد ولى العهد الذي كانت فيه هذه الخامة تعتبر من دون أهمية، وترتبط بالمنتجات البسيطة فقط، ودخلت عالم الموضة الراقية، بحسب ما ظهرت به على منصات العروض العالمية. فقد ظهر في إكسسوارات من دور «شانيل» و«كالفين كلاين»، وغيرهما ممن طوعوه في تصميمات أنيقة، إلى جانب حقائب اليد وبعض المعاطف الواقية من المطر، كما هو الحال في عرض دار «بيربري» البريطانية، وتسلطن في ما يتعلق بالأحذية.
وتتوقع خبيرة الأزياء المصرية ندى حسام أن تشهد هذه الصيحة رواجاً كبيراً في ربيع وصيف هذا العام. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «صيحة الأحذية الشفافة، مثل كثير من الصيحات، ما هي سوى إعادة لصيحة انتشرت في حقبة ماضية. ففي تسعينات القرن الماضي مثلاً، ظهرت أحذية مكشوفة بسيطة من البلاستيك، لكنها كانت موجهة لنزهات على الشاطئ، ولم يكن المراد منها التعبير عن الترف والأناقة، كما هي الآن».
وتتابع: «ما قدمته الماركات العالمية ارتقى بهذه الخامة البسيطة، وحولها إلى رمز للعصرية، لا سيما أنها قُدمت بأكثر من طريقة، لكن القاسم المشترك بينها أنها تعبر عن التحرر والتمرد على المتعارف عليه».
وقد ظهرت صيحة الأحذية الشفافة أول مرة في نطاق المشاهير، عندما ارتدتها نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان في عام 2015. ولم تشهد رواجاً واسعاً في ذلك الوقت، ثم عادت لتظهر مرة أخرى على منصة عروض الأزياء في عروض خريف وشتاء 2017 وربيع 2018.
ولم يقتصر الأمر على الأحذية، بل امتد إلى حقائب شانيل المميزة، ثم جاء المصمم البلجيكي راف سيمونز، المدير الإبداعي لماركة «كالفن كلاين»، ليطوّع البلاستيك الشفاف بطريقة أكثر ذكاءً، حيث استخدمه بأناقة على سترات متعددة مريحة، لإضافة طبقة من طارد المياه دون المساس بالمظهر الأنيق للأقمشة الموجودة تحتها.
وتعتبرها مدونة الموضة المصرية، سارة طه، واحدة من الصيحات الأقرب للأزياء المستقبلية، لا سيما أنها اختيار يكسر القوالب، ويخرج بالتصميم بعيداً عن الحدود التقليدية، وتضيف: «صيحة البلاستيك الشفاف لم تقتصر على الأحذية، لأنها قُدمت في حقائب يد وأحزمة وحلي وأزياء. كما أن هناك عدداً من الماركات العالمية استعملته بأشكال مبتكرة، مثل (دولتشي أند جابانا) و(غوتشي) و(برادا)، ما يسمح بتعدد الاختيارات».
ولارتداء هذه الصيحة بما يتسق مع الخطوط العربية والأزياء الشرقية، تنصح سارة طه بالاكتفاء بالحقائب أو الأحذية، أو حتى الحُلي والأحزمة، أما الملابس فقد تبدو جريئة غير مألوفة، وتوضح: «رغم أنه بالإمكان أن تطوع كل واحدة الموضة حسب أسلوبها الخاص، وبما يتناسب مع ذوقها ومحيطها».
ومن جهتها، تقترح ندى حسام تنسيق الأحذية الشفافة بأكثر من طريقة. فمثلاً، يمكن تنسيقها مع بنطلون وسترة كلاسيكية لإطلالة تجمع بين العصرية والأناقة، أو مع فستان بسيط بأحد الألوان الأساسية، مثل الأبيض أو الأسود.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.