فيلم «المنتقمون» يدشن ثاني دار عرض للسينما في السعودية

وزير الثقافة والإعلام يفتتح {فوكس سينما} في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
وزير الثقافة والإعلام يفتتح {فوكس سينما} في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
TT

فيلم «المنتقمون» يدشن ثاني دار عرض للسينما في السعودية

وزير الثقافة والإعلام يفتتح {فوكس سينما} في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)
وزير الثقافة والإعلام يفتتح {فوكس سينما} في الرياض أمس (تصوير: بشير صالح)

افتتح وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عواد العواد، مساء أمس، ثاني دار عرض سينمائي في السعودية، بمجمع «الرياض بارك»، التي دشنتها «فوكس سينما»، المملوكة لمجموعة ماجد الفطيم الإماراتية.
وعرضت «فوكس سينما» فيلم «المنتقمون» في صالة عرض «آي ماكس» الرئيسية، التي تتسع لأكثر من 200 شخص، بحضور وسائل الإعلام المحلية والدولية، وقائمة من المدعوين لهذه المناسبة فقط، على أن يتاح للجمهور الدخول بدءاً من الأحد المقبل.
وأوضحت مجموعة الفطيم الإماراتية المشغلة لـ«فوكس سينما» أنها بصدد افتتاح 4 صالات: الأولى صالة «آي ماكس»، تتسع لمائتي شخص، وصالتين للأطفال، كل منهما تتسع لـ40 طفلاً، إلى جانب صالة «في آي بي»، لا تزال تحت التجهيز.
ويقدم فيلم «المنتقمون» أكثر من 20 بطلاً خارقاً من عالم «مارفل» السينمائي. وأكد آلان بجاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة الفطيم الإماراتية، أن لدى المجموعة خطة استثمارية خاصة بالسوق السعودية بقيمة 16 مليار ريال (4.2 مليار دولار) خلال السنوات المقبلة.
وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «خطتنا فتح ما لا يقل عن 600 شاشة عرض سينمائي بين السنوات الثلاث والخمس المقبلة، وسنكون موجودين في جميع المدن السعودية. وهدف (فوكس سينما) وماجد الفطيم هو أن نوفر التجربة السينمائية لأكبر عدد ممكن من الشعب السعودي».
وتابع: «لدينا استثمارات في مجالات كثيرة في السعودية، و(نحن) موجودون في السوق السعودية منذ 14 عاماً، ولدينا فريق عمل يفوق 3 آلاف شخص في المملكة، واستثماراتنا ستوفر 117 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في السوق السعودية، ونأمل أن يكون نصيب الأسد فيها للشباب والشابات السعوديين».
واعتبر افتتاح «فوكس سينما» في الرياض «يوماً تاريخياً»، وقال: «سيكون لنا حظ أكبر للمساهمة في قطاع السينما في السعودية... جئنا ليس للاستغلال، وإنما لنقدم أفضل تجربة سينمائية»، وأضاف: «ننفذ خطة استثمارية بقيمة 16 مليار ريال، من ضمنها (فوكس سينما)، إلى جانب مول السعودية، و(إشبيلية سنتر) الذي باشرنا العمل فيه، إلى جانب توسعة (كارفور)، وقطاع إدارة المباني والطاقة مع (إنوفا)، وإدارة عملنا في مجال التجزئة والفنادق وتطوير العقارات».
من جانبه، أوضح المشرف على «فوكس سينما»، أحمد إسماعيل، أن الأسعار ستكون في متناول العائلة السعودية، وأنها ستبدأ من 50 ريالاً سعودياً، وأضاف: «نركز على الجودة، وليس الكم فقط، وهي فرصة للمنطقة العربية، وإنتاجها من الأفلام السينمائية، للنمو وتقديم صناعات إبداعية في الإنتاج السينمائي».
وأشار إلى أن «حجم سوق العرض السينمائي العالمية يتراوح بين 38 و40 مليار دولار سنوياً... الدراسات التي قمنا بها تظهر أن حجم السوق السعودية يصل إلى ما بين مليار وملياري دولار من إيرادات شباك التذاكر، وهو ما يؤهله لأن يكون من أهم 8 أسواق في العالم، إذا تم التطوير بوتيرة سريعة»، وكشف أن العائلات سيتاح لها شراء التذاكر خلال 3 أيام.
كان وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة هيئة الإعلام المرئي والمسموع، الدكتور عواد العواد، قد افتتح قبل أيام أول دار عرض سينمائي في المملكة منذ أكثر من 35 عاماً، في خطوة تاريخية. وعرضت الدار فيلم «بلاك بانثر».
وأسست «شركة الترفيه للتطوير والاستثمار» بداية العام الحالي من قبل «صندوق الاستثمارات العامة» لأداء دور استثماري فعّال في مختلف مجالات قطاع الترفيه، إضافة إلى جذب شراكات استراتيجية لبناء منظومة العمل في القطاع بالسّعودية. ومن المتوقع أن تشكّل السعودية، التي يفوق عدد سكانها 32 مليون نسمة، غالبيتهم دون سن الثلاثين، أكبر سوق في المنطقة لزوار دور العرض السينمائي. وينتظر أن تُفتتح نحو 350 دار عرض سينمائية تضم أكثر من 2500 شاشة بحلول عام 2030.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».