السلطة تتهم {حماس} بـ«التلفيق» في حادثة تفجير موكب الحمد الله

الحكومة: المتهم ينتمي إلى «الجهاد»... وعائلته: أسير في إسرائيل... و«الجهاد»: علاقته منتهية

TT

السلطة تتهم {حماس} بـ«التلفيق» في حادثة تفجير موكب الحمد الله

فجرت اتهامات حماس لجهاز المخابرات الفلسطيني، بالمسؤولية عن حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، في غزة الشهر الماضي، جدلا واسعا، وأطلقت سلسلة من البيانات الحكومية والفصائلية والأمنية والعائلية، الرافضة لرواية الحركة، وتركزت جميعها على هوية متهم محدد وانتماءاته.
واتهمت حكومة الوفاق الوطني، حركة حماس بسرد رواية تنتمي لـ«صناعة التبرير»، و«غسل النفس الاصطناعي والمسرحي» من المسؤولية عن جريمة محاولة الاغتيال وجريمة (إعدام المصالحة الوطنية).
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود إن «المفاجأة فيما قدمته حماس، كانت إصرارها على الخروج السافر عن كل الخطوط والأعراف الفلسطينية. وذلك عبر (التلفيق الملعون) الذي قدمته، وأشارت خلاله إلى ربط شعبنا الأصيل البطل ومؤسساته بالمجموعات الإرهابية في سيناء والعمل ضد جمهورية مصر العربية، في محاولة (صبيانية) لضرب العلاقة مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية، عبر اختراع شخصية (أبو حمزة الأنصاري) الذي هو (أحمد صوافطة)، وتبين أنه عامل بسيط من مدينة طوباس، اعتقل منذ سنوات في سجون الاحتلال، على خلفية انتمائه إلى الجهاد الإسلامي، ولم ينتسب في حياته إلى مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية».
وكان الناطق باسم داخلية حماس إياد البزم، اتهم المخابرات الفلسطينية بالوقوف خلف الانفجار الذي استهدف موكب الحمد الله، في 13 مارس (آذار) الماضي في قطاع غزة، وتسبب في انهيار المصالحة الفلسطينية إلى حد كبير.
وقال إياد البزم، الناطق باسم الوزارة في مؤتمر صحافي في غزة، إن «التحقيقات أوصلت إلى شخصية معروفة باسم أبو حمزة الأنصاري، وهو مؤسس (المنبر الإعلامي الجهادي) ومديرُه، والذي من خلاله يتم إدارة الخلايا التخريبية وتوجيهها وتبادل المعلومات. وقد تم تجنيدُ الخلية التي نفذت محاولة اغتيال أبو نعيم وتفجير الموكب، وربطها من خلال المنبر الإعلامي الجهادي. وبعد تحقيقاتٍ واسعة ومعقدة تم التعرفُ على هوية (أبو حمزة الأنصاري)، وهو المدعو- أحمد فوزي سعيد صوافطة، من الضفة الغربية، ويعملُ لصالحِ جهاز المخابراتِ العامة في رام الله بتعليماتِ الضابط- حيدر كمال حمادة، وبإشراف العميد- بهاء بعلوشة». وعرضت الداخلية خلال المؤتمر، فيديو لعدد من المعتقلين. وجاء إعلانها، بعد أكثر من شهر على قتلها المشتبه الرئيسي في محاولة الاغتيال، وهو أنس أبو خوصة (26 عاما) أثناء محاولة اعتقاله.
وفورا، استنكرت عائلة الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أحمد فوزي صوافطة، ما صدر عن حماس، مؤكدة «أن كل الأكاذيب على نجلها محض خيال، ومحاولة لخلط الورق وقلب الحقائق في الساحة الفلسطينية، وبث سموم الحقد».
وحملت عائلة الأسير أحمد صوافطة في بيان لها، حركة حماس، مسؤولية كل تبعات الإساءة لنجلها، حيث إنه معتقل في سجون الاحتلال، وهو أسير سابق أيضا، قضى زهرة شبابه في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه للجهاد الإسلامي.
لكن الجهاد الإسلامي خرجت ببيان ثالث، تنفي فيه ما ورد على لسان الناطق الحكومي في الضفة حول علاقة صوافطة بالجهاد. وقال مصدر رسمي إن «حركة الجهاد إذ تعبر عن عميق اعتزازها بعائلة صوافطة المجاهدة، وما قدمه أبناؤها من تضحيات، فإنها تؤكد أن صلة أحمد فوزي صوافطة قد انتهت، بعد فصله من الحركة في عام 2007 أثناء وجوده في السجن».
واعتبرت الحركة: «محاولة بعض الجهات ربط أحمد فوزي صوافطة بحركة الجهاد الإسلامي، هي إشاعات مُغرضة لخلط الأوراق، والعبث بأمن المحافظة، ومدينة طوباس، والإساءة للحركة، ومحاولة زجها في صراعات داخلية لم تكن هي في مقدمتها، ولن تكون في آخرها».
وجاء اتهام حماس للسلطة بعد يومين من اتهام الحمد الله لحماس بالتغطية على الحقيقة.
وكانت حماس تتجه مبكرا لاتهام المخابرات في رام الله.
ونشرت «الشرق الأوسط» في 25 مارس الماضي، عن توجه حماس لاتهام رام الله، وتركيزها على منتفعين من التفجير ومنحرفين فكريا، لكن ضغوطا مصرية حالت دون إعلان حماس هذه الاتهامات فورا، أملا في أن يتراجع عباس عن إجراءات أخذها ضد غزة، وشملت وقف الرواتب. كما كانت تأمل في أن تنجح مصر في استئناف جهود المصالحة وتجاوز الأزمة.
لكن عباس أصر عل تسلم قطاع غزة بالكامل، وقال إنه سيواصل إجراءاته. ويخطط عباس لإعلان غزة إقليماً متمرداً.
ويشير اتهام حماس للسلطة، إلى شبه انهيار في جهود استئناف المصالحة.
وطالبت حماس بعد اتهامات داخليتها للمخابرات الفلسطينية بتدبير محاولة الاغتيال، الرئيس الفلسطيني بوقف الإجراءات ضد غزة والاعتذار. وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة، إن المطلوب الآن، هو «الاعتذار للشعب الفلسطيني عن ذلك الاتهام الباطل والإجراءات الظالمة التي اتخذتها السلطة ضد غزة».
وأضاف الحية: «لقد ظهر الحق واتضحت الحقيقة، ولا مجال لاستغلال هذا الحادث لتكريس الانقسام، والمطلوب الوقوف صفًا واحدًا أمام هذه الطُغمة الفاسدة».
واقترح الحية تشكيل لجنة وطنية من الفصائل ومن فتح وحماس واللجنة التنفيذية، للقدوم إلى غزة، لوضع كل تلك الحقائق أمامهم.
وعقب المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، معبرا «عن أسف الحكومة تجاه ما قدمته حركة حماس، والمستوى الذي انحدرت إليه في العبث السافر بالحالة الوطنية، وتعاملها غير المسؤول مع المصالح الوطنية العليا لأبناء شعبنا الصامد البطل».
وجددت الحكومة الفلسطينية أمس، دعوتها لحركة حماس بالعدول عن مواقفها الرافضة للوحدة، وإنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية، والالتزام بخطة الرئيس محمود عباس بالتسليم الكامل والشامل دون تجزئة، لكافة المهمات والصلاحيات في قطاع غزة، وتجنيب شعبنا المزيد من ويلات الانقسام المرير، لنتمكن من إدارة شؤون ومصالح أهلنا ونجدتهم، وإكساب قضيتنا الوطنية المزيد من المنعة والصلابة والقدرة على مجابهة التحديات.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».