الليمون نجم الحمضيات ورفيق الأطباق الحلوة والمالحة

يأتي في طليعة الوسائل للتخلص من سموم الجسم

الليمون نجم الحمضيات ورفيق الأطباق الحلوة والمالحة
TT

الليمون نجم الحمضيات ورفيق الأطباق الحلوة والمالحة

الليمون نجم الحمضيات ورفيق الأطباق الحلوة والمالحة

يتربع حالياً على عرش الوسائل الخاصة للتخلص من سموم الجسم والمعروفة بـ«ديتوكس» عالمياً. فالليمون الحامض يتمتع بخصائص صحية كثيرة كما أنه يشكل عنصراً فعالاً من عناصر المطبخ التي لا يمكن الاستغناء عنها. وأحدث النجاحات التي يحققها الليمون الحامض حالياً هي تلك التي تندرج على لائحة الوسائل الفعالة في موضوع «تنظيف الجسم من السموم» (detox)، التي تحولت إلى ظاهرة يلجأ إليها المشاهير والأشخاص العاديون للحفاظ على صحتهم وعافيتهم بشكل أفضل. فعصير نصف ليمونة حامضة (طازج) مضافة إلى نصف كوب من الماء الفاترة يتم تناولها صباحاً على الريق، من شأنها أن يخلصك من السموم المتراكمة في جسمك بفعل الطعام اليومي الدسم وغيره. هذه الطريقة التي باتت نزعة متَّبعة حالياً في عالم الصحة الحديث بحيث يطبقها كثيرون في نظام غذائهم تعد إحدى الوسائل الطبيعية الفعالة لتنظيف الجهاز الهضمي والمريء بفضل مادة البوتاسيوم التي يحتويها، وكذلك وسيلة فعالة للتخفيف من الوزن.
وتطول لائحة الفوائد الصحية الخاصة بالليمون، فإضافة إلى احتوائه للفيتامين (سي) بكميات كبيرة وإزالته للدهون، تعد مادة «فلافونوييد» التي يحتويها أفضل وسيلة لمحاربة مرض السرطان والحماية من أمراض القلب والكولسترول، وكذلك تعد عنصراً مهماً للتخلص من الفطريات على أنواعها. ولكن يحظر تناوله من قبل الأشخاص الذي يعانون من أمراض في المعدة كـ«ارتجاع المريء» المعروف بـ«reflux» بالأجنبية.
ولاختيار الليمون الحامض المحتوي على أكبر كمية من العصير يجب أن يكون له قشرة لماعة ثقيل الوزن وناعم الملمس. كما يمكن الاحتفاظ به بعد عصره ووضعه داخل أكياس خاصة في الثلاجة (قسم التجميد).
ونظراً لطعمه الحامض الذي يترك أثره اللذيذ على الصلصات والحلويات في آن، فيمكن استعمال برش قشرته وعصيره في صناعة الكيك و«تورتة الحامض» وفي مثلجات «سوربيه» الطبيعية وكذلك أثناء تناول كوب الشاي.
وفي بلاد المكسيك تتم إضافته إلى أي مشروب يتناولونه، وفي اليابان يضيفونه إلى صلصة الصويا في عملية تحضير صلصة «بونزو» التي ترافق أطباق اللحوم المشوية. وفي بلدة البترون (شمال لبنان) المشهورة بعصير «الليمونادة»؛ فعصير الليمون بإضافة قشرته وقطرات من ماء الزهر وملعقة من السكر يؤلف خليطاً ذائع الصيت في لبنان والعالم. أما في إيطاليا فيستخدمونه أثناء تحضيرهم طبق «أوسو بوكو» من خلال خلطة «غرومولاتا» المؤلفة من «برش الليمون» والبرتقال المضاف إليهما الثوم المهروس والبقدونس المقطع.
ويمكن استخدام عصير الليمون لإضفاء طعمه اللذيذ على أطباق ثمار البحر وللتخلص من أي بكتيريا قد يحتويها (السمك والمحار)، وعلى كريمة الزبدة المخفوقة مع البهار والحامض والبقدونس لتغليف قطعة اللحم خلال عملية شيّها.
أما برش الليمون فيمكن إضافته إلى طبق البطاطا المهروسة، وكذلك إلى أطباق الأرز والباستا لإضفاء نكهة لذيذة عليها. وفي استعمالات قشرة الليمون المقطعة إلى شرائط رقيقة يستعملها اللبنانيون في عملية تناول القهوة البيضاء (ماء مغليّ مضاف إليه ماء الزهر وقطعة بحجم نصف لوزة من قشرتها)، فيما يضيفها اليابانيون إلى الحساء والبيض المطبوخ وكل أنواع السلطات.
ويعود تاريخ اكتشاف شجر الليمون إلى الصينيين في عام 1175 عندما اكتشفوها في منطقة جبال حملايا جنوب الصين. وبعدها كثر استعمال ثمار هذه الشجرة من قبل اليونانيين والرومان والمصريين التي لوحظ آثارها على لوحات الفسيفساء التاريخية المصنوعة من قبلهم في حقبات ماضية. ويتردد بأن شجر الليمون الحامض والـ«ليم» الذي يشبهه في تكوينه، حملها معه كريستوف كولومبوس إلى العالم الجديد بعيد رحلته الاستكشافية الثانية في عام 1493.
وتدخل استعمالات الليمون أيضاً في عالم التجميل، بحيث تشكل واحدة من المواد المستخدمة في صناعة بعض العطور، وكذلك في مساحيق للتجميل تساعد على تغذية البشرة وتزويدها بالنضارة. وينصح خبراء التجميل بإضافة عصير ليمونة واحدة إلى ملعقة عسل صغيرة ووضعها على بشرة الوجه بعد مزجها لمدة 15 دقيقة فتكفي للتخلص من البقع السوداء ولإطلالة مشرقة.
وإليك بعض النصائح التي تتعلق بفوائد الليمون في يومياتك:
- ترطيب هواء الغرفة
ضعي كمية من برش ليمونة واحدة مضاف إليها قشر التفاح و2 من عيدان القرفة وحبة من كبش القرنفل في وعاء متوسط يحتوي على الماء واتركيه ليغلي وانقليه إلى الغرفة التي تريدينها لترطيب وتنقية هوائها.
- التخلص من رائحة كريهة في الثلاجة
اغمسي قطعة من الإسفنج في عصير الليمون واتركيها لعدة ساعات داخل الثلاجة بعد عصرها فهي كفيلة في تعطير ثلاجتك وتخلصك من رائحة كريهة فيه.
- لتبييض أظافر اليدين
انقعي أظافرك المنظفة في عصير نصف ليمونة ومن ثم افركيها بقشر الليمون فتحصلين على أظافر قوية ولماعة.
- التخلص من البقع على الثياب
افركي البقعة الموجودة على قطعة الثياب بمزيج من عصير الليمون الممزوج مع رشة بيكربونات فتشعرين بالفرق.
- تبييض الغسيل
أضيفي عصير ليمونة على ماكينة الغسل الكهربائية خلال عملية الغسيل فمن شأنها أن تضفي البياض والنظافة على ثيابك.
- للتخلص من الحشرات المنزلية
ضعي كمية من عصير الليمون على عتبات الأبواب وفتحات النوافذ في المنزل مرفقة مع بعض قطع الليمون فهي تخلصك من ظهور حشرات في المنزل. كما أن إضافة كمية من عصير ليمونة واحدة إلى دلو تنظيف أرضية البيت، تحول منزلك إلى مساحة نقية تبعد في الوقت نفسه ظهور الصراصير والبق.
- عصير الليمون يجدد خلايا البشرة وفروة الرأس
يُعدّ مزج آخر كيل ماء أثناء الاستحمام مع نصف ليمونة، كفيل بتجديد خلايا بشرة جسمك وفروة شعر الرأس.
- تطهير الخضار والفواكه
يمكن استعمال عصير الليمون المضاف إلى الماء لتطهير الخضار، فيما أن وضع قطع منه في وعاء الصابون لغسل الصحون يخلصك من أثر رائحة اللحوم والبيض العالقة بها.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.