سواريز.. الطرد من المونديال وعقوبة الإيقاف ستة أشهر

فيفا فتح تحقيقا مع مهاجم الأوروغواي في واقعة عض الإيطالي كيلليني.. والبريطانيون يصفونه بـ«مصاص الدماء»

سواريز.. الطرد من المونديال وعقوبة الإيقاف ستة أشهر
TT

سواريز.. الطرد من المونديال وعقوبة الإيقاف ستة أشهر

سواريز.. الطرد من المونديال وعقوبة الإيقاف ستة أشهر

يواجه مهاجم منتخب الأوروغواي لويس سواريز الطرد من كأس العالم المقامة حاليا في البرازيل على أثر قيامه بـ«عض» مدافع منتخب إيطاليا جورجيو كيلليني في كتفه خلال لقاء الفريقين في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة أول من أمس في مدينة ناتال وذلك بعد أن أعلن الاتحاد الدولي أمس فتح تحقيق بشأن هذه القضية.
وبحسب أنظمة الفيفا فإن لاعب ليفربول، صاحب السوابق في هذه القضية، يفترض أن يواجه عقوبة قاسية قد تحرمه مواصلة اللعب مع منتخب بلاده الذي بلغ الدور الثاني من نهائيات كأس العالم على الأقل، وعقوبة لفترة طويلة (24 مباراة دولية) لم يعرف ما إذا كانت ستشمل مباريات ناديه أو ستقتصر فقط على منتخب بلاده.
وقال الاتحاد الدولي في بيان رسمي: «يستطيع فيفا التأكيد على أنه فتح تحقيقا تأديبيا بحق اللاعب لويس سواريز».
ووقعت الحادثة في الدقيقة 80 من مباراة إيطاليا مع الأوروغواي، وقد أظهر شريط الفيديو للوهلة الأولى أن سواريز ضرب برأسه بطريقة عادية كيلليني، لكن أظهر التدقيق لاحقا أن مهاجم ليفربول غرس أسنانه في كتف المدافع المنافس.
وجرى كل ذلك من وراء ظهر الحكم الذي لم ينتبه إلى ما حصل، لكن الكاميرات التقطت المشهد بوضوح.
وطالب كيلليني حكم المباراة بطرد المهاجم الأوروغواياني وخلع قميصه ليريه آثار العضة دون أن يكترث الأخير لذلك، ثم أكد مدافع يوفنتوس حصول هذه الحادثة بعد المباراة التي شهدت خروج بلاده من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي.
وقال كيلليني بعد المباراة التي خاضها فريقه بعشرة لاعبين بعد طرد كلاوديو ماركيزيو في الشوط الثاني: «لقد عضني، ما حصل كان واضحا، ما زال الأثر واضحا في كتفي»، مضيفا في حديث لقناة «راي» الإيطالية: «كان يتوجب على الحكم أن يطلق صافرته لمنحه بطاقة حمراء، ليس بسبب تلك (العضة) وحسب بل لأنه يمثل».
ولفت الاتحاد الدولي في بيان إلى أن اللجنة التأديبية المستقلة مخولة اتخاذ القرارات المناسبة في كل خطأ يحصل بعيدا عن أنظار الحكم.
ويتوجب على سواريز أو الاتحاد الأوروغواياني تقديم الوثائق الضرورية والتعبير عن موقفهما إلى الفيفا للدفاع عن قضيتهما قبل بداية التحقيق.
وكان الآيرلندي جيم بويس نائب رئيس الفيفا قد انتقد سواريز قبل صدور قرار الاتحاد المهيمن على شؤون اللعبة الشعبية الأولى في العالم بفتح تحقيق مع اللاعب.
وقال بويس، طبقا لما نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: «على الفيفا أن يتخذ إجراءات صارمة والقيام بدوره في تقييم الموقف بشكل جيد».
وأضاف: «لويس سواريز لاعب رائع إلا أن سلوكياته تعرضه للانتقادات القاسية».
وتلعب الأوروغواي مباراتها المقبلة في الدور الثاني ضد كولومبيا في 28 الشهر الحالي في ريو دي جانيرو.
وحاول سواريز الدفاع عن نفسه عقب المباراة قائلا: «تحدث ملايين الأمور على أرض الملعب، إننا جميعا كلاعبين نعرف تماما ما يجري على أرض الملعب، ويجب عدم أخذ هذه الأمور بجدية».
وأصر سواريز على أن هذه الحادثة أمر «طبيعي»، ومشيرا إلى عينه التي بدت منتفخة نتيجة تلقيه ضربة كوع محتملة خلال الحادث نفسه مع كيلليني.
وشرح سواريز حادثته مع كيلليني وقال: «يقول كيلليني إنني قمت بعضه في كتفه، ولكنني اصطدمت مع كتفه، هذه الأمور تتكرر كثيرا في الملعب، وبإمكانكم أن تروا عيني».
وبدا سواريز، الذي أوقف مرتين من قبل بسبب حوادث عض مشابهة، واثقا ومطمئنا حيال التحقيق الذي فتحه (فيفا) وقال: «سمعت لتوي بشأن التحقيق. لو كنا سنحقق في أي شيء.. فأعتقد أن هذه الحوادث تخص اللعب ويجب أن تبقى داخل الملعب».
وسانده زميله دييغو لوغانو قائد منتخب الأوروغواي واصفا كيلليني بأنه «طفل بكَّاء»، وقال: «لا يوجد دليل على أن سواريز قام فعلا بغرس أسنانه في كتف كيلليني، لا تثبت الصور التلفزيونية أي شيء.. فقد كانت هناك حالة فوضى، وعلى أي حال فقد كانت الندبات التي أشار إليها قديمة، وحتى الأحمق بوسعه أن يكتشف ذلك».
وقال لوغانو: «كيلليني ثرثار كبير وشخص سيئ وطفل بكَّاء.. لم أكن أتوقع سلوكا كهذا أبدا من لاعب إيطالي. كان من الأفضل له أن يتقبل الهزيمة وأن يعترف بأخطائه الشخصية».
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتهور فيها سواريز ويقوم بعضِّ منافسيه، ففي عام 2010 وعندما كان يدافع عن ألوان أياكس أمستردام الهولندي، جرى إيقافه سبع مباريات لعضه لاعب الغريم التقليدي آيندهوفن المغربي الأصل عثمان بقال. وكرر سواريز عضته الموسم الماضي في مباراة فريقه ليفربول أمام تشيلسي وكان الضحية هذه المرة المدافع الدولي الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش، وكانت العقوبة الإيقاف عشر مباريات.
ولم تقتصر مشاكله على شهية العض لديه، بل تسبب بضجة كبيرة بعد اتهامه بتوجيه كلام عنصري باتجاه مدافع مانشستر يونايتد الفرنسي باتريس إيفرا خلال مباراة الفريقين في الدوري المحلي في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 وجرى إيقافه ثماني مباريات وفرضت عليه غرامة مالية مقدارها 60 ألف جنيه.
ووقف ليفربول حينها إلى جانب لاعبه الأوروغواياني وعدَّ أن الاتحاد الإنجليزي كان «عازما» على إيجاد سواريز مذنبا، مبينا أن المهاجم الأوروغواياني لم يحصل على جلسة استماع عادلة.
وفتح الاتحاد الإنجليزي حينها تحقيقه استنادا إلى التصريح الذي أدلى به إيفرا بعد المباراة مباشرة لقناة «كنال بلوس»، حيث أكد أن مهاجم الأوروغواياني وجه له إهانات عنصرية أكثر من عشر مرات في تلك المباراة. وقال إيفرا حينها: «كنت منزعجا. لا يمكنك قول أشياء مماثلة في 2011. إنه يعلم ما قاله، الحكم يعلم ذلك أيضا، ستظهر الأمور إلى العلن. لن أكرر ما قاله، لكنها كانت كلمة عنصرية ورددها أكثر من عشر مرات. إنه أمر مزعج ومخيب».
أما على صعيد مشاركاته الدولية، فما حصل في ناتال ليس الحادثة الأولى المثيرة للجدل بالنسبة لمهاجم ليفربول، فهو تصدر العناوين في جنوب أفريقيا 2010 عندما حرم غانا من هدف التأهل إلى الدور نصف النهائي بصده الكرة بيده عن خط المرمى في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني، ما دفع الحكم إلى طرده واحتساب ركلة جزاء لممثل أفريقيا، إلا أنه لم يستغلها عبر قائده أسامواه جيان.
لكن ما قام به سواريز أمام إيطاليا فلم يكن لإنقاذ بلاده من الخروج بل كان نتيجة ردة فعل «غريزية» عنده ستحرمه، على الأرجح، من مواصلة مشواره مع بلاده في النهائيات على الأقل.
وفتحت وسائل الإعلام البريطانية النار على سواريز أمس مطالبة بتوقيع عقوبة مغلظة على مهاجم منتخب الأوروغواي وفريق ليفربول.
وكتبت صحيفة «ميرور»: «مصاص الدماء يعود». قبل أن تضيف أن «هذه المرة قضم سواريز قضمة تفوق قدرته على المضغ». وأكدت الصحيفة أنه يجب أن لا يكون هناك «أي فرص ثانية أو صفح أو ادعاء أنه إنسان جديد ومختلف الآن»، حيث أشارت الصحيفة إلى أن اللاعب الأميركي الجنوبي سبق أن أوقف مرتين بسبب حوادث عض مشابهة.
كما صبت صحيفة «الإندبندنت» غضبها على مهاجم أوروغواي وقالت: «المثير للسخرية أنه على مدار الأيام القليلة الماضية ظل سواريز يتحدث بهجوم شديد عن الطريقة الظالمة التي تصوره بها وسائل الإعلام البريطانية».
وأضافت: «حسنا، إليكم الدليل على سبب تشويه سمعته بصفة مستمرة».
بينما طالبت صحيفة «تلغراف» بتوقيع عقوبة الإيقاف لمدة ستة أشهر على سواريز وكتبت: «يجب أن يلقي الفيفا بهذا الرجل - الطفل الذي يعاني مشاكل مرضية بعيدا عن كأس العالم».
وأضافت صحيفة «الصن» أنه «حان الوقت لتتخلص كرة القدم من لويس سواريز إلى الأبد» في الوقت الذي كالت الصحيفة البريطانية فيه الإهانات لمهاجم ليفربول حيث وصفته بأنه «لويس المجنون» و«عضاض ناتال».
ووصفت صحيفة «ديلي ميل» حادث عض كيلليني بأنه «حادث شائن» ويجب معاملة سواريز كشخص منبوذ، واتهمت اللاعب بأنه يمتلك «عقلا خطيرا لا يمكن إصلاحه أبدا».
وجاء تعليق صحيفة «الغارديان» أكثر اعتدالا حيث كتبت «الفم الكبير يضرب من جديد»، مشيرة إلى أن حادث عض سواريز المزعوم ألقى بظلال قاتمة على فوز الأوروغواي.



غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
TT

غوتيريش: ارتفاع مستوى البحار يهدد باختفاء بلدان

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (د.ب.أ)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، الثلاثاء، من خطر حدوث نزوح جماعي ينجم عن ارتفاع منسوب مياه المحيطات بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، داعياً إلى «سد ثغرات» القانون الدولي، وخصوصاً بالنسبة للاجئين.
وقال أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن إن «الخطر حاد بالنسبة لنحو 900 مليون شخص يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة - واحد من كل عشرة أشخاص على الأرض». وأضاف أن «مجتمعات تعيش في مناطق منخفضة وبلدان بأكملها يمكن أن تختفي إلى الأبد». ولفت إلى أننا «سنشهد هجرة جماعية لمجموعات سكانية بأكملها، على نحو غير مسبوق».
وفي حين أنّ بعض الدول الجزرية الصغيرة التي يسكنها عدد قليل من الناس معرّضة لخطر الاختفاء التام، يمتد تأثير ارتفاع مستويات سطح البحر وتوسّع المحيطات الناجم عن ذوبان الجليد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، على نطاق أوسع.
وشدّد غوتيريش على أنه «مهما كان السيناريو، فإن دولًا مثل بنغلادش والصين والهند وهولندا كلها في خطر». وقال «ستعاني المدن الكبيرة في جميع القارات من تأثيرات حادة، مثل القاهرة ولاغوس ومابوتو وبانكوك ودكا وجاكرتا وبومباي وشنغهاي وكوبنهاغن ولندن ولوس أنجليس ونيويورك وبوينس آيريس وسانتياغو».
وأفاد خبراء المناخ في الأمم المتحدة بأن مستوى سطح البحر ارتفع بمقدار 15 إلى 25 سنتيمتراً بين عامي 1900 و2018، ومن المتوقع أن يرتفع 43 سنتمتراً أخرى بحلول العام 2100 إذا حال بلغ الاحترار العالمي درجتين مئويتين مقارنةً بعصر ما قبل الثورة الصناعية و84 سنتيمتراً إذا ارتفعت الحرارة في العالم 3 أو 4 درجات مئوية.
ويترافق ارتفاع منسوب المياه إلى جانب غمر مناطق معينة مع زيادة كبيرة في العواصف وأمواج تغرق أراضي، فتتلوث المياه والأرض بالملح، مما يجعل مناطق غير صالحة للسكن حتى قبل أن تغمرها المياه.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى «سد الثغرات في الأطر» القانونية القائمة على المستوى العالمي. وشدد على أنّ «ذلك يجب أن يشمل حق اللاجئين»، وأيضاً تقديم حلول لمستقبل الدول التي ستفقد أراضيها تمامًا.
كذلك اعتبر أنّ لمجلس الأمن «دورا أساسيا يؤديه» في «مواجهة التحديات الأمنية المدمرة التي يشكلها ارتفاع منسوب المياه»، مما يشكل موضوعاً خلافياً داخل المجلس.
وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) عام 2021 ضد قرار يقضي بإنشاء صلة بين الاحترار المناخي والأمن في العالم، وهو قرار أيدته غالبية أعضاء المجلس.