ألمانيا: «لجنة تدابير خاصة» لدراسة سبل ترحيل حارس ابن لادن

المشتبه به يغطي وجهه في محكمة دسلدورف
المشتبه به يغطي وجهه في محكمة دسلدورف
TT

ألمانيا: «لجنة تدابير خاصة» لدراسة سبل ترحيل حارس ابن لادن

المشتبه به يغطي وجهه في محكمة دسلدورف
المشتبه به يغطي وجهه في محكمة دسلدورف

بعد الضجة المحلية والعالمية التي أثارها خبر عجز السلطات الألمانية عن ترحيل التونسي سامي.أ، المتهم أنه كان حارس بن لادن الشخصي، قررت الحكومة الألمانية تشكيل «لجنة تدابير خاصة» لدراسة سبل ترحيله إلى بلاده.
وأعلنت وزارة الداخلية الاتحادية يوم أمس «الخميس» تشكيل هذه اللجنة، وذكرت أنها ستركز في المقام الأول على الحصول على ضمانات من الحكومة التونسية بعدم تعرض سامي أ. (42 سنة) للتعذيب والإهانة في بلاده.
وتم تشكيل «لجنة التدابير الخاصة» من قبل وزارة الداخلية الاتحادية في سنة 2005 وتخضع لرقابة البرلمان الألماني (البوندستاغ). وتتخذ اللجنة من المركز المشترك لمكافحة الإرهاب في العاصمة برلين مقراً لها، وتضم خبراء من دائرة الهجرة واللجوء ومن دائرة حماية الدستور «مديرية الأمن العامة» والمخابرات الألمانية (بي إن دي). وتتخصص اللجنة في قضايا المتهمين بالإرهاب والمتشددين «الخطرين» من غير حملة الجنسية الألمانية. كما تنظر اللجنة في قضايا سحب اللجوء من الخطرين ومرتكبي الجنايات من اللاجئين وفي اتخاذ تدابير التسفير القسري بحقهم.
وقال متحدث باسم وزارة لداخلية بأن لجنة التدابير الخاصة ستعمل بشكل مشترك مع وزارة الخارجية الألمانية وحكومة ولاية الراين الشمالي لبحث سبل تسليم المتهم التونسي إلى سلطة بلاده. ويعيش سامي أ. مع زوجته وأطفاله الأربعة في مدينة بوخوم في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، ويتلقى مساعدات اجتماعية تزيد عن 1100 يورو شهرياً، بحسب تأكيد وزارة الداخلية في الولاية المذكورة. وكانت محكمة ولاية الراين الشمالي الإدارية العليا في مونستر أصدرت قراراً أخيراً حول سامي أ. في أبريل (نيسان) 2017 تحدثت فيه عن تعذر تسليم المتهم إلى بلاده بسبب وجود احتمالات قوية «على تعرضه للإهانة والتعذيب في بلاده». كما فشلت محاولات تسفيره أكثر من مرة في السنوات العشر الأخيرة لأسباب مماثلة ورغم الشكوك حول علاقته بالتنظيمات الإرهابية. وسبق لمحكمة دسلدورف، في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، أن أغلقت ملف التحقيق في قضية سامي أ. بسبب عدم كفاية الأدلة. واتهمت النيابة العامة التونسي المتطرف بالعلاقة بتنظيم القاعدة سنة 2006. وبتجنيد عضوين من خلية دسلدورف الإرهابية التي خططت لعمليات تفجير بالقنابل في مدينة دسلدورف سنة 2012. وفي محكمة دسلدورف المذكورة قال شاهد الإثبات الرئيسي آنذاك بأن سامي أ. تلقى التدريبات العسكرية في معسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان طوال 45 يوماً في سنة 2000. وأنه أصبح بعدها الحارس الشخصي لزعيم القاعدة بن لادن. وأضاف الشاهد أن سامي أ. التقى في ذلك المعسكر بالإرهابي رمزي بن الشيبة، وهو أحد منفذي عمليات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية في نيويورك وواشنطن.
وصنفت دائرة الدستور الاتحادية سامي أ. منذ سنة 2012 في قائمة المتشددين الخطرين الذين تعتقد الدائرة أنهم مستعدون لتنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا. كما فرضت عليه عدم مغادرة مدينة بوخوم، وتسجيل حضوره أمام شرطة المدينة يومياً.
ووصل التونسي إلى ألمانيا شاباً عمره 21 سنة على أساس منحة دراسية. ودرس تقنية النسيج، ومن ثم تقنية المعلومات، في عدة جامعات في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، منها كريفيلد وكولون، قبل أن يستقر في بوخوم سنة 2005. واضطرت جامعة بوخوم إلى إلغاء قيده بسبب فشله في إنهاء دراسته رغم مرور أكثر من 8 سنوات على البدء فيها.
وينال سامي أ. المساعدات الاجتماعية من مدينة بوخوم، لأن رفض طلبه اللجوء من قبل دائرة الهجرة واللجوء يحرمه من حق العمل في ألمانيا. فضلاً عن ذلك فقد نالت زوجته الجنسية الألمانية في سنة 2005، وهذا ما عقد قرار ترحيله إلى بلاده أكثر.
جدير بالذكر أن السلطات الألمانية قررت منذ السنة الماضية ترحيل 80 إسلامياً مصنفاً في قائمة «الخطرين»، إلا أنها نفذت القرار بحق 70 منهم فقط، وتعذر ترحيل العشرة المتبقين بسبب الخشية من تعرضهم للتعذيب والإعدام في بلدانهم. وذكر يواخيم شتامب، وزير الاندماج في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، أنه يشاطر الرأي العام قلقه بسبب عدم تسفير سامي أ. إلى بلاده، لكنه يذكّر الجميع «بأننا نعيش في دولة قانون». وأضاف أن قرارات المحاكم في ألمانيا ملزمة وأن على السلطات تنفيذها. من ناحيته، قال كريستيان هاردت، عمدة الحي الذي يسكنه سامي أ. في بوخوم، بأنه يشعر بالأسف لأن التونسي المتهم بالإرهاب ينال المساعدات الاجتماعية من الدولة. وقال بأن ألمانيا بلد يفصل بين القضاء والدولة، وأن الدولة حاولت ترحيل المتهم مراراً إلا أن القضاء وقف ضد ترحيله. وأضاف أن سامي أ. يتمتع بكافة الشروط التي تؤهله لنيل المساعدات الاجتماعية من الدولة رغم الشكوك حول علاقته بالإرهاب. وأشار هاردت إلى مشاورات تجري داخل البرلمان الألماني، وهو الجهة المشرعة للقوانين، حول إجراء تغييرات قانونية تتيح لسلطات وقف المساعدات الاجتماعية إلى المشتبه فيهم بالإرهاب، وتسمح بترحيلهم إلى بلدانهم رغم الظروف.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

بوتين يعتذر لعلييف بعد حادثة الطائرة الأذربيجانية

TT

بوتين يعتذر لعلييف بعد حادثة الطائرة الأذربيجانية

بوتين برفقة علييف في الكرملين 8 أكتوبر (رويترز)
بوتين برفقة علييف في الكرملين 8 أكتوبر (رويترز)

أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، السبت، بأن الدفاع الجوي الروسي كان نشطاً عندما حاولت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية الهبوط في غروزني قبل أن تتحطم، لكنه لم يوضح ما إذا كان النظام المضاد للطائرات قد أصاب الطائرة بشكل مباشر. وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية من طراز «إمبراير 190»، التي كانت تقوم برحلة بين باكو وغروزني، في غرب كازاخستان، الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 38 شخصاً من أصل 67 كانوا فيها.

اعتذار بوتين

وفي مكالمة هاتفية، السبت، أبلغ بوتين علييف بأن الدفاع الجوي الروسي كان نشطاً عندما حاولت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية الهبوط في غروزني قبل أن تتحطم، بحسب الكرملين.

متخصصو طوارئ يعملون في موقع تحطم طائرة الركاب الأذربيجانية بالقرب من أكتاو بكازاخستان 25 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقال الكرملين إن بوتين أبلغ علييف بأنه «خلال ذلك الوقت، تعرضت غروزني و(بلدة) موزدوك وفلاديكافكاز لهجمات من طائرات مسيّرة قتالية أوكرانية، وأن الدفاع الجوي الروسي كان يصد هذه الهجمات». لكن بوتين لم يوضح ما إذا كان الدفاع الجوي الروسي قد أصاب الطائرة بشكل مباشر. وإن لم يقر بوتين بمسؤولية بلاده في الحادث، إلا أنه قدم اعتذاره لنظيره علييف.

من جهته، قال علييف لبوتين إن الطائرة تعرضت «في المجال الجوي الروسي لتدخل مادي خارجي»، ما يعزز فرضية إصابتها بنيران الدفاعات الجوية الروسية. وقالت رئاسة أذربيجان في بيان إن «رئيس الدولة أوضح أن الثقوب العديدة في هيكل الطائرة والجروح التي تعرض لها الركاب وأفراد الطاقم (...) إضافة إلى شهادات المضيفين والركاب الناجين، تؤكد الأدلة على تدخل مادي وتقني خارجي».

تكهّنات ودعوات للتحقيق

تأتي هذه التصريحات بعد أيام من التكهنات بشأن أسباب الحادثة، فيما تشير الفرضية الأكثر ترجيحاً إلى تعرض الطائرة لضربة صاروخية من أنظمة دفاع جوي نظراً إلى الثقوب الموجودة في المقصورة. وأكّد البيت الأبيض، الجمعة: «رصدنا مؤشرات أولية ترجح احتمال أن تكون أنظمة الدفاع الجوي الروسية قد أسقطت الطائرة». من جهته، رفض الكرملين التعليق على الحادث قبل إنجاز السلطات الأذربيجانية والكازاخستانية تحقيقاتها.

تشييع جثمان مراهق تُوفي في حادثة تحطم طائرة ركاب «إمبراير» في باكو 28 ديسمبر (رويترز)

في الأثناء، دعا الاتحاد الأوروبي، السبت، إلى تحقيق «سريع ومستقل» في تحطم الطائرة. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس»: «أدعو إلى تحقيق دولي سريع ومستقل»، عادّةً أن المعلومات التي ترجح إصابة الطائرة بنيران روسية هي «تذكير عنيف» بما حصل للطائرة الماليزية (الرحلة إم إتش17) التي أسقطها صاروخ أطلقه متمردون موّالون لموسكو فوق أوكرانيا في 2014. وكانت السلطات الروسية تحدثت عن هجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية ضد غروزني، عاصمة الشيشان، في يوم الكارثة، فضلاً عن وجود ضباب كثيف. لكنها لم توضح كيف تسبب ذلك في الحادثة. كما أنها لم توضح سبب عدم تمكن الطائرة من الهبوط في مكان آخر في جنوب روسيا، ولمَ اضطرت لعبور بحر قزوين.

وفي تصريحات لقناة «روسيا اليوم»، أخبر الناجي من الحادثة، صبخونكول راخيموف، روسي أصله من طاجيكستان: «وقع انفجار. هذا أمر مؤكد. وقد سمعه الجميع». وأوضح: «لا أرجّح أن يكون من داخل الطائرة»، مشيراً إلى أن سترة الإنقاذ التي كان يرتديها «ثقبتها شظيّة».

إلغاء رحلات

بوتين برفقة علييف في الكرملين 22 أبريل (رويترز)

وعقب تحطم الطائرة، علّقت شركات نقل جوي رحلاتها إلى مدن روسية. وأعلنت شركة الخطوط الجوية في تركمانستان، السبت، إلغاء «الرحلات الدورية من عشق آباد إلى موسكو من 30 ديسمبر (كانون الأول) 2024 حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2025»، من دون تقديم تفاصيل بشأن الأسباب. أما الشركة الكازاخستانية فعلّقت رحلاتها إلى مدينة يكاترينبورغ حتى نهاية يناير.

وأشاد الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، بالعمل الذي قامت به عناصر الإنقاذ بعد نجاة 29 شخصاً. وقال بحسب الرئاسة الكازاخستانية: «تمكّنا من تجنب عواقب أكثر خطورة وإنقاذ العديد من الأرواح». وبحسب السلطات الكازاخستانية، يشارك 17 خبيراً من جنسيات مختلفة في التحقيقات، من بينهم روسيان وبرازيليون، علما أن «إمبراير» هي شركة تصنيع برازيلية. ومن المقرر أن تنضم منظمة الطيران المدني الدولي أيضاً إلى التحقيق.