الرمد الربيعي... مرض مناعي يصيب الأطفال

ينتشر بشكل كبير في المناطق الصحراوية الجافة

الرمد الربيعي... مرض مناعي يصيب الأطفال
TT

الرمد الربيعي... مرض مناعي يصيب الأطفال

الرمد الربيعي... مرض مناعي يصيب الأطفال

مع بداية فصل الربيع، واقتراب فصل الصيف، تكثر العديد من الأمراض المتعلقة بارتفاع درجة الحرارة وموسم تلقيح الأزهار، الذي يحمل حبوب اللقاح التي تعتبر من مسببات الحساسية للعديد من الأمراض المناعية، التي تزداد حدتها مع قدوم هذه الفترة، مثل الأزمة الربوية وبعض الأمراض التي تصيب العين، ومنها مرض الرمد الربيعي (Spring catarrh).
ويستمد الرمد الربيعي اسمه من توقيت حدوثه، إذ وفي الأغلب يحدث المرض أو مضاعفاته في فصل الربيع، ولكن يمكن حدوثه، وكذلك تزايد مضاعفاته، في أي وقت من أوقات السنة.
- الرمد الربيعي
يسبب المرض التهاباً في ملتحمة العين (Vernal Keratoconjunctivitis)، ويمكن أن يصيب البالغين، ولكن في الأغلب يصيب الأطفال في عمر ما قبل سن العاشرة، أو بعد المراهقة بفترة قصيرة. ويصاب الأطفال الذكور بالمرض بنسبة أكثر من الإناث.
وعلى الرغم من أن المرض يعتبر بسيطاً، ولا يسبب مشاكل مزمنة في العين، إلا أنه يمكن أن يتطور إلى التهاب المناعة الذي يصيب البالغينatopic keratoconjunctivitis. والمرض نادر الحدوث في الدول الأوروبية، ولكنه معروف بشكل كبير في المناطق الصحراوية الجافة مثل منطقة حوض البحر المتوسط ودول الشرق الأوسط، ومنها الدول العربية وبعض أجزاء من أفريقيا. وتقريبا 3 في المائة من جميع مرضى العيون في هذه المناطق يعانون منه.
ويحدث المرض نتيجة لحدوث تفاعلات مناعية في طفل يحمل في الأغلب تاريخاً مرضياً للإصابة بأمراض الحساسية، مثل حساسية الجلد «الأكزيما» (eczema) أو الربو، سواء كان الطفل نفسه أو لأحد أفراد عائلته. وعلى الرغم من أن سبب المرض مناعي، إلا أن بعض النظريات الحديثة تشير إلى أن حجم الالتهاب الذي يحدث في الملتحمة، ليس بسبب الحساسية فقط، ولكن ربما لعوامل أخرى، منها العامل الهرموني، أو بسبب التهاب بالتوصيلات العصبية.
- الأعراض والتشخيص
> الأعراض: يعاني الطفل المصاب من الشعور برغبة شديدة في حك العين والهرش فيها، كما يعاني أيضاً من نزول إفرازات مخاطية بيضاء من العين ودموع كثيرة على شكل ماء، وأيضاً يعاني من خلل في الرؤية مثل اضطراب الصورة أو الزغللة. ومن العلامات المميزة للمرض، الانزعاج الشديد والحساسية من الأضواء، خصوصاً القوية، فيما يعرف بـ«فوبيا الضوء» (Photophobia)، وهو الأمر الذي يجعل المريض غير قادر على فتح عينيه بشكل كامل حتى يتفادى الضوء الذي يسبب أذى للعين أثناء السير، مما يستلزم في بعض الأحيان ضرورة عدم الخروج والذهاب إلى المدرسة، أو ارتداء نظارة سوداء تحجب الضوء قدر الإمكان. وأيضاً يحدث احتقان الجفون، خصوصاً الجفن الأعلى، وتظهر حبيبات في حجم الرمل أو الأحجار صغيرة الحجم في ملتحمة العين، سواء ناحية زاوية الجفن، أو تحت الجزء الأعلى منه، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتأثر القرنية، ويحدث نوع من التآكل في الخلايا المكونة لها، مما يتسبب في حدوث قرحة في القرنية، ويظهر بها ما يشبه الترسبات البيضاء.
> التشخيص: يعتمد التشخيص بشكل أساسي على الحالة الإكلينكية، التي يقوم بتشخيصها طبيب الرمد. ويعتبر عامل العمر واحداً من أهم الأسباب التي تفرق بين الرمد الربيعي وبين التهاب الملتحمة المناعي لدى البالغين، الذي يحدث في الأغلب بداية من العشرين وحتى عمر الخمسين، بينما يكون الرمد الربيعي نادر الحدوث بعد عمر العاشرة.
كما أنه في التهاب البالغين يكون الجفن الأسفل هو الأكثر تأثراً بعكس الرمد الربيعي، كما أن التهاب البالغين في الأغلب يأخذ الشكل المزمن، بينما في التهاب الأطفال بالأغلب يتراجع المرض من تلقاء نفسه بعد عمر العاشرة، وفي النهاية فإن توقيت حدوث الإصابة وارتباطها بفصلي الربيع والصيف لدى الأطفال يختلف عنها في البالغين، التي يمكن أن تحدث في أي وقت. ولا يعتبر تغير الفصول من العوامل المؤثرة في حدة المرض، وفي بعض الأحيان يمكن عمل اختبار حساسية بأخذ عينة من الجلد لوجود خلايا معينة تكون موجود في التفاعلات المناعية.
- العلاج
يفضل تجنب مسببات الحساسية كخط دفاع أولي مثل عدم الخروج في الجو المشمس، أو في الأيام التي توجد فيها رياح عنيفة، التي يمكن أن تنقل حبوب اللقاح في الفترة التي ينشط فيها المرض، وفي حال عدم إمكانية تلافي المسبب يشمل العلاج وضع كمادات مياه باردة على العين، بشكل أولي، حتى تعمل على تخفيف حدة الالتهاب والشعور بالحكة. وفي الحالات البسيطة يتم أيضاً استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف وطأة الأعراض، سواء بشكل موضعي على هيئة مرهم أو على شكل شراب، الذي يمكن أن يتناوله الطفل ليلاً، حيث إن مضادات الحساسية في الأغلب تسبب النعاس؟ وأيضاً هناك نوعية أخرى من المراهم الملطفة المضادة للحساسية، التي تقوم بمنع خلية معينة من إطلاق الهيستامين ومواد الحساسية الأخرى (Topical mast cell stabilizers)، وهذه المراهم تستخدم في حالات الإصابة متوسطة القوة. كما يمكن أيضاً استخدام الكورتيزون في الحالات القوية بشكل موضعي على هيئة مرهم، أو في بعض الحالات شديدة الخطورة يمكن أن يتم تناوله على هيئة شراب، على أن يتم سحب الجرعة تدريجياً من الجسم. وفي بعض الأحيان يتم حقن الكورتيزون في الجفن الأعلى لحدوث تحسن سريع، ولكن ذلك يحدث نادراً.
وفى الأغلب يتماثل المريض للشفاء بشكل تلقائي بعد عمر العاشرة أو بداية المراهقة؟ وفي بعض الأحيان يمكن أن يتحول المرض إلى التهاب البالغين، ويصاحب المريض بشكل مزمن بعد مرحلة الطفولة.

- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)
المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)
TT

6 فوائد صحية للمشي اليومي

المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)
المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

وقال جورج سالمون، المتحدث باسم مؤسسة «رامبلرز» الخيرية البريطانية الرائدة في مجال المشي، لصحيفة «تلغراف» البريطانية، إن «المشي في الهواء الطلق ولو لمدة قليلة هو أحد أكثر الأشياء فاعلية التي يمكننا القيام بها لتحسين صحتنا».

ووفقاً لسالمون وعدد من الخبراء الآخرين، فإن هناك 6 فوائد صحية للمشي اليومي، وهي:

1- حرق السعرات الحرارية

يساعد المشي في حرق السعرات الحرارية، وإنقاص الوزن، إلا أن مقدار السعرات الحرارية التي يحرقها المشي يتوقف على عوامل عدة من بينها العمر والوزن والطول والجنس وسرعة المشي؛ ومن ثَمَّ فإن بعض الأشخاص قد يحرقون سعرات أكثر من غيرهم رغم مشيهم المسافة نفسها.

2- التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري

أكدت دراسة حديثة أن المشي بسرعة 3 كم في الساعة أو أكثر يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15 في المائة على الأقل.

3- تعزيز صحة القلب

هناك كثير من الأدلة العلمية على أن المشي - مثل كثير من الأنشطة البدنية المنتظمة الأخرى - له فوائد قلبية وعائية هائلة.

ووجدت ورقة بحثية نُشرت في مجلة «Current Opinion in Cardiology» أن المشي مسافة قصيرة أيضاً مفيد لصحة القلب.

وقال فريق الدراسة: «قد يحصل المرضى على مكاسب قصيرة الأجل من المشي لمدة قليلة مثل تحسين اللياقة البدنية، وضغط الدم، وحرق الدهون. أما الفوائد الأطول أمداً فتشمل انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والوفيات».

يمكن أن يكون للمشي تأثير أيضاً على مستويات الكوليسترول.

4- تحسين الإدراك لدى مرضى الخرف

يمكن أن يساعد المشي أيضاً الأشخاص المصابين بالخرف. وخلصت دراسة أجريت عام 2022 إلى أن ممارسة الأشخاص فوق سن الـ60 للمشي بشكل يومي تحسِّن صحتهم الإدراكية بشكل ملحوظ.

5- خفض خطر الإصابة بالسرطان

أكدت دراسة أُجْريت عام 2019 من الجمعية الأميركية للسرطان أن أداء التمارين المعتدلة مثل «المشي السريع» لمدة تتراوح بين ساعتين ونصف الساعة إلى خمس ساعات من كل أسبوع يقلل من خطر الإصابة بسبعة أنواع مختلفة من السرطان، هي سرطانات القولون والثدي والكلى والكبد وبطانة الرحم والورم النقوي وسرطان الليمفوما اللاهودجكينية.

6- تحسين الحالة المزاجية

يقول كثير من الأشخاص إنهم يشعرون بتحسن كبير في حالتهم المزاجية بعد الخروج للتنزه.

ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة «مايند» الخيرية للصحة العقلية في المملكة المتحدة، فإن المشي اليومي، وإن كان مسافة قصيرة، يقلل مستويات الاكتئاب والتوتر، خصوصاً إذا كان هذا المشي في بيئة خضراء.