عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كندا، عميد مجلس سفراء جامعة الدول العربية بكندا، افتتح بمركز الفنون الوطني بأوتاوا، المنتدى السنوي للمجلس التجاري العربي الكندي. وألقى كلمة بهذه المناسبة تحدث فيها عن أهمية دور المجلس العربي الكندي لتطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وكندا لتوفير مزيد من الفرص لفتح آفاق جديدة أمام الشركات العربية والكندية، موضحاً أن كندا من أهم الشركاء التجاريين للدول العربية.
> علي بن محمد الرميحي، وزير شؤون الإعلام البحريني، حضر أعمال الملتقى الإعلامي العربي في دورته الخامسة عشرة، الذي أقيم تحت رعاية الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس الوزراء بدولة الكويت. وقال الوزير إن الملتقيات الإعلامية في الوطن العربي تشكل منصة مهمة لتبادل الخبرات ووجهات النظر حيال مختلف القضايا في قطاع الإعلام والاتصال، معرباً عن سعادته بالمشاركة في أعمال هذا الملتقى.
> دياب اللوح، سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بحث مع مديرة مكتب ارتباط «الأونروا» بالقاهرة، سحر الجبوري، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى مصر، إثر الأوضاع السائدة في الجمهورية العربية السورية، والخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية لهم. وثمن اللوح الدور الكبير الذي تقوم به «الأونروا» لدعم اللاجئين في مختلف أماكن وجودهم.
> الدكتور محمود الشياب، وزير الصحة الأردني، بحث مع السفير النيجيري في عمان، هارونا انجوجو، سبل تعزيز التعاون في جميع المجالات الصحية بين البلدين. واتفق الجانبان على تبادل الخبرات الصحية واللقاءات والزيارات بين المسؤولين الصحيين في البلدين. وأبدى «الشياب» استعداد الوزارة تقديم أوجه التعاون اللازم في مجال الاختصاصات الطبية المختلفة وتلبية احتياجات نيجيريا على هذا الصعيد. من جهته، أشاد انجوجو بالمستوى الطبي المتطور للقطاع الصحي الأردني والإمكانات المتقدمة التي تمتلكها المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.
> الشيح نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، افتتح في نادي الجزيرة الرياضي الثقافي، بطولة الإمارات الحادية عشرة للياقة البدنية والسباحة لأصحاب الهمم 2018. شارك في الافتتاح مجموعة من سفراء الدول المعتمدين لدى الإمارات ومنهم مصر والسودان والكويت وفلسطين وسيدات السلك الدبلوماسي. وضمت البطولة 450 لاعباً ولاعبة من أصحاب الهمم من 44 مركزاً ومدرسة و23 مركزاً على مستوى الدولة و21 مدرسة مدمج بها أصحاب الهمم المشاركون في البطولة.
> إدريس إبراهيم جميل، وزير العدل السوداني، بحث خلال لقائه مع السفير النيجيري في الخرطوم، موسى سابان مامان، سبل تطوير العلاقة بين البلدين لا سيما المجال القانوني وتبادل الخبرات القانونية. وقال الوزير إن تاريخ البلدين يحمل الكثير من المواقف السياسية المشتركة والتعاون في كثير من المجالات، مشيداً بعمق ومتانة العلاقة بين الشعبين السوداني والنيجيري. من جانبه، أكد السفير ضرورة مواصلة التعاون بين البلدين خاصة مجالات التدريب وبناء القدرات وتأهيل الكوادر في المجالات القانونية.
> خالد غانم الغيث، سفير الإمارات لدى ماليزيا، افتتح المهرجان الدولي الرابع للغة العربية في العاصمة الماليزية كوالالمبور الذي تنظمه جامعة ملايا برعاية سفارة الإمارات في ماليزيا. وأكد السفير، في كلمته، أن اهتمام بلاده باللغة العربية ليس وليد اللحظة، حيث حرصت على ترسيخ وتعميق استخدام اللغة العربية في مختلف أوجه الحياة في المجتمع من خلال الكثير من المبادرات، ولم تقتصر مبادراتها تلك على المجتمع الإماراتي بل كانت لها أبعاد إقليمية وعالمية.
> أحمد بن علي الوادي وافق مجلس الوزراء السعودي، مؤخراً، على ترقيته إلى المرتبة الخامسة عشرة (مستشار إداري)، في قطاع حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية.
> السفير رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، شارك في افتتاح المتحف الفلسطيني الأول في الولايات المتحدة، بولاية كونيتيكت القريبة من مدينة نيويورك، وذلك بحضور عدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية. وقدم «منصور» لوحة فنية لفيصل صالح، مؤسس المتحف الفلسطيني، ومدير مجلس إدارته، تعبيراً عن تقدير القيادة الفلسطينية لجهده المتميز. وتزينت جدران المتحف بالأعمال الفنية لمجموعة من الفنانين الفلسطينيين من داخل الوطن وخارجه، ومن ضمنها أعمال الفنانة سامية الحلبي.
> يون يو تشول، سفير كوريا الجنوبية لدى مصر، زار برفقة وفد رفيع المستوى من السفارة الكورية، جامعة بدر للمشاركة في حفل الإطلاق الرسمي للمؤسسة المصرية الكورية للتنمية الشاملة، الذي تم في إطار احتفالات جامعة بدر بمهرجانها السنوي الدولي الثالث. وألقى السفير كلمة أشاد فيها بعمق العلاقات بين مصر وكوريا، وأثنى خلالها على المجهودات التي تبذلها المؤسسة لدعم وتنمية العلاقات بين مصر وكوريا في شتى المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)