مدرسة «إعادة التدوير» في «حي الزبالين» بالقاهرة تواجه خطر الغلق

ميزانيتها تكاد تنتهي بعد أن خرّجت أكثر من 650 طالباً

بدأت المدرسةً للذكور فقط ثم فتحت بابها للإناث («الشرق الأوسط»)
بدأت المدرسةً للذكور فقط ثم فتحت بابها للإناث («الشرق الأوسط»)
TT

مدرسة «إعادة التدوير» في «حي الزبالين» بالقاهرة تواجه خطر الغلق

بدأت المدرسةً للذكور فقط ثم فتحت بابها للإناث («الشرق الأوسط»)
بدأت المدرسةً للذكور فقط ثم فتحت بابها للإناث («الشرق الأوسط»)

على بعد 650 متراً من منشأة ناصر بتلال المقطم في مدينة القاهرة، وبمنطقة مرتفعة يعيش بها أكثر من 55 ألف نسمة، تستقبلك تلال القمامة المرتفعة ورائحتها الكريهة، لتعلم أنك على أعتاب «حي الزبالين»، أو «عزبة الزرايب» سابقاً، تلك المنطقة التي يعمل معظم سكانها في جمع القمامة وفرزها وإعادة تدويرها. ثم تستغرق بعدها ربع ساعة صعوداً بـ«توك توك»، وهو وسيلة المواصلات الأكثر رواجاً في المنطقة، لتصل إلى مدرسة «إعادة التدوير»، وسط تلال من القمامة ونباح الكلاب والرائحة الكريهة.
وُلدت فكرة مدرسة «إعادة التدوير» غير النمطية، من العاملين بالمنطقة في جمع القمامة، بهدف تعليم أولاد «حي الزبالين» القراءة والكتابة، بجانب إعادة تدوير القمامة، بسبب ارتفاع نسبة التسرب من التعليم النظامي، فكانت المدرسة بمثابة تجربة فريدة لجذب الأطفال للتعليم.
«الشرق الأوسط» أجرت جولة داخل الحي، وصولاً إلى المدرسة التابعة لجمعية «روح الشباب» الأهلية. وكانت محطتنا الأولى داخل المدرسة، مبنى صغير عبارة عن طابق واحد، تعلوه لافتة معلق عليها اسم المدرسة والجمعية التابعة لها. تأسست المدرسة في عام 2004 من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، بالتعاون مع المكتب الاستشاري الخاص بالدكتورة ليلى إسكندر وزيرة البيئة السابقة، وكانت فكرتها في الأساس تعليم محو الأمية فقط لأولاد الزبالين الذين فاتهم الالتحاق بالمدارس النظامية، وتعدى سنهم الـ8 سنوات، لانشغالهم بجمع وتدوير القمامة مع آبائهم، وتدني الحالة الاجتماعية لبعضهم، وعدم قدرته على دفع مصروفات المدرسة.
واجهت المدرسة في البداية مشكلة تهرب الأطفال من الحضور من جانب، وعدم تشجيع أهاليهم من جانب آخر؛ لأنهم يساعدونهم في جمع وفرز القمامة، ومن هنا جاءت فكرة ربط التعليم بزيادة الدخل، وبالتالي اللجوء إلى إعادة تدوير القمامة بجانب تعليمهم القراءة والكتابة، هذا المقترح أعاد الطلاب مرة أخرى إلى الحضور، وأصبح يدر ربحاً مادياً على المدرسة والطلاب، واستطاع توفير مبالغ مالية تم تفعيلها في أنشطة تربوية أخرى، من خلال عمل معسكرات رياضية، ورحلات سياحية للطلاب، وفق ما قالته سماح كامل، إحدى معلمات المدرسة لـ«الشرق الأوسط».
وأضافت «كامل»: «التعليم في المدرسة غير نمطي، وبالتالي فإن مناهج المدرسة ليست لها علاقة بالمناهج في المدارس النظامية. لا يرتبطون بزي رسمي أو حقيبة معينة، كما أن مواعيد المدرسة غير ملزمة. تفتح أبوابها من التاسعة صباحاً إلى الثامنة مساءً، والطالب يأتي في الوقت الذي يناسبه، لديهم منهج موحد، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعمل أهالي الحي، وهو تدوير القمامة، حتى الكلمات المستخدمة في التعليم لها علاقة بعملهم فيما بعد. تهتم المدرسة بعدة برامج أساسية، أولها تعليم الأطفال القراءة والكتابة، بجانب الاهتمام بالنظافة الشخصية، وتطعيم الأطفال بحقن (التيتانوس)، حفاظاً عليهم من التعرض للإصابات نظراً لطبيعة عملهم».
أخذت منها طرف الحديث المُدرسة مريم لمعي، ذاكرة أن المدرسة في بدايتها كانت مقتصرة على الذكور فقط؛ لأنهم كانوا يسجلون العدد الأكبر من الهروب من المدارس النظامية، كما أن طبيعة عمل إعادة تدوير القمامة في المدرسة تحتاج إلى مجهود أكبر، وهو ما يناسب الذكور أكثر، ومؤخراً شملت الذكور والإناث، وأصبح هناك عمل للإناث مختلف عن الذكور يناسب طبيعتهم.
إلى ذلك، تواجه المدرسة عدة أزمات، من بينها، الميزانية التي تكاد تنتهي نهاية 2018، وتهددها بالغلق، كما أنها كانت تعتمد في بدايتها على منح الجمعيات الأهلية، وبروتوكولات تعاون مع مجموعة من الشركات؛ لكنها اختفت جميعها في الفترة الأخيرة، وتلك هي محطتنا الثانية التي يحدثنا فيها عزت نعيم.
من جهته يقول عزت نعيم، نقيب الزبّالين ومؤسس جمعية «روح الشباب»، التي تتبعها المدرسة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المدرسة في بدايتها عقدت بروتوكول تعاون مع إحدى شركات إنتاج (الشامبوهات) وكانت الشركة في ذلك الوقت تعاني من غش منتجها، فاقترحنا على الشركة جمع العبوات الفارغة والتخلص منها عن طريق تكسيرها، مقابل عائد مادي تحصل عليه المدرسة كل 3 شهور، فكان طلاب المدرسة يجمعون العبوات من الحي، وتشتريها المدرسة بسعر أعلى وتتخلص منها، بجانب ذلك يتم تعليم الطلاب القراءة والكتابة ومحو الأمية».
يضيف «نعيم» أن هذا البروتوكول أفاد الجانبين، فالجمهور لم يعد يشتكي من غش المنتج، والشركة أصبحت تدر ربحاً على المدرسة، إلا أن الشركة فسخت تعاقدها مع المدرسة في العام الماضي 2017؛ بحجة أن المنتج لم يعد يتعرض للغش.
يتابع نعيم: «منذ فسخ صالتعاقد، وحتى الوقت الحالي، ميزانية المدرسة قائمة على جائزة حصلت عليها المدرسة من لندن، وهي جائزة (ستارز) التي تقدم جوائزها السنوية لأفضل مكان يعمل على تعليم الأطفال وزيادة وعيهم، وربحت المدرسة الجائزة هي وجمعية أخرى بالمعادي تدعى جمعية (بناتي)، وحصلت المدرسة على 50 ألف دولار قيمة الجائزة، وهو ما خصصته الجمعية للمدرسة، إلا أن هذه الميزانية سوف تنتهي في 2018. الأمر الذي يهدد المدرسة بالغلق، لعدم وجود ميزانية ثابتة لها».
يشار إلى أن المدرسة استطاعت منذ نشأتها تخريج أكثر من 650 طالباً، 90 في المائة منهم حصل على شهادة محو الأمية، ومنهم من اقتصر على تعلم القراءة والكتابة، ولم يحصل على الشهادة، وحصل 75 طالباً منهم على شهادة الإعدادية والدبلوم عن طريق التعليم المنزلي، من خلال المدرسة، منهم طالبة واحدة فقط أكملت المرحلة الثانوية، والتحقت بكلية التجارة حتى حصلت على الشهادة الجامعية، وهي ليلى زغلول مديرة المدرسة الحالية، بحسب «نعيم».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.