الشرعية ترد على مقتل موظف دولي بحملة أمنية واسعة في تعز

في مسعى لتطهير الأحياء المحرّرة والمقرات الحكومية من الجماعات الإرهابية

عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)
عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)
TT
20

الشرعية ترد على مقتل موظف دولي بحملة أمنية واسعة في تعز

عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)
عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)

بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية ضد ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية في أكثر من جبهة، أطلقت القوات الحكومية في مدينة تعز اليمنية (جنوب غرب) أمس عملية أمنية واسعة في الأحياء المحررة شرقي المدينة لاستهداف الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون ومن بينها عناصر تنظيم «القاعدة» الذين يرجح صلتهم بمقتل موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت الماضي. وشدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على أهمية تطهير المدينة من العناصر التي وصفها بالظلامية، خلال اتصال أجراه مع محافظ تعز أمين محمود الذي أطلعه على مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية، والنتائج الأولية التي حققتها الحملة الأمنية.
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أدت المواجهات الضارية التي بدأت في منطقة العرضي شرقي تعز إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر القوات الحكومية ومن المسلحين الذين يتحصنون في عدد من المباني الحكومية ويرفضون مغادرتها منذ تحريرها من قبضة الانقلابيين الحوثيين. وأفادت المصادر بأن القيادي في تنظيم «القاعدة» أبو خالد الصنعاني لقي حتفه في المواجهات التي دارت مع القوات الحكومية لاستعادة مقر إدارة الأمن، في حين تمكنت القوات من استعادة المقر الأمني إضافة إلى مقر فرع البنك المركزي، في ظل استمرار العملية الأمنية التي تهدف إلى استعادة السيطرة الحكومية على «مقرات إدارة الأمن، والشرطة العسكرية، والبنك المركزي، وقيادة المحور، وملعب الشهداء، والمتحف الوطني».
وأطلقت قوات الجيش في محور تعز العسكري وقوات الأمن في المدينة على إثر قرار للجنة الأمنية العليا برئاسة محافظ تعز أمين محمود، في مسعى لوقف الفوضى الأمنية في الأجزاء المحررة من المدينة وملاحقة الجماعات الإرهابية المسلحة بما فيها عناصر تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الذين ترجح المصادر الأمنية صلتهم باغتيال موظف الصليب الأحمر حنا لحود قبل يومين في منطقة الضباب الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية غربي تعز.
وكانت المدينة التي يحاصرها الحوثيون من ثلاثة اتجاهات شهدت حوادث اغتيالات متكررة في الأشهر الماضية إلى جانب عمليات سطو على المصارف والمنازل والمقرات الحكومية، في ظل انتشار للمجاميع المسلحة التي تنشط خارج الإطار الرسمي للمؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة. وأكدت مصادر أمنية في المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات أمس أسفرت في الحصيلة الأولية عن مقتل سبعة من عناصر الجيش وجرح آخرين بينهم رئيس عمليات اللواء 22 ميكا العقيد منصور الحساني.
وكانت عملية اغتيال الموظف لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لقيت إدانات واسعة محلية ودولية، في ظل تعهد الحكومة الشرعية بملاحقة العناصر المتهمة، في الوقت الذي أعلنت اللجنة الدولية تعليق مهامها الإنسانية في تعز، احتجاجا على مقتل موظفها. وأفادت المصادر الرسمية بأن الرئيس هادي تابع مستجدات الأوضاع والتطورات الأمنية والميدانية التي تشهدها محافظة تعز في إطار الحملة الواسعة لتطهير ما تبقى من المحافظة من براثن قوى التمرد والظلام من ميليشيا الحوثي الإيرانية كما وقف على تطورات الأوضاع الأمنية الرامية إلى تعزيز الأمن والطمأنينة ومواجهة الاختلالات الأمنية وقوى الظلام التي تستهدف الأبرياء.


مقالات ذات صلة

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي قيود الحوثيين حالت دون وصول المنظمات الإنسانية إلى المستحقين (إكس)

سعي حوثي للاستيلاء على المساعدات الخيرية

منعت الجماعة الحوثية المبادرات التطوعية في صنعاء من تقديم المساعدات للأسر الأشد فقراً، وشددت على حصر التوزيع عبر عناصرها وكياناتها وهددت المخالفين بالعقوبة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي مبنى يزعم الحوثيون أنه مجسم للمسجد الأقصى في تقاطع مزدحم بالعاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

فساد ودعاية خلف استحداث الحوثيين النوافير والمجسمات

تستخدم الجماعة الحوثية مشروعات باسم «تحسين المدينة» للترويج لممارساتها وخطابها، ولنهب الأموال العامة، مثيرةً استياء السكان الذين يعيشون وضعاً اقتصادياً معقداً.

وضاح الجليل (عدن)

هدنة غزة: بدء مباحثات بين وفود إسرائيلية وأميركية وقطرية بالقاهرة

تجمع فلسطينيين ومسلحي «حماس» خلال عملية إطلاق سراح الرهائن في النصيرات وسط غزة (رويترز)
تجمع فلسطينيين ومسلحي «حماس» خلال عملية إطلاق سراح الرهائن في النصيرات وسط غزة (رويترز)
TT
20

هدنة غزة: بدء مباحثات بين وفود إسرائيلية وأميركية وقطرية بالقاهرة

تجمع فلسطينيين ومسلحي «حماس» خلال عملية إطلاق سراح الرهائن في النصيرات وسط غزة (رويترز)
تجمع فلسطينيين ومسلحي «حماس» خلال عملية إطلاق سراح الرهائن في النصيرات وسط غزة (رويترز)

بدأ موفدون من إسرائيل وقطر والولايات المتحدة «مباحثات مكثفة» في القاهرة بشأن المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة بين الدولة العبرية و«حماس» في قطاع غزة، بحسب ما أفادت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية.

وقالت الهيئة، في بيان، إن «وفدين من إسرائيل وقطر وصلا إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بمشاركة ممثلين عن الجانب الأميركي».

وأضافت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الأطراف المعنيّة بدأت مباحثات مكثّفة لبحث المراحل التالية من اتفاق التهدئة، وسط جهود متواصلة لضمان تنفيذ التفاهمات المتفق عليها».

وأرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفاوضين إلى القاهرة بعدما سلّمت «حماس»، ليل الأربعاء، جثث أربع رهائن محتجزين في قطاع غزة لقاء الإفراج عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني من سجون إسرائيل.

وكانت هذه آخر عملية تبادل بين الطرفين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، والتي تنتهي السبت. ويتبقى 58 رهينة في غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا مصرعهم.

والمرحلة الأولى التي بدأ تطبيقها في 19 يناير (كانون الثاني) بعد 15 شهراً من حرب مدمّرة، تنتهي السبت.

وكان يفترض أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية التي ينص الاتفاق على وضع حدّ نهائي للحرب خلالها، واستكمال الإفراج عن الرهائن، خلال الأسابيع الستة من المرحلة الأولى، لكن ذلك لم يحصل.

وأبدت «حماس» استعدادها للإفراج عن كل الرهائن «دفعة واحدة» خلال المرحلة الثانية.