الشرعية ترد على مقتل موظف دولي بحملة أمنية واسعة في تعز

في مسعى لتطهير الأحياء المحرّرة والمقرات الحكومية من الجماعات الإرهابية

عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)
عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)
TT

الشرعية ترد على مقتل موظف دولي بحملة أمنية واسعة في تعز

عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)
عسكري أمام مقر لجنة الصليب الأحمر في تعز التي قُتل أحد موظفيها على أيدي مسلحين السبت الماضي (إ.ب.أ)

بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية ضد ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية في أكثر من جبهة، أطلقت القوات الحكومية في مدينة تعز اليمنية (جنوب غرب) أمس عملية أمنية واسعة في الأحياء المحررة شرقي المدينة لاستهداف الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون ومن بينها عناصر تنظيم «القاعدة» الذين يرجح صلتهم بمقتل موظف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت الماضي. وشدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على أهمية تطهير المدينة من العناصر التي وصفها بالظلامية، خلال اتصال أجراه مع محافظ تعز أمين محمود الذي أطلعه على مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية، والنتائج الأولية التي حققتها الحملة الأمنية.
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أدت المواجهات الضارية التي بدأت في منطقة العرضي شرقي تعز إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر القوات الحكومية ومن المسلحين الذين يتحصنون في عدد من المباني الحكومية ويرفضون مغادرتها منذ تحريرها من قبضة الانقلابيين الحوثيين. وأفادت المصادر بأن القيادي في تنظيم «القاعدة» أبو خالد الصنعاني لقي حتفه في المواجهات التي دارت مع القوات الحكومية لاستعادة مقر إدارة الأمن، في حين تمكنت القوات من استعادة المقر الأمني إضافة إلى مقر فرع البنك المركزي، في ظل استمرار العملية الأمنية التي تهدف إلى استعادة السيطرة الحكومية على «مقرات إدارة الأمن، والشرطة العسكرية، والبنك المركزي، وقيادة المحور، وملعب الشهداء، والمتحف الوطني».
وأطلقت قوات الجيش في محور تعز العسكري وقوات الأمن في المدينة على إثر قرار للجنة الأمنية العليا برئاسة محافظ تعز أمين محمود، في مسعى لوقف الفوضى الأمنية في الأجزاء المحررة من المدينة وملاحقة الجماعات الإرهابية المسلحة بما فيها عناصر تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الذين ترجح المصادر الأمنية صلتهم باغتيال موظف الصليب الأحمر حنا لحود قبل يومين في منطقة الضباب الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية غربي تعز.
وكانت المدينة التي يحاصرها الحوثيون من ثلاثة اتجاهات شهدت حوادث اغتيالات متكررة في الأشهر الماضية إلى جانب عمليات سطو على المصارف والمنازل والمقرات الحكومية، في ظل انتشار للمجاميع المسلحة التي تنشط خارج الإطار الرسمي للمؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة. وأكدت مصادر أمنية في المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات أمس أسفرت في الحصيلة الأولية عن مقتل سبعة من عناصر الجيش وجرح آخرين بينهم رئيس عمليات اللواء 22 ميكا العقيد منصور الحساني.
وكانت عملية اغتيال الموظف لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لقيت إدانات واسعة محلية ودولية، في ظل تعهد الحكومة الشرعية بملاحقة العناصر المتهمة، في الوقت الذي أعلنت اللجنة الدولية تعليق مهامها الإنسانية في تعز، احتجاجا على مقتل موظفها. وأفادت المصادر الرسمية بأن الرئيس هادي تابع مستجدات الأوضاع والتطورات الأمنية والميدانية التي تشهدها محافظة تعز في إطار الحملة الواسعة لتطهير ما تبقى من المحافظة من براثن قوى التمرد والظلام من ميليشيا الحوثي الإيرانية كما وقف على تطورات الأوضاع الأمنية الرامية إلى تعزيز الأمن والطمأنينة ومواجهة الاختلالات الأمنية وقوى الظلام التي تستهدف الأبرياء.


مقالات ذات صلة

سفن بمضيق هرمز تبلغ عن عمليات تشويش على أنظمة الملاحة

أوروبا أرشيفية لناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز (رويترز)

سفن بمضيق هرمز تبلغ عن عمليات تشويش على أنظمة الملاحة

أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنها تلقت تقارير من عدة سفن تبحر في مضيق هرمز عن تعرضها لعمليات تشويش أثرت على نظام تحديد المواقع العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي عناصر حوثيون يفترشون أرضية أحد المساجد في إحدى ليالي رمضان (إكس)

الحوثيون يحكمون قبضتهم على المساجد في رمضان

تسعى الجماعة الحوثية للسيطرة المطلقة على المساجد في مناطق سيطرتها، وتحويلها إلى مقار لتنظيم فعاليات خاصة بها بدلاً عن صلاة التراويح التي تمنع السكان من أدائها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)

الحوثيون: تورط أميركا في العدوان على اليمن غير مبرر وسنقابل التصعيد بالتصعيد

أنصار الحوثيين يرفعون السلاح في صنعاء يوم 11 مارس 2025 (رويترز)
أنصار الحوثيين يرفعون السلاح في صنعاء يوم 11 مارس 2025 (رويترز)
TT

الحوثيون: تورط أميركا في العدوان على اليمن غير مبرر وسنقابل التصعيد بالتصعيد

أنصار الحوثيين يرفعون السلاح في صنعاء يوم 11 مارس 2025 (رويترز)
أنصار الحوثيين يرفعون السلاح في صنعاء يوم 11 مارس 2025 (رويترز)

قال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي بجماعة الحوثي اليمنية، إن تورط الولايات المتحدة في العدوان على اليمن «غير مبرر»، وإن الحوثيين سيقابلون التصعيد بالتصعيد.

وكتب البخيتي على منصة «إكس»: «الكيان الصهيوني لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، لذلك فإن عملياتنا البحرية تستهدفه دون غيره بهدف رفع الحصار عن (قطاع) غزة، وهذا موقف أخلاقي وإنساني، وتورط أميركا في العدوان على اليمن غير مبرر، وسيترتب عليه رد وسنقابل التصعيد بالتصعيد والبادئ أظلم».

وأفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي، السبت، بمقتل 15 مدنياً وإصابة 15 آخرين، في حصيلة أولية للغارات التي استهدفت حياً سكنياً في صنعاء.

وقالت قناة «المسيرة» إن فرق الدفاع المدني تواصل عملها في المنطقة التي تعرضت للغارات، موضحة أن عدداً من المباني السكنية لحق به أضرار.

ونقلت القناة عن المكتب السياسي للجماعة القول إن «العدوان لن يمر من دون رد، وقواتنا المسلحة على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد».

بدوره، أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصة «إكس» أن الجماعة سوف ترد على «العدوان»، مشدداً على أن قواته على أتم الجاهزية.

وأضاف أن «العدوان» لن يثني جماعة الحوثي عن الاستمرار في دعم غزة، مؤكداً أن ادعاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتشكيل الحوثيين خطراً على الملاحة الدولية في مضيق باب المندب غير صحيح.

وأردف: «الحظر البحري المعلن من جانبنا يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة».

وكان الرئيس الأميركي، قال في وقت سابق اليوم عبر منصة «تروث سوشيال»، إنه أمر الجيش بشن عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الحوثيين في اليمن.

وتأتي الضربات بعد أيام من إعلان الحوثيين استئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن، رداً على الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.

وكانت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران قد توقفت منذ بدء دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ، في يناير (كانون الثاني) الماضي.