غداء القمة العربية... ورفات صدام حسين

غداء القمة العربية... ورفات صدام حسين
TT

غداء القمة العربية... ورفات صدام حسين

غداء القمة العربية... ورفات صدام حسين

تصدرت قصة بعنوان «تعرّف على قائمة طعام غداء القمة العربية الـ29 بالظهران» قائمة الأخبار الأكثر قراءة على موقع «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي. جاءت القصة التي نشرها فريق الموقع في إطار تغطية الصحيفة للقمة العربية والاجتماعات المصاحبة لها، ورغم خفة الموضوع، فإن عنصر الفضول غلب القراء للتعرف على أحد الجوانب الإنسانية المصاحبة للقمة، خصوصاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هو صاحب الدعوة التي شملت قادة ورؤساء وفود الدول، بالإضافة إلى الأمراء والوزراء وكبار ضيوف القمة.
أما ثاني القصص الأكثر قراءة هذا الأسبوع، فكانت عن الجدل حول مصير رفات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وحملت عنوان «صدام يتنقل بين المقابر». وكشفت القصة عن تضارب الروايات حول ما جرى لقبر صدام في قرية العوجة، مسقط رأسه قرب تكريت. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن أسرة الرئيس العراقي الأسبق نقلت جثمانه إلى مكان سري قبيل دخول «داعش» واحتلاله محافظة صلاح الدين.
الجدل حول مكان الدفن
أما أكثر مقالات الأسبوع الماضي قراءةً، فكانت عن موضوع رفات صدام أيضاً للكاتب عثمان ميرغني، وحمل المقال عنوان «عودة صدام!». وتناول ميرغني استعادة ذكرى صدام بسبب موضوع رفاته والعلاقة بينها وبين ذكرى دخول القوات الأميركية بغداد، وكذلك تاريخ ميلاده، وكلاهما في شهر أبريل (نيسان)، وحنين البعض إلى عهد صدام رغم كل المآسي التي تسبب فيها، وتأثير ذلك على الانتخابات النيابية العراقية. وأنتج فريق «المالتيميديا» في الموقع فيديوغرافيك عن قصة صدام أيضاً، وحققت ما يقرب من 40 ألف مشاهدة على مختلف المنصات، وجاءت ضمن أكثر الفيديوهات مشاهدة هذا الأسبوع؛ وهو ما يشير إلى شغف القراء والمتابعين بهذا الموضوع.
قمة القدس
أما أكثر الفيديوهات التي تمت مشاهدتها هذا الأسبوع عبر المنصات كافة، فكان فيديو إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عن تسمية القمة العربية الـ29 بـ«قمة القدس»، ورد فعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الأمر، وتمت إعادة تغريد الفيديو على «تويتر» 210 مرات، ووصلت التغريدة التي تضمنته على «تويتر» إلى 155 ألف حساب على موقع التغريدات القصيرة. وأكثر تغريدات «الشرق الأوسط» شعبية الأسبوع الماضي فكانت حول القمة العربية أيضاً، وتضمنت تقريراً بعنوان «قمة الظهران غداً لإدانة التوغل التركي في سوريا والعراق». ووصلت التغريدة إلى أكثر من 200 ألف حساب على «تويتر»، وتفاعل معها ما يقرب من 30 ألف حساب وإعادة تغريدها 311 مرة.



كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
TT

كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)

أثارت بيانات عن ارتفاع الإنفاق الإعلاني على محتوى الفيديو عبر الإنترنت خلال الربع الأول من العام الحالي، تساؤلات حول اتجاهات الناشرين في المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بتوجيه الطاقات نحو المحتوى المرئي بغرض تحقيق الاستقرار المالي للمؤسسات، عقب تراجع العوائد المادية التي كانت تحققها منصات الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي.

مؤسسة «لاب» LAB، وهي هيئة بريطانية معنية بالإعلانات عبر الإنترنت، كانت قد نشرت بيانات تشير إلى ارتفاع الإنفاق الإعلاني على الفيديو في بريطانيا خلال الربع الأول من عام 2024، وقدّر هذا النمو بنحو 26 في المائة مقارنة بالتوقيت عينه خلال العام الماضي، حين حققت الإعلانات عبر الفيديو عوائد مالية وصلت إلى 4.12 مليار جنيه إسترليني داخل المملكة المتحدة وحدها. وتتوقّع بيانات الهيئة استمرار النمو في عوائد الإعلانات في الفيديو حتى نهاية 2024، وقد يمتد إلى النصف الأول من 2025.

مراقبون التقتهم «الشرق الأوسط» يرون أن هذا الاتجاه قد ينعكس على خطط الناشرين المستقبلية، من خلال الدفع نحو استثمارات أوسع في المحتوى المرئي سواءً للنشر على المواقع الإخبارية أو على «يوتيوب» وغيره من منصّات «التواصل».

إذ أرجع الدكتور أنس النجداوي، مدير جامعة أبوظبي ومستشار التكنولوجيا لقناتي «العربية» و«الحدث»، أهمية الفيديو إلى أنه بات مرتكزاً أصيلاً لنجاح التسويق الرقمي. وحدّد من جانبه طرق الاستفادة من الفيديو لتحقيق عوائد مالية مثل «برامج شركاء (اليوتيوب) التي يمكن للناشرين من خلالها تحقيق أرباح من الإعلانات المعروضة في فيديوهاتهم».

وعدّد النجداوي مسالك الربح بقوله: «أيضاً التسويق بالعمولة عن طريق ترويج منتجات أو خدمات من خلال الفيديوهات والحصول على عمولة مقابل كل عملية بيع عبر الروابط التي تُدرج في هذه الفيديوهات... أما الطريقة الأخرى - وهي الأبرز بالنسبة للناشرين - فهي أن يكون المحتوى نفسه حصرياً، ويٌقدم من قبل مختصين، وكذلك قد تقدم المنصة اشتراكات شهرية أو رسوم مشاهدة، ما يوفر دخلاً مباشراً».

ومن ثم حدد النجداوي شروطاً يجب توافرها في الفيديو لتحقيق أرباح، شارحاً: «هناك معايير وضعتها منصات التواصل الاجتماعي لعملية (المونتايزيشن)؛ منها أن يكون المحتوى عالي الجودة من حيث التصوير والصوت، بحيث يكون جاذباً للمشاهدين، أيضاً مدى توفير خدمات تفاعلية على الفيديو تشجع على المشاركة والتفاعل المستمر. بالإضافة إلى ذلك، الالتزام بسياسات المنصة».

ورهن نجاح اتجاه الناشرين إلى الفيديو بعدة معايير يجب توفرها، وأردف: «أتوقع أن الجمهور يتوق إلى معلومات وقصص إخبارية وأفلام وثائقية وتحليلات مرئية تلتزم بالمصداقية والدقة والسرد العميق المفصل للأحداث، ومن هنا يمكن للناشرين تحقيق أرباح مستدامة سواء من خلال الإعلانات أو الاشتراكات».

في هذا السياق، أشارت شركة الاستشارات الإعلامية العالمية «ميديا سينس» إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعاً في استثمارات الناشرين البارزين في إنتاج محتوى الفيديو، سواء عبر مواقعهم الخاصة أو منصّات التواصل الاجتماعي، بينما وجد تقرير الأخبار الرقمية من «معهد رويترز لدراسة الصحافة» - الذي نشر مطلع العام - أن الفيديو سيصبح منتجاً رئيسياً لغرف الأخبار عبر الإنترنت، وحدد التقرير الشباب بأنهم الفئة الأكثر استهلاكاً للمحتوى المرئي.

من جهة ثانية، عن استراتيجيات الاستقرار المالي للناشرين، أوضح أحمد سعيد العلوي، رئيس تحرير «العين الإخبارية» وشبكة «سي إن إن» الاقتصادية، أن العوائد المالية المستدامة لن تتحقق بمسلك واحد، بل إن ثمة استراتيجيات يجب أن تتضافر في هذا الشأن، وأوضح أن «قطاع الإعلام يواجه تغيّرات سريعة مع تزايد المنافسة بين المنصّات الرقمية وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل (ميتا) و(غوغل) وغيرهما، كما تواجه هذه السوق تحدّيات كبيرة تتعلق بالاستقرار المالي واستقطاب المستخدمين، فلم يعد الاعتماد على نماذج الدخل التقليدية (سائداً)... وهو ما يفرض على وسائل الإعلام البحث عن طرق جديدة لتوفير الإيرادات وتقديم محتوى متميز يجذب الجمهور».

كذلك، أشار العلوي إلى أهمية الاعتماد على عدة استراتيجيات لضمان الاستقرار المالي لمنصات الأخبار. وعدّ المحتوى المرئي والمسموع إحدى استراتيجيات تحقيق الاستقرار المالي للناشرين، قائلاً: «لا بد من الاستثمار في المحتوى المرئي والمسموع، سواءً من خلال الإعلانات المُدمجة داخل المحتوى، أو الاشتراكات المخصصة للبودكاست والبرامج الحصرية، لكن التكيّف مع التغيرات السريعة في سوق الإعلام يدفع وسائل الإعلام لتطوير وتنويع مصادر دخلها، لتشمل عدة مسارات من بينها الفيديو».