في حكم نادر من محكمة أميركية يدين إرهابيين أميركيين وضعوا خطة لقتل مسلمين، أدانت محكمة اتحادية أول من أمس، 3 رجال أميركيين بيض، كانوا خططوا لنسف مجمع سكني في غاردن سيتي (ولاية كانساس)، يسكن فيه مهاجرون صوماليون، ويضم مسجدا. ونقلت وكالة «رويترز» وصف الاتهام للجريمة بأنها «عمل من أعمال الإرهاب في الداخل». وقال الاتهام إن الثلاثة أعضاء في جماعة مسلحة يمينية «وتآمروا لانتهاك الحقوق المدنية لضحاياهم المستهدفين».
ويواجه الثلاثة (كيرتس ألين، وجافين رايت، وباتريك ستاين) عقوبات قد تصل إلى السجن مدى الحياة، وذلك عند صدور الحكم عليهم يوم 27 يونيو (حزيران).
وحسب وثائق المحكمة، بدأت المؤامرة عام 2016، عندما خطط الثلاثة «لقتل أكبر عدد من المقيمين في المجمع، وتوجيه رسالة بأن المهاجرين الصوماليين ليسوا محل ترحيب في الولايات المتحدة». بدأت الخطة برجلين، ثم انضم إليهما ثالث؛ لكن تردد الرابع، وهو الذي أبلغ الشرطة التي بدأت في متابعة المجموعة، وجمع الأدلة القانونية عنها. وحسب «رويترز»، قال المدعي ستيفن مكاليستر للصحافيين، بعد نهاية جلسات المحكمة التي انعقدت في ويشيتا (ولاية كنساس): «لا بد من إيقاف الإرهابيين، سواء كانوا أجانب أو أميركيين. ولا بد من معاقبتهم وفقا للقانون».
وحسب صحيفة «كنساس سيتي ستار»، خلال جلسات المحكمة، استمع المحلفون إلى تسجيل سري لاجتماع للرجال الثلاثة، تحدثوا فيه عن «الحرب الصليبية الجديدة»، و«المسلمين الصراصير». ووصف ستاين، زعيم العصابة، نفسه بأنه «أوركين مان» (إشارة إلى إعلان في التلفزيون لشركة «أوركين» لقتل الحشرات، زعيمها اسمه «أوركين مان»).
وقالت الصحيفة إن واحدا من الرجال الذين لم يقتنعوا بالخطة، اندهش لمثل هذه العبارات العدائية التي استعملتها المجموعة، وسألهم إذا كانوا جادين، أو أن «هذا مجرد كلام حماسي».
وحسب صحيفة «هافنغتون بوست»، بالإضافة إلى تدمير مجمع الصوماليين، خطط الرجال لقتل المسؤول الأميركي عن المجمع، واغتصاب زوجته الأميركية، وبنتهما، وذلك بهدف «منع الآخرين من تأجير أي مكان لمسلمين».
وشهد في المحكمة دان داي، مخبر مع مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، وكان قد تابع سرا نشاطات الرجال. وقال إنهم كانوا يأملون في «حمام دم» بتفجير 4 سيارات في أركان المجمع الأربعة. وكانوا قد حددوا يوم الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وبدأوا خطتهم بعد مذبحة النادي الليلي في أورلاندو (ولاية فلوريدا)، عندما قتل أميركي أفغاني 49 شخصا، في يونيو عام 2016. وأوضحت التسجيلات السرية أن ستاين، زعيم الجماعة، قال: «المسلم الصالح الوحيد هو مسلم ميت»، تحريفا لمثل أميركي عن موضوع آخر.
في الجانب الآخر، قال محامي الدفاع رتش فيديريكو، وهو محام عينته المحكمة لأن المتهمين لم يقدروا على دفع تكاليف محام خاص بهم: «الكراهية ليست جريمة في الولايات المتحدة».
وأضاف: «هذا لم يكن غير حديث رجال يبالغون في أنفسهم، وفي أفكارهم، وفي قدراتهم على تحقيق ما يريدون».
من بين شهود الاتهام الذين استمعت إليهم المحكمة، برودي بنسون، عضو سابق في الميليشيا اليمينية التي كان ينتمي لها الرجال. وكان قد كتب في وسائل التواصل الاجتماعي أوصافا بذيئة عن الإسلام والمسلمين؛ لكنه خلال الاستجواب في المحكمة، قال إنه كان «ينفِّس» عن غضبه بعد مذبحة أورلاندو. وأنه بعد أن شعر بأن الرجال الثلاثة «متطرفون ويريدون حمام دم لمسلمين»، شعر بالقلق، وقرر ترك الميليشيا.
إدانة 3 أميركيين خططوا لنسف مجمع صومالي في ولاية كنساس
حكم نادر في تاريخ مكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة
إدانة 3 أميركيين خططوا لنسف مجمع صومالي في ولاية كنساس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة