عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وزير التعليم السعودي، رعى فعاليات اختتام الجولة الأخيرة من مسابقة «تحدي المستقبل» في مادة الرياضيات للمرحلة المتوسطة في التعليم العام. وأكد الوزير أهمية المسابقة؛ كونها تأتي ضمن حزمة من المشروعات والبرامج، التي تستهدف دعم التعليم الرقمي وتطوير المنظومة الرقمية، التي لها دورها في استثمار التقنية الحديثة في العملية التعليمية، وتوفير منصات رقمية داعمة للعملية التعليمية وتستفيد من طاقات ومهارات الشباب الطلاب والطالبات في المدارس والمنازل.
> فائقة بنت سعيد الصالح، وزيرة الصحة البحرينية، استقبلت بمكتبها بديوان الوزارة بالجفير، سهى إبراهيم محمد رفعت الفار، سفيرة مصر في المنامة؛ وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجال الصحي. ورحبت الصالح بالسفيرة، مشيدة بعمق العلاقات التاريخية والأخوية الراسخة التي تجمع بين البلدين، وبالأخص على مستوى قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين، مؤكدة على ما تشهده هذه العلاقات الثنائية من تميز وتطور متواصل في مختلف المجالات.
> إيهاب بسيسو، وزير الثقافة الفلسطيني، استقبل الكاتب والمحامي الغواتيمالي، ماركو ميخيا، بحضور قنصل فلسطين لدى غواتيمالا، نضال الحدوة. وشدد بسيسو على أن الوزارة والعاملين في الحقل الثقافي بفلسطين متمسكون باستمرارية الفعل الثقافي بأشكاله كافة، باعتبار الثقافة أداة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وهي في الأساس وسيلة حيوية في مقاومة الاحتلال والنضال ضد سياسات الرامية لعزل الفلسطيني عن عمقه الإنساني. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الثقافي بين فلسطين والمثقفين الغواتيماليين المؤيدين لعدالة القضية الفلسطينية.
> ناصر بن ثاني الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين في الإمارات، حضر حفل الاستقبال الذي أقامته ميريت جوهل، سفيرة مملكة الدنمارك في أبوظبي، بمناسبة اليوم الوطني لبلادها. وأشادت السفيرة في كلمتها بالحفل الذي أقيم في فندق قصر الإمارات أبوظبي، بعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط بلادها ودولة الإمارات في المجالات المختلفة كافة، مؤكدة سعي بلادها الدائم إلى تنمية وتقوية هذه العلاقات وتطويرها لخدمة البلدين الصديقين.
> الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، استقبلت في مكتبها، فاغيف غاراييف، سفير جمهورية روسيا الاتحادية في المنامة. وأشادت الشيخة مي بمستوى العلاقات القائم بين البلدين والذي يشهد تطوراً مستمراً في مختلف المجالات، ولا سيما الثقافية، في إشارة إلى استضافة متحف الأرميتاج الوطني بسانت بطرسبورغ لمعرض «في أرض دلمون حيث تشرق الشمس» الذي افتتح في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ويستمر حتى 22 أبريل (نيسان) الحالي.
> فاضلوا موتائرو، سفير جمهورية بنين لدى السعودية، استقبله مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور الشيخ سليمان بن عبد الله أبا الخيل. وأشاد السفير بجهود الجامعة على المستويين المحلي والدولي، مشيراً إلى أن خريجي الجامعة هم من أبرز قيادات جمهورية بنين، مبدياً رغبة بلاده في فتح مركز لتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية تشرف عليه الجامعة.
> المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا، استقبل بمقر السفارة في أنقرة، السفير العراقي لدى تركيا، الدكتور حسين بن محمود الخطيب. وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية، وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
> سعود هلال الحربي، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، بحث مع وزير الثقافة الأردني، نبيه شقم، آفاق التعاون بين الجانبين. وثمّن الحربي جهود المملكة في الحفاظ على التراث المادي وغير المادي والمتميزة بالجدية والعمل الدؤوب. وأشاد مدير المنظمة، خلال اللقاء، بالخبرات الأردنية في قطاعات الثقافة والآثار المتميزة بمساهمتها في بناء قدرات الدول العربية.
> الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة المصري، شارك في فعاليات القمة العالمية للأعمال الخضراء 2018 بأبوظبي، التي تنظمها مجلة «الإيكونوميست» العالمية بالإمارات؛ وذلك بدعوة من «وكالة أبوظبي للبيئة». وعرض فهمي، خلال كلمته في جلسة حوارية بالقمة مع وزراء البيئة من دول عدة، التجربة المصرية في صياغة السياسات في مجال إدارة المخلفات الصلبة والإدارة البيئية في الصناعة، وتجربة مصر في مجال رصد نوعية الهواء وإنشاء شبكة محطات الرصد بمصر وخفض نسب ملوثات الهواء.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)