بلجيكا: بدء الفحص الشامل لبيانات المسافرين

ضمن إجراءات أوروبية للكشف عن المشتبه في علاقتهم بالإرهاب

صورة نشرتها وكالة الأنباء البلجيكية لتأهب أمني في محطة بروكسل الدولية للقطارات
صورة نشرتها وكالة الأنباء البلجيكية لتأهب أمني في محطة بروكسل الدولية للقطارات
TT

بلجيكا: بدء الفحص الشامل لبيانات المسافرين

صورة نشرتها وكالة الأنباء البلجيكية لتأهب أمني في محطة بروكسل الدولية للقطارات
صورة نشرتها وكالة الأنباء البلجيكية لتأهب أمني في محطة بروكسل الدولية للقطارات

بدأت بلجيكا رسمياً، أمس، تشغيل نظام الفحص الشامل لبيانات كل الركاب على رحلات الطيران والحافلات والقطارات الدولية والشحن الدولي، ويأتي ذلك الإجراء كجزء من إجراءات مكافحة الإرهاب والجرائم الخطرة، ومنها تهريب البشر وتجارة المخدرات وغيرها، ويعرف هذا النظام باسم «بيل بيو»، وتقوم به وحدة المعلومات الخاصة بالركاب «بحسب ما جرى الإعلان عنه في أثناء إطلاق النظام الجديد، بحضور مسؤولين كبار أوروبيين وبلجيكيين». كما يأتي ذلك بعد عام كامل من بدأ تطبيق إجراءات أوروبية لمراقبة الحدود الخارجية في منطقة شنغن، في إطار مخاوف من عودة المقاتلين من مناطق الصراعات.
وحسب ما ذكرته وكالة الأنباء البلجيكية، كان النظام المعمول به من قبل يجري من خلاله فحص ما يقرب من ثلث جميع الركاب في المطارات البلجيكية، ويجري العمل حالياً على أن يكون المعدل هو 60 في المائة، على أن يصل المعدل إلى 100 في المائة بحلول نهاية العام المقبل 2019.
ويقع مقر النظام الجديد في منطقة آمنة، في أحد مباني مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر الإرهابية ببروكسل، ويعمل في هذا النظام 30 شخصاً، يمثلون الشرطة الفيدرالية وجهاز الاستخبارات العسكرية وأمن الدولة البلجيكي وسلطات الجمارك.
وتصل البيانات إلى قاعدة البيانات في «بيل بيو» قبل 48 ساعة من إقلاع الرحلات، بحيث يتوفر الوقت للموظفين لتحليل المعلومات الواردة إليهم، بالمقارنة مع قوائم البحث والترقب، وبعدها يتم تبادل المعلومات بين جميع الخدمات المعنية قبل قيام الرحلة، ويتقرر الإجراء المطلوب لاعتراض الشخص المطلوب، سواء لتوقيفه أو استجوابه. ومن أجل التأكد من سير الأمور بشكل طبيعي، ستقوم شركات السفر بإرسال المعلومات مرة أخرى قبل السفر مباشرة.
وجاء إطلاق عمل النظام الجديد بحضور وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، والمفوض الأوروبي المكلف بشؤون الأمن جوليان كينغ، ورؤساء الخدمات التي تعمل بشكل مشترك في هذا النظام. وقال وزير الداخلية البلجيكي إن الخدمات المعنية تحاول دائماً الموازنة بين سلامة الركاب وحرية الحركة من جهة، والخصوصية أيضاً. من جهة أخرى، فإن البيانات التي تصل إلى قاعدة المعلومات يطلع عليها فقط الموظفون في هذا النظام، على أن تكون عملية الفحص محددة بأشخاص مطلوبين في جرائم خطيرة، مثل الإرهاب وتهريب البشر والمخدرات وغيرها.
وبدأ رسمياً، اعتباراً من السابع من أبريل (نيسان) من العام الماضي، تطبيق الإجراءات الأمنية الجديدة لمراقبة الحدود الخارجية للدول الأعضاء في منطقه شنغن، التي تتعامل بالتأشيرة الأوروبية الموحدة.
وتلقت أوروبا تحذيرات جديدة من خطر عودة الدواعش، وما يمكن أن يشكله الأمر من تهديد للأمن الأوروبي، في ظل مخاوف من اعتداءات إرهابية جديدة تستهدف المدنيين الأبرياء وبطرق مختلفة، وذلك في ضوء مؤشرات على تدفق متزايد للمقاتلين من مناطق الصراعات، خصوصاً في سوريا والعراق، إلى دول الاتحاد الأوروبي، بحسب تحذيرات صدرت عن الأمم المتحدة. وقال جان - بول لابورد، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، إن أوروبا ستواجه تدفقاً لمقاتلي تنظيم داعش الذين انهزموا في سوريا والعراق، والذين يعتبرون أكثر خطورة من العائدين السابقين، وأكثر خبرة بالحروب والمعارك.
ومن جانبه، قال فيليب لامبرتس، زعيم كتله الخضر في البرلمان الأوروبي، إن التعاون الأمني بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم يصل بعد إلى الشكل المطلوب. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أضاف المسؤول الأوروبي أن «التعاون الأمني بين الدول الأعضاء في الاتحاد لم يصل بعد إلى الدرجة المطلوبة، لا من حيث جمع المعلومات الأمنية أو تبادل تلك المعلومات. ويجب أن يكون التعاون أعمق في هذا الإطار، سواء بين الدول الأعضاء أو بين المؤسسات الأمنية والقضائية، مع تسهيل عمليات أمنية مشتركة، والتنسيق بين الأجهزة المعنية في إجراء تحركات وملاحقات للمشتبه في علاقتهم بالإرهاب، ويجب بشكل إجمالي تعزيز العمل المشترك في مجالات مختلفة».
ونجح عدد من المتورطين في تفجيرات باريس، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، في عبور الحدود المشتركة مع بلجيكا، بعد وقت قصير من الانفجارات، ومن بينهم صلاح عبد السلام وآخرون، كما نجح أنيس العامري، الذي تورط في عملية دهس للمارة ببرلين في أثناء أعياد الميلاد قبل عامين، في التنقل بين 5 دول أوروبية، منها ألمانيا وهولندا وبلجيكا، حتى لقي مصرعه في إيطاليا في أثناء كمين أمني داخلي.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.