طريبيل.. أهم منفذ عراقي بري إلى العالم الخارجي بدءا بالأردن

إغلاقه يرفع أسعار المواد الغذائية.. ومخاوف أردنية من تداعياته

معبر طريبيل
معبر طريبيل
TT

طريبيل.. أهم منفذ عراقي بري إلى العالم الخارجي بدءا بالأردن

معبر طريبيل
معبر طريبيل

يعد منفذ طريبيل أحد أهم المعابر الحدودية بين العراق والعالم الخارجي بدءا بالأردن. وفي هذا السياق، فقد بدأت الأسعار بالارتفاع في الأسواق العراقية، خاصة السوق التجارية الرئيسة في بغداد، المعروفة بـ«الشورجة».
وقال التاجر حسين صباح المياحي لـ«الشرق الأوسط» إنه «في حال جرى تأكيد الأنباء بخصوص خسارة معبر طريبيل، فإن الحركة التجارية ستشهد اضطرابا كبيرا في العراق نظرا لكون طريبيل هو المنفذ الأهم على صعيد حركة الاستيراد والتصدير لمختلف البضائع والسلع».
وأشار إلى أن «إغلاق المنفذ العام الماضي من قبل الحكومة أثناء فترة الاعتصامات في الرمادي ترك تأثيرات كبيرة على حركة السوق، رغم أن الإغلاق لم يكن كاملا ولم يستمر طويلا».
ويستورد العراق أكثر من 90 في المائة من احتياجاته من المواد الغذائية المعلبة والمشروبات الغازية واللحوم والزيوت النباتية والأجبان، إضافة إلى المواد المنزلية والأجهزة الكهربائية عبر المنافذ الحدودية وفي المقدمة منها منفذ طريبيل.
بدوره، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الصناعة والتجارة الأردنية، ينال البرماوي، أن عمليات التصدير والاستيراد والنقل والشحن شبه متوقفة مع العراق نتيجة الأحداث الجارية هناك، خاصة في المناطق الغربية، وسيطرة المسلحين من أبناء العشائر على معبر طريبيل (القادسية). وقال البرماوي لـ«الشرق الأوسط» إن الأحداث الأخيرة في العراق انعكست على حركة النقل والشحن والتصدير التي اتسمت في الآونة الأخيرة بالمخاطرة إلى أن توقفت تماما أول من أمس.
وأوضح أن حجم الصادرات الأردنية سيتراجع بشكل كبير إذا بقيت الأوضاع الأمنية غير مستقرة خاصة أن العراق شريك أساسي في الاقتصاد الأردني، مشيرا إلى أن بلاده صدرت العام الماضي 2013 ما قيمته 1.24 مليار دولار من البضائع الصناعية والخضار والفواكه، واستوردت ما قيمته 380 مليون دولار من النفط الخام ومشتقاته. وقال: «صدرنا خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 421 مليون دولار من البضائع الأردنية».
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة الأردنية نمر حدادين: «إننا نصدر حاليا فاكهة الدراق وجرى تصدير تسعة آلاف طن خلال شهر مايو (أيار) الماضي». وقال: «حجم الصادرات من الخضار والفواكه خلال العام الماضي بلغ 153 ألف طن إلى السوق العراقية».
بدوره، أكد المدير التنفيذي لغرفة صناعة عمان نائل الحسامي أن صادرات الأردن الصناعية إلى العراق كانت تصل خلال الأيام الماضية على نطاق محدود، بفعل الصعوبات الأمنية التي تواجه العراق. وأوضح الحسامي أن الصادرات الأردنية التي تدخل إلى السوق العراقية تجري بجهود فردية يبذلها الصناعيون حفاظا على وجودهم في السوق العراقية، التي تعدّ الأهم بالنسبة للصناعة الأردنية، معبرا عن أمله بعودة الاستقرار والهدوء إلى العراق سريعا.
من جهته، كشف رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية نبيل رمان، أن حركة التصدير متوقفة بشكل كامل إلى العراق بسبب المعارك الدائرة في المناطق الغريبة من العراق، التي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد الأردني. وقال: «الأحداث الجارية في العراق تسببت بحالة من الركود شبه التام في المناطق الحرة جراء توقف حركة الشحن بين الأردن والعراق»، مشيرا إلى أن المنطقة الحرة في الزرقاء كانت تصدر ثمانية آلاف سيارة إلى العراق تقدر قيمتها بمائة مليون دولار شهريا.
وأضاف رمان، أن أكثر من 2500 مستثمر عراقي في المناطق الحرة متوقفون حاليا عن العمل نتيجة المعارك. وأوضح رمان، أن مصانع ومنشآت صناعية تقدر استثماراتها بنحو 850 مليون دولار تأثرت لاعتمادها على تصدير 70 في المائة من بضائعها إلى الأسواق العراقية.
بدوره، أكد نقيب أصحاب الشاحنات محمد سيف الداود، أن خسائر قطاع التصدير جراء الأزمتين السورية والعراقية تتجاوز 300 مليون دولار منذ ثلاث سنوات. وبين الداود أن العراق شريك استراتيجي ومنفذ مهم لانسياب البضائع الأردنية إلى العراق.
وقال: «حركة التبادل التجاري بين الأردن والعراق متوقفة وتقتصر فقط على حركة الشاحنات العراقية أو السورية التي تنقل البضائع الأردنية»، بينما الشاحنات الأردنية التي تعمل على الخطوط العراقية توقفت عن تحميل البضائع إلى العراق.
وبحسب داود، فإن عدد الشاحنات في المملكة 17 ألف شاحنة، منها ألفا شاحنة أردنية تعمل على خط الأردن - العراق. وبين الداود أن نقابة أصحاب الشاحنات حذرت سائقي الشاحنات الأردنية وبشدة من التوجه إلى العراق حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم.
ولفت الداود إلى أن عدم توجه سائقي الشاحنات الأردنية إلى العراق أدى إلى تكدس البضائع وخسارة المصدرين والسائقين بسبب إغلاق سوق مهم أمام المصدرين الأردنيين، الأمر الذي دفع السائقين إلى العمل على الحدود السعودية.
ويعد العراق أبرز الشركاء مع الأردن في التجارة الخارجية من دول منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى؛ إذ يستورد الأردن من العراق مشتقات نفطية، إلى جانب منتجات الصناعات الكيماوية أو الصناعات المرتبطة بها.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.