أغلال القدم الإلكترونية لم تقيد أيدي المجرمين الطويلة

تحدد حركتهم عبر الأقمار الصناعية

أغلال إلكترونية
أغلال إلكترونية
TT

أغلال القدم الإلكترونية لم تقيد أيدي المجرمين الطويلة

أغلال إلكترونية
أغلال إلكترونية

تقيد الكثير من الولايات الألمانية أقدام المجرمين الخطرين بقيود إلكترونية تحدد حركتهم عبر الأقمار الصناعية. وهناك خلاف كبير بين الولايات التي يحكمها المحافظون والولايات التي يحكمها الاشتراكيون حول فائدة هذا الإجراء.
وتقول دراسة جديدة مولتها وزارة العدل في ولاية بادن فورتمبيرغ، التي تطبق قرار غل أقدام المجرمين بـ«الأساور الإلكترونية»، إن هذه الأغلال لم تنجح في ردع المجرمين عن مواصلة ارتكابهم الجنايات.
أجرى الدراسة معهد ماكس بلانك الألماني المعروف، وشملت 46 سجيناً مغلولي الأقدام بالقيود الإلكترونية من خمسة سجون ألمانية. واختار الباحثون من معهد ماكس بلانك للدراسات القانونية في فرايبورغ المساجين من بين مرتكبي الجنايات الخفيفة، وممن حصلوا على إذن مغادرة السجن والعودة إليه بكفالة أو بسبب إنهائهم ثلثي المحكومية.
قارن خبراء المعهد سلوك السجناء المغلولي القدم بالقيود الإلكترونية بسلوك سجناء غير مقيدين بهذه الأغلال خلال نفس الفترة، وتوصلوا إلى أن عوامل الخطورة في مواصلة ارتكاب الجنايات لم تختلف بين المجموعتين. كما لم ينخفض احتمال ارتكاب الجرائم من قبل مساجين المجموعتين رغم المراقبة اليومية عبر الأقمار الصناعية.
وللتأكد من النتائج، وبعد إنهاء السجناء المغلولي القدم بالقيود الإلكترونية فترة التجربة، وواصل خبراء المعهد متابعة سلوكهم وهم من دون قيود إلكترونية. واتضح أيضاً أن القيود الإلكترونية لم تنعكس سلباً ولا إيجاباً على سلوك المساجين. وتوصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن العواقب الاجتماعية والنفسية المتوخاة من تقييد المساجين بالقيود الإلكترونية لم تتحقق.
وذكرت الباحثة النفسية غوندا فوسنر، من معهد ماكس بلانك، أن فريق العمل رصد شعوراً بالبقاء في السجن بين مطلقي السراح بكفالة، رغم أنهم خارج السجن، وأن ذلك كان بسبب القيود التي تتيح للشرطة رصد حركتهم. وتحدثت فوسنر عن الحاجة إلى دراسات أخرى لمعرفة نوع المساجين الذين يمكن أن تردع القيود الإلكترونية سلوكهم الإجرامي.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.