مدرب الجزائر: سجلنا «انتصار القلب».. ومهمة التأهل أمام روسيا معقدة.. لكنها ليست مستحيلة

«محاربو الصحراء» حطموا أرقاما قياسية بالجملة أمام كوريا الجنوبية

مدرب الجزائر: سجلنا «انتصار القلب».. ومهمة التأهل أمام روسيا معقدة.. لكنها ليست مستحيلة
TT

مدرب الجزائر: سجلنا «انتصار القلب».. ومهمة التأهل أمام روسيا معقدة.. لكنها ليست مستحيلة

مدرب الجزائر: سجلنا «انتصار القلب».. ومهمة التأهل أمام روسيا معقدة.. لكنها ليست مستحيلة

وصف مدرب المنتخب الجزائري وحيد خاليلوزيتش الفوز المحقق مساء الأحد على حساب كوريا الجنوبية بأربعة أهداف لهدفين، على ملعب «بيرا ريو» ببورتو أليغري، برسم الجولة الثانية للمجموعة الثامنة بكأس العالم 2014، بـ«انتصار القلب»، الذي جاء بفضل الروح الجماعية للاعبين، ولم يفوت خاليلوزيتش الفرصة خلال المؤتمر الصحافي الذي تلا اللقاء للرد على انتقادات وسائل الإعلام الجزائرية، حيث أجاب على أسئلتها بطريقته الخاصة عندما قال: «أهدي هذا الفوز لكل الجزائريين إلا أنتم» في إشارة صريحة إلى وسائل الإعلام الجزائرية الحاضرة بالقاعة، مضيفا: «أدرك جيدا أن هذا الفوز لم يعجب البعض»، وتأتي تصريحات المدرب البوسني عقب انتصار جزائري تاريخي في كأس العالم، ليتواصل مسلسل علاقته المتوترة مع وسائل الإعلام المحلية منذ كأس أمم أفريقيا 2013، لتبلغ ذروتها خلال مونديال البرازيل والذي أكده خاليلوزيتش مساء الأحد عندما صرح بأنه يحضر فقط المؤتمرات الصحافية في كأس العالم من أجل «تفادي عقوبات الفيفا وليس من أجل لقاء وسائل الإعلام الجزائري».
ويعد فوز المنتخب الجزائري أمس الأحد على كوريا الجنوبية، أول فوز للجزائر بكأس العالم منذ 32 سنة كاملة، ويعود آخر فوز لـ«محاربي الصحراء» في كأس العالم إلى سنة 1982 بإسبانيا عندما فازت الجزائر على تشيلي بثلاثة أهداف لهدفين في لقاء الجولة الأخيرة بمجموعة ضمت كذلك ألمانيا والنمسا، كما حطم ممثل العرب الوحيد في كأس العالم رقما ظل صامدا لعقود، والمتمثل في أكبر معدل تهديفي في مباراة واحدة لمنتخب أفريقي وعربي في المونديال، عندما وصل أمس إلى حاجز أربعة أهداف.
وأرجع خاليلوزيتش الفوز التاريخي المسجل أمام كوريا الجنوبية إلى الروح الجماعية للاعبين وإصرارهم على تدارك الخسارة في الجولة الأولى أمام بلجيكا بهدف دون رد، «قوتنا كانت في روح المجموعة وردنا كان قويا على الانتقادات غير المبررة للصحافة.. المهم أن اللاعبين أدوا مباراة بطولية»، وأرجع المدرب نتيجة اللقاء ومردود اللاعبين إلى التحضير الجيد لمباراة كوريا الجنوبية، وقال بهذا الشأن: «لقد درسنا جيدا منتخب كوريا الجنوبية واللاعبون طبقوا التعليمات حرفيا.. لقد لعبنا بطريقة هجومية وسريعة، ردا على من انتقد طريقة لعبنا في لقاء بلجيكا»، وأكد خاليلوزيتش سعادته الكبيرة بالفوز قائلا: «سعيد جدا بهذا الفوز وسعيد من أجل الأنصار كذلك لأنهم وقفوا إلى جانبي وساندوني رغم الانتقادات التي وجهت لي».
وعبر مدرب باريس سان جيرمان السابق، عن ارتياحه لمردود لاعبيه خلال مباراة كوريا، وتقديمهم لمستويات فنية عالية، وقال: «اللاعبون أدوا لقاء كبيرا وأظهروا فنيات عالية.. طريقة تسجيل الهدف الرابع تدرس في المدارس وحتى البرازيليون أعجبوا بهذا الهدف، وأنتم تدركون جيدا ما معنى أن يعجب البرازيليون بهدف تسجلونه»، كما أثنى المدرب البوسني على لاعب النادي الأفريقي التونسي عبد المؤمن جابو، الذي كان مطلبا جماهيريا قبل لقاء مساء الأحد، ووصفه بـ«الجوهرة»، وكان جابو وراء هدف حليش الثاني وسجل الهدف الثالث، وأضاف خاليلوزيتش: «جابو جوهرة حقيقية.. منذ ثلاث سنوات وأنا أقول لكم ذلك»، وهذا في تناقض واضح مع تصريحات سابقة قال فيها إن «جابو لاعب عشر دقائق»، أثارت حينها ردود فعل مثيرة للجدل، كما أشاد أيضا بلاعب غرناطة الإسباني ياسين براهيمي الملقب بـ«المراوغ الساحر»، وأكد: «براهيمي وجابو كانا رائعين، والدليل أنهما تفوقا على لاعبين يتفوقون عليهما طولا وقوة بدنية بسهولة».
واعترف خاليلوزيتش بصعوبة لقاء روسيا في الجولة الأخيرة بمدينة كوريتيبا الخميس 25 يونيو (حزيران)، والتي ينتظر أن تكون فاصلة في تحديد هوية المتأهل الثاني عن المجموعة الثامنة بعد بلجيكا، وقال: «مهمتنا أمام روسيا معقدة ولكنها ليست مستحيلة، سنلعب بكل طاقتنا من أجل تسجيل إنجاز كبير لكرة القدم الجزائرية»، مضيفا: «روسيا مرشحة للفوز والتأهل، لكن إن أردنا أن نقلب التوقعات علينا اللعب بجرأة وبمعاناة من أجل التأهل»، ولم يستبعد مدرب الجزائر إحداث تغييرات على التشكيلة المرشحة للعب المواجهة الأخيرة بالدور الأول، قائلا: «قد تكون هناك تغييرات أمام روسيا.. أنا الوحيد الذي يعرف ذلك»، مشيرا إلى أنه كان يريد مثلا إحداث تغييرات أمام كوريا الجنوبية، لكنه لم يكن يتوقع وصولها إلى حدود خمسة لاعبين.
ويواجه المنتخب الجزائري الخميس المقبل نظيره الروسي على ملعب كوريتيبا في مقابلة فاصلة لتحديد هوية المتأهل إلى الدور الثاني، وفي ثاني مواجهة على التوالي في كأس العالم مع منتخب يقوده المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، وكانت الجزائر واجهت إنجلترا بقيادة كابيلو في مونديال جنوب أفريقيا على ملعب كيب تاون، وانتهى اللقاء آنذاك بتعادل سلبي وأداء بطولي لزملاء المدافع مجيد بوقرة آنذاك.



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.