القميص الأبيض... تسلمته المرأة من الرجل فأصبح قطعة مفعمة بالأنوثةhttps://aawsat.com/home/article/1235106/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D9%81%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D9%82%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%AB%D8%A9
القميص الأبيض... تسلمته المرأة من الرجل فأصبح قطعة مفعمة بالأنوثة
من اقتراحات دار «سيلين» - الممثلة ريبيكا فيرغسون بقميص أبيض من الساتان
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
القميص الأبيض... تسلمته المرأة من الرجل فأصبح قطعة مفعمة بالأنوثة
من اقتراحات دار «سيلين» - الممثلة ريبيكا فيرغسون بقميص أبيض من الساتان
قطع كثيرة سرقتها المرأة من خزانة الرجل، وجعلتها تبدو وكأنها فصلت خصيصاً لها. من هذه القطع نذكر القميص الأبيض، الذي أصبح قطعة مفعمة بالأنوثة، لا تقتصر على مناسبات النهار وبنطلونات الجينز، بل دخلت مناسبات السهرة والمساء أيضاً. ما اكتشفته المرأة أنه من القطع السهلة التي يمكن أن تنقلها من المكتب إلى مطعم فاخر أو دعوة عشاء حميمة بسهولة وأناقة. كل ما عليها القيام به لكي ترتقي به أن تضيف إليه بعض الإكسسوارات. فسواء كان من القطن أو من الحرير أو الدانتيل أو أي قماش آخر، فإنه لا يخذلها أبداً. صحيح أنه مع تنورة مستقيمة وجاكيت مفصلة قد يمنحها مظهراً كلاسيكياً مغرقاً في الرسمية، إلا أنها عندما تنسقه مع بنطلون أو تنورة طويلة، سواء كانت منسدلة أو مستديرة، فإنها تحصل في ثانية على مظهر في غاية الأناقة. قبل أن تستحوذ عليه المرأة كان حتى بداية القرن العشرين قطعة رجالية محضة يستعملها الرجل بشكاكش، ويفضلها مصنوعة من الحرير أو الدانتيل بتفاصيل كثيرة. فكلما كانت منمقة أشارت إلى مكانته الاجتماعية الرفيعة وأضفت عليه تميزاً. ورغم بعض المحاولات البسيطة للاستحواذ عليه وإدخاله خزانة المرأة آنذاك، ظلت المحاولات خجولة جداً لم تتصدر الموضة إلا بعد أن ظهرت به نجمات هوليوود من مثيلات لورين باكال فيه فيلم «كي لارغو» في عام 1948 ومارلين مونرو في فيلم «ذي ميسفيتس» عام 1962 وجوليا روبرتس في فيلم «بريتي وومان» عام 1990 وأخريات. بيد أنه تبقى القطعة التي أكسبتها كل من لورين باكال ومارلين مونرو أنوثة غير مسبوقة، فقد أثارت انتباه صناع الموضة إلى جاذبيته، ومدى الإثارة التي يُضفيها على المرأة، لتتوالى إبداعاتهم فيه بشكل منتظم. حاليا تنوعت قصاته وخاماته وألوانه أيضاً، لكن يبقى الأبيض هو الأقوى تأثيراً، بحسب ما تؤكده عروض الأزياء في كل عواصم الموضة العالمية، وإن كان الملاحظ أن مصممات أكثر من يُسهبن ويُبدعن فيه بدءاً من فكتوريا بيكهام وفيبي فيلو، مصممة دار «سيلين» السابقة إلى كارولينا هيريرا. لكن عملية تأنيثه، كما نعرفها اليوم، بدأها رجل هو الراحل جيانفرانكو فيريه. كان أول من قدمه كقطعة فخمة تناسب المساء والسهرة، بتنسيقه مع تنورات طويلة ومستديرة تزينها أحزمة مبتكرة. كارولينا هيريرا التقطت منه الخيط وأطلقت العنان لخيالها لتنسج منه تصاميم عصرية لكل المناسبات والأوقات، ومع الوقت أصبحت هذه القطعة ماركتها المسجلة. في كل موسم تطرحها بشكل جديد لكن لا تستغني عنها أبداً، وكأنها تتفاءل بها. الملاحظ أن العديد من المصممين عادوا هذا الموسم إلى العهد الإليزابيثي من خلال قمصان بياقات عالية وأكمام طويلة بكشاكش، إلا أنه كلما كان بسيطاً بلمسة رجالية كان أجمل وأكثر مرونة. أي يتماشى مع إطلالات أكثر. ولأنه عندما يكون من القطن، يُفترض فيه أن يكون ناصع البياض ومكوياً بشكل جيد، ولأن الحفاظ عليه بهذا الشكل طويلاً، صعب، يمكن اختياره من الحرير أو الموسلين وأي قماش ينسدل على الجسم بسهولة. ولمظهر متميز في المساء، يمكن تنسيقه مع بنطلون من الساتان أو تنورة طويلة. ولا بأس من الإكسسوارات الكثيرة، سواء تعلق الأمر بالقلادات ذات الصفوف المتعددة أو أقراط الأذن المتدلية إلى الأكتاف.
الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسمhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5094507-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%85%D8%B4%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85
الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم
الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
في عالم الموضة هناك حقائق ثابتة، واحدة منها أن حلول عام جديد يتطلب أزياء تعكس الأمنيات والآمال وتحتضن الجديد، وهذا يعني التخلص من أي شيء قديم لم يعد له مكان في حياتك أو في خزانتك، واستبدال كل ما يعكس الرغبة في التغيير به، وترقب ما هو آتٍ بإيجابية وتفاؤل.
جولة سريعة في أسواق الموضة والمحال الكبيرة تؤكد أن المسألة ليست تجارية فحسب. هي أيضاً متنفس لامرأة تأمل أن تطوي صفحة عام لم يكن على هواها.
بالنسبة للبعض الآخر، فإن هذه المناسبة فرصتهن للتخفف من بعض القيود وتبني أسلوب مختلف عما تعودن عليه. المتحفظة التي تخاف من لفت الانتباه –مثلاً- يمكن أن تُدخِل بعض الترتر وأحجار الكريستال أو الألوان المتوهجة على أزيائها أو إكسسواراتها، بينما تستكشف الجريئة جانبها الهادئ، حتى تخلق توازناً يشمل مظهرها الخارجي وحياتها في الوقت ذاته.
كل شيء جائز ومقبول. المهم بالنسبة لخبراء الموضة أن تختار قطعاً تتعدى المناسبة نفسها. ففي وقت يعاني فيه كثير من الناس من وطأة الغلاء المعيشي، فإن الأزياء التي تميل إلى الجرأة والحداثة اللافتة لا تدوم لأكثر من موسم. إن لم تُصب بالملل، يصعب تكرارها إلا إذا كانت صاحبتها تتقن فنون التنسيق. من هذا المنظور، يُفضَّل الاستثمار في تصاميم عصرية من دون مبالغات، حتى يبقى ثمنها فيها.
المصممون وبيوت الأزياء يبدأون بمغازلتها بكل البهارات المغرية، منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) تقريباً، تمهيداً لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول). فهم يعرفون أن قابليتها للتسوق تزيد في هذا التوقيت. ما يشفع لهم في سخائهم المبالغ فيه أحياناً، من ناحية الإغراق في كل ما يبرُق، أن اقتراحاتهم متنوعة وكثيرة، تتباين بين الفساتين المنسدلة أو الهندسية وبين القطع المنفصلة التي يمكن تنسيقها حسب الذوق الخاص، بما فيها التايورات المفصلة بسترات مستوحاة من التوكسيدو أو كنزات صوفية مطرزة.
بالنسبة للألوان، فإن الأسود يبقى سيد الألوان مهما تغيرت المواسم والفصول، يليه الأحمر العنابي، أحد أهم الألوان هذا الموسم، إضافة إلى ألوان المعادن، مثل الذهبي أو الفضي.
ضمن هذه الخلطة المثيرة من الألوان والتصاميم، تبرز الأقمشة عنصراً أساسياً. فكما الفصول والمناسبات تتغير، كذلك الأقمشة التي تتباين بين الصوف والجلد اللذين دخلا مناسبات السهرة والمساء، بعد أن خضعا لتقنيات متطورة جعلتهما بملمس الحرير وخفته، وبين أقمشة أخرى أكثر التصاقاً بالأفراح والاحتفالات المسائية تاريخياً، مثل التول والموسلين والحرير والمخمل والبروكار. التول والمخمل تحديداً يُسجِّلان في المواسم الأخيرة حضوراً لافتاً، سواء استُعمل كل واحد منهما وحده، أو مُزجا بعضهما ببعض. الفكرة هنا هي اللعب على السميك والشفاف، وإن أتقن المصممون فنون التمويه على شفافية التول، باستعماله في كشاكش كثيرة، أو كأرضية يطرزون عليها وروداً وفراشات.
التول:
لا يختلف اثنان على أنه من الأقمشة التي تصرخ بالأنوثة، والأكثر ارتباطاً بالأفراح والليالي الملاح. ظل طويلاً لصيقاً بفساتين الزفاف والطرحات وبأزياء راقصات الباليه، إلا أنه الآن يرتبط بكل ما هو رومانسي وأثيري.
شهد هذا القماش قوته في عروض الأزياء في عام 2018، على يد مصممين من أمثال: إيلي صعب، وجيامباتيستا فالي، وسيمون روشا، وهلم جرا، من أسماء بيوت الأزياء الكبيرة. لكن قبل هذا التاريخ، اكتسب التول شعبية لا يستهان بها في القرنين التاسع عشر والعشرين، لعدد من الأسباب مهَّدت اختراقه عالم الموضة المعاصرة، على رأسها ظهور النجمة الراحلة غرايس كيلي بفستان بتنورة مستديرة من التول، في فيلم «النافذة الخلفية» الصادر في عام 1954، شد الانتباه ونال الإعجاب. طبقاته المتعددة موَّهت على شفافيته وأخفت الكثير، وفي الوقت ذاته سلَّطت الضوء على نعومته وأنوثته.
منذ ذلك الحين تفتحت عيون صناع الموضة عليه أكثر، لتزيد بعد صدور السلسلة التلفزيونية الناجحة «سيكس أند ذي سيتي» بعد ظهور «كاري برادشو»، الشخصية التي أدتها الممثلة سارة جيسيكا باركر، بتنورة بكشاكش وهي تتجول بها في شوارع نيويورك في عز النهار. كان هذا هو أول خروج مهم لها من المناسبات المسائية المهمة. كانت إطلالة مثيرة وأيقونية شجعت المصممين على إدخاله في تصاميمهم بجرأة أكبر. حتى المصمم جيامباتيستا فالي الذي يمكن وصفه بملك التول، أدخله في أزياء النهار في تشكيلته من خط الـ«هوت كوتور» لعام 2015.
ما حققه من نجاح جعل بقية المصممين يحذون حذوه، بمن فيهم ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» التي ما إن دخلت الدار بوصفها أول مصممة من الجنس اللطيف في عام 2016، حتى بدأت تنثره يميناً وشمالاً. تارة في فساتين طويلة، وتارة في تنورات شفافة. استعملته بسخاء وهي ترفع شعار النسوية وليس الأنوثة. كان هدفها استقطاب جيل الشابات. منحتهن اقتراحات مبتكرة عن كيفية تنسيقه مع قطع «سبور» ونجحت فعلاً في استقطابهن.
المخمل
كما خرج التول من عباءة الأعراس والمناسبات الكبيرة، كذلك المخمل خرج عن طوع الطبقات المخملية إلى شوارع الموضة وزبائن من كل الفئات.
منذ فترة وهو يغازل الموضة العصرية. في العام الماضي، اقترحه كثير من المصممين في قطع خطفت الأضواء من أقمشة أخرى. بملمسه الناعم وانسداله وألوانه الغنية، أصبح خير رفيق للمرأة في الأوقات التي تحتاج فيها إلى الدفء والأناقة. فهو حتى الآن أفضل ما يناسب الأمسيات الشتوية في أوروبا وأميركا، وحالياً يناسب حتى منطقة الشرق الأوسط، لما اكتسبه من مرونة وخفة. أما من الناحية الجمالية، فهو يخلق تماوجاً وانعكاسات ضوئية رائعة مع كل حركة أو خطوة.
تشرح الدكتورة كيمبرلي كريسمان كامبل، وهي مؤرخة موضة، أنه «كان واحداً من أغلى الأنسجة تاريخياً، إلى حد أن قوانين صارمة نُصَّت لمنع الطبقات الوسطى والمتدنية من استعماله في القرون الوسطى». ظل لقرون حكراً على الطبقات المخملية والأثرياء، ولم يُتخفف من هذه القوانين إلا بعد الثورة الصناعية. ورغم ذلك بقي محافظاً على إيحاءاته النخبوية حتى السبعينات من القرن الماضي. كانت هذه هي الحقبة التي شهدت انتشاره بين الهيبيز والمغنين، ومنهم تسلل إلى ثقافة الشارع.
أما نهضته الذهبية الأخيرة فيعيدها الخبراء إلى جائحة «كورونا»، وما ولَّدته من رغبة في كل ما يمنح الراحة. في عام 2020 تفوَّق بمرونته وما يمنحه من إحساس بالفخامة والأناقة على بقية الأنسجة، وكان الأكثر استعمالاً في الأزياء المنزلية التي يمكن استعمالها أيضاً في المشاوير العادية. الآن هو بخفة الريش، وأكثر نعومة وانسدالاً بفضل التقنيات الحديثة، وهو ما جعل كثيراً من المصممين يسهبون فيه في تشكيلاتهم لخريف وشتاء 2024، مثل إيلي صعب الذي طوعه في فساتين و«كابات» فخمة طرَّز بعضها لمزيد من الفخامة.
أما «بالمان» وبرابال غورانغ و«موغلر» و«سكاباريللي» وغيرهم كُثر، فبرهنوا على أن تنسيق جاكيت من المخمل مع بنطلون جينز وقميص من الحرير، يضخه بحداثة وديناميكية لا مثيل لها، وبان جاكيت، أو سترة مستوحاة من التوكسيدو، مع بنطلون كلاسيكي بسيط، يمكن أن ترتقي بالإطلالة تماماً وتنقلها إلى أي مناسبة مهمة. الشرط الوحيد أن يكون بنوعية جيدة حتى لا يسقط في خانة الابتذال.