قيادي «إخواني» رئيساً لمجلس الدولة في ليبيا بعد إطاحة السويحلي

صدمة بعد العثور على جثث لـ3 أطفال اختُطفوا قبل أكثر من عامين

TT

قيادي «إخواني» رئيساً لمجلس الدولة في ليبيا بعد إطاحة السويحلي

في تطور مفاجئ، اختار أعضاء المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أمس، قيادياً بارزاً في جماعة «الإخوان» رئيساً لهم، خلفاً لعبد الرحمن السويحلي. وجاء هذا في وقت سادت ليبيا حالة صدمة إثر اكتشاف رفات 3 أطفال صغار من العائلة نفسها خُطفوا عام 2015 في أثناء توجههم إلى مدرستهم قرب العاصمة.
وفي مشهد يعني تمكن جماعة «الإخوان» من الإطاحة بحليفها السابق السويحلي، فاز خالد المشري برئاسة المجلس الأعلى للدولة، في ثاني جولة من الانتخابات جرت في مقر المجلس غير المعترف به في العاصمة طرابلس، بعدما حصل على 64 صوتاً أمام أبرز منافسيه السويحلي، والذي يعد مؤسس المجلس ورئيسه على مدى العامين الماضيين.
وشهدت الجولة الأولى من الانتخابات منافسة بين 4 مرشحين، قبل أن يحسمها المشري لصالحه في الجولة الثانية من الاقتراع، بينما تم انتخاب ناجي مختار عضو المجلس عن مدينة سبها، نائباً أولاً، وعضو المجلس عن مدينة شحات فوزي العقاب نائباً ثانياً.
ويعد المشري البالغ من العمر 51 عاماً، من أشد المعارضين للمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي ولعملية الكرامة التي يشنها منذ سنوات ضد الجماعات المتطرفة في البلاد، خصوصاً في المنطقة الشرقية. وكان المشري عضواً في المؤتمر الوطني العام (لبرلمان) السابق والمنتهية ولايته، وأيضاً عضواً في المجلس الأعلى للدولة عن مدينة الزاوية.
إلى ذلك، تعهدت القيادة العامة للجيش الليبي بمواصلة حربها ضد من وصفتها بالعصابات والميليشيات الخارجة عن القانون، حتى ينعم كامل تراب الوطن بالأمن والاستقرار. وجاءت هذه التعهدات في بيان أصدرته قيادة الجيش في بيان لتقديم التعازي في ما سمته الجريمة البشعة التي ارتُكبت بحق 3 أطفال من عائلة رجل أعمل ليبي، عثرت الجهات الأمنية بمدينة صرمان على جثامينهم الثلاثة مدفونين في إحدى الغابات الواقعة جنوب صرمان. وقال محققون إنه استناداً إلى اعترافات أحد مختطفيهم، أمكن العثور على رفات أطفال عائلة الشرشاري مدفونة في غابة جنوب مدينة صرمان.
وخطفت مجموعة مسلحة الأطفال الثلاثة، وأعمارهم آنذاك بين 5 و12 عاماً، في طريقهم إلى مدرستهم في صرمان على بعد 70 كيلومتراً غرب طرابلس. وكانوا برفقة أمهم وسائقهم الذي أُصيب بالرصاص في الهجوم.
وطلب الخاطفون فدية قيمتها 20 مليون دينار (15 مليون دولار) من عائلة الشرشاري لكن المفاوضات فشلت، ما دفع الخاطفين إلى قتل الأطفال بعد شهر، على ما ذكر محققون. ولم تعلم العائلة المنكوبة شيئاً عن مصير أبنائها حتى توقيف أحد الخاطفين المشتبه بهم في مارس (آذار) الماضي، وإفصاحه عن مصيرهم.
وأعلنت بلدية صرمان الحداد 3 أيام بعد العثور على رفات الأطفال، بينما ظلت معظم المدارس مغلقة، وتعهد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، بتقديم الجناة «للقضاء لينالوا الجزاء والعقاب العادل». وقال في بيان إن «الليبيين جميعاً مصدومون ويعيشون حالة من الذهول على وقع هذه الجريمة البشعة الدخيلة على مجتمعنا». وأضاف السراج: «لا أجد الكلمات التي تعبر عما يدور داخلي من مشاعر الحزن والأسى على مقتل الأطفال الأبرياء»، مشيراً إلى أن الليبيين لا شك في أنهم جميعاً مصدومون يعيشون حالة من الذهول من وقع هذه الجريمة البشعة الدخيلة على مجتمعنا. وأوضح المتحدث باسم جهاز المباحث الجنائية (الغربية) هيثم محمد، أنه «عقب التحقيق مع المتورطين في قضية اختطاف أطفال عائلة الشرشاري، تم الاعتراف بقتل الثلاثة الذين تم اختطافهم منذ أكثر من عامين». ونشر الجهاز صوراً لانتشال رفات الأطفال الثلاثة، الذين تم وضعهم في حفرة صغيرة بإحدى الغابات.
كانت قوات أمنية قد داهمت منتصف مارس الماضي، وكراً تتحصن به عصابة مسلحة متورطة في عدة قضايا قتل وخطف، بأوامر قبض من النائب العام في مدينة صرمان الواقعة على بعد (60 كلم) غرب طرابلس.
وأسفر الهجوم عن مقتل 5 مسلحين وإصابة النمري المحجوبي قائد العصابة المسلحة، التي تعد من أكثر العصابات تسليحاً وتنفيذاً لجرائم الاختطاف والقتل والسرقة والسطو المسلح في غرب ليبيا، ومتهمة بالضلوع في أكثر من 30 جريمة قتل واختطاف ومهاجمة مقرات حكومية.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان، بينما استغل مهربو البشر والجهاديون والخاطفون الفراغ الأمني والفوضى لكسب موطئ قدم في البلد الغني بالنفط الواقع في شمال أفريقيا.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.