اتفاق {أوبك} يحسن مدخرات روسيا

تخصص فائض عائدات النفط لشراء العملات الأجنبية

TT

اتفاق {أوبك} يحسن مدخرات روسيا

تستمر روسيا في جني ثمار اتفاق حصص الإنتاج النفطي، لا سيما الدخل الإضافي الملموس الذي وفره ارتفاع الأسعار في السوق العالمية، مقارنة بسعر البرميل المعتمد في الميزانية. وضمن الظروف الإيجابية في أسواق النفط العالمية حالياً، تواصل الحكومة الروسية سياسة تخصيص فائض العائدات النفطية لدعم الميزانية، وزيادة حجم مدخرات الاحتياطي.
وأعلنت وزارة المالية الروسية على موقعها الرسمي أمس نيتها تخصيص 240.7 مليار روبل روسي (الدولار يساوي 57.6 روبل) لشراء العملات الصعبة من السوق خلال شهر أبريل (نيسان) الجاري، وأوضحت أن هذه المبالغ هي دخل إضافي تم تحصيله نتيجة بيع النفط الروسي بأسعار أعلى من 43.8 دولارا للبرميل، وهو السعر المعتمد في الميزانية. وحسب الخطة الشهرية ستخصص الوزارة يوميا 11.3 مليار روبل لشراء العملات الصعبة من بورصة موسكو، اعتباراً من يوم غد 6 أبريل ولغاية 8 مايو (أيار) القادم.
وتتوقع المالية الروسية أن يصل الدخل الإضافي من العائدات النفطية خلال شهر أبريل حتى 253.8 مليار روبل، وذلك بفضل اتفاق تقليص حصص الإنتاج النفطي، الذي ساهم في انتعاش أسعار النفط في السوق العالمية. وتشير المعطيات الرسمية الروسية إلى أن متوسط سعر برميل النفط الروسي ماركة «أورالز» سجل خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، من يناير (كانون الثاني) حتى مارس (آذار)، ارتفاعاً حتى 65.22 دولار للبرميل، أي بفارق نحو 10 دولارات للبرميل مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2017، حيث كان متوسط السعر حينها 52.4 دولارا للبرميل. وبالنسبة لمتوسط السعر في شهر مارس الماضي فقد بلغ 63.68 دولارا، أي بزيادة 1.3 مرة عن مارس 2017، حيث كان متوسط سعر البرميل حينها 49.76 دولار.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الروسية كانت قد أقرت منذ مطلع العام الماضي خطة الاستفادة من الدخل النفطي الإضافي، وأخذت توجه فائض الدخل لشراء العملات الصعبة شهريا من السوق المحلية، وتستفيد في بعض الأحيان من تلك العملات لدعم الميزانية، وزيادة مدخرات صندوق الرفاه الوطني الذي أصبح بديلا عن صندوق الاحتياطي، بينما تدخر الجزء الأكبر منها بغية الاستفادة من تلك المدخرات لدعم الاقتصاد الروسي بحال عادت الأسعار إلى التراجع في السوق. وبفضل انتعاش أسواق النفط بعد توقيع اتفاق تقليص حصص الإنتاج النفطي، تمكنت روسيا العام الماضي من تخصيص 829 مليار روبل من الدخل النفطي الإضافي، لشراء العملات الصعبة وادخارها.
ويتوقع أن تزيد قيمة المبالغ التي ستخصصها روسيا لشراء العملات الصعبة على 3 تريليونات روبل خلال العام الجاري، بحال حافظت أسعار النفط على صعودها أو على متوسط السعر الحالي للبرميل، الذي تجاوز في الفترة الأخيرة مؤشر 60 دولارا. وكان وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، قال في تصريحات نهاية العام الماضي، إن حجم المبالغ التي قد تتمكن الوزارة من تخصيصها لشراء العملات الصعبة عام 2018 قد يزيد على 2 تريليون روبل بحال كان متوسط سعر برميل النفط في السوق عند مستوى 54 - 55 دولارا، أما إذا بلغ السعر 60 دولارا للبرميل، فإن قيمة تلك المبالغ ستتجاوز 2.8 تريليون روبل.


مقالات ذات صلة

أسعار النفط ترتفع مع استعداد السوق لولاية ترمب الثانية

الاقتصاد رافعة مضخة نفط في المراعي بالقرب من كلاريشولم - ألبرتا - كندا (رويترز)

أسعار النفط ترتفع مع استعداد السوق لولاية ترمب الثانية

تعافت أسعار النفط، يوم الاثنين مع استمرار مخاوف مرتبطة بالمعروض بعد أن فرضت واشنطن حزمتين من العقوبات في الأسبوعين الماضيين على قطاع الطاقة الروسي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)

ليبيا تحتاج 4 مليارات دولار لإنتاج 1.6 مليون برميل من النفط يومياً

قال وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق، إن بلاده بحاجة لما يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار للوصول إلى معدل إنتاج نفطي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أمين عام «أوبك» هيثم الغيص خلال كلمته في «قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد» (إكس)

أمين عام «أوبك»: ليبيا تلعب دوراً حيوياً في سوق النفط العالمية

قال أمين عام «أوبك»، إن ليبيا تلعب دوراً حيوياً في «أوبك» وسوق النفط العالمية، «ولديها الموارد والقدرة على الإسهام بشكل كبير في مستقبل الطاقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة النفط الخام «سورغوت» المملوكة لمجموعة ناقلات النفط الروسية «سوفكومفورت» تمر عبر مضيق البوسفور في إسطنبول (أرشيفية - رويترز)

النفط يرتفع على وقع تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، يوم الخميس، بعد انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد شعار منظمة «أوبك» خلف نموذج لحفارة نفط (رويترز)

«أوبك» تتوقع نمواً قوياً في الطلب العالمي على النفط خلال 2026

توقعت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ارتفاع الطلب العالمي على النفط في عام 2026 بمعدل قوي نسبياً مقارنةً بالعام الحالي بواقع 1.43 مليون برميل يومياً

«الشرق الأوسط» (لندن)

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
TT

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج

تتسارع الخطى نحو تشييد «برج جدة» بالمدينة الساحلية (غرب السعودية) والذي سيكسر حاجز الكيلومتر في الارتفاع ليصبح أطول برج في العالم عند اكتماله بعد مضي 42 شهراً، أي في عام 2028، ليجسّد الابتكار الهندسي والتقدم التكنولوجي ويصبح علامة فارقة على خريطة المباني الإيقونية العالمية.

«برج جدة» تحت الإنشاء والعمل على قدم وساق للانتهاء في الوقت المحدد

وأُعلن الاثنين، رسمياً استئناف أعمال بناء البرج وصبّ الخرسانة في الرمز العالمي للطموح والتقدم، بحضور الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة «المملكة القابضة»، والمهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لشركة «المملكة القابضة»، والشيخ يسلم بن لادن (مجموعة بن لادن)، والمهندس حسن شربتلي شركة (قلاع جدة للاستثمار العقاري المحدودة)، ومحمد القطري شركة (أبرار العالمية المحدودة).

وأشار الأمير الوليد بن طلال إلى الدعم الذي حظي به «مشروع برج جدة» من الحكومة في سياق رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن أهمية الشراكات في المشروع، حيث قال: «الحكومة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، قدّمت دعماً كبيراً لـ(شركة بن لادن) المسؤولة عن تنفيذ المشروع. تم تسديد معظم قروض الشركة؛ ما عزز قدرتها على إدارة وإنجاز المشروع بكفاءة»، لافتاً إلى أن هذا الدعم عكس حرص الدولة على دعم المشاريع الوطنية العملاقة.

وأضاف: «اليوم نعلن رسمياً عن بدء المشروع الخاص باستكمال بناء (برج جدة)، الذي سيصبح الأطول في العالم. وقد تم اليوم البدء في صبّ الخرسانة للدور الـ64، وخلال فترة قصيرة سيتم الانتهاء من بناء دور واحد كل 4 أيام، وذلك حسب الخطة المتفق عليها. إذا سارت الأمور كما هو مخطط»، مشيراً إلى أن المشروع سيكتمل خلال 42 شهراً.

وأوضح أن المشروع يتماشى مع «رؤية 2030» التي أعلن عنها ولي العهد السعودي، مبيناً أن البرج هو جزء من منظومة متكاملة تبلغ مساحتها الإجمالية 5.3 مليون متر مربع، لافتاً إلى أن الجزء الأول الذي يضم البرج يغطي مساحة 1.3 مليون متر مربع. وعند اكتمال المشروع، ستتجاوز استثمارات المشروع حاجز 100 مليار ريال، ومتوقعاً أن يستوعب البرج بين 75 ألفاً و100 ألف نسمة عند اكتماله.

وبيّن أنّ تمويل المشروع يأتي من مصادر متنوعة تشمل التمويل البنكي والمبيعات المقدمة، سواء على المخططات أو على الواقع، وكذلك عبر تمويل المشروع جزئياً من قِبل المالكين أنفسهم. وقال: «لا يوجد أي قلق حول موضوع التمويل، حيث نتعامل مع بنوك عالمية معروفة ولدينا سجل طويل معها».

وعن المزايا والتكنولوجيا المستخدمة، قال الأمير الوليد: «البرج يعتمد على تقنيات متقدمة جداً، بعضها قيد التطوير خصيصاً لهذا المشروع. على سبيل المثال، سيتم استخدام تقنيات جديدة لنقل الخرسانة إلى ارتفاعات تصل إلى 1000 متر. والتصميم النهائي للبرج سيجعل منه تحفة معمارية متميزة على مستوى العالم. والنقطة الأعلى في البرج ستكون أكثر من 1000 متر، لكن الرقم النهائي سيتم الكشف عنه لاحقاً».

جانب من المؤتمر الصحافي (تصوير: غازي مهدي)

وأكد الأمير الوليد بن طلال أن التأثير المتوقع للمشروع يحدث حالياً، حيث ينعكس إيجابياً بشكل هائل على المناطق المحيطة به، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الأراضي المحيطة به بشكل ملحوظ، مؤكداً أن المشروع سيكون مركزاً عالمياً يجذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين.

وقال: «نحن بصفتنا مالكين، ممثلين في شركة (المنطقة الثابتة)، و(مجموعة بخش)، و(مجموعة شربتلي)، نهدي هذا المشروع العظيم إلى القيادة السعودية وشعبها. وهذا البرج ليس مجرد بناء، بل هو رمز للنهضة والتطور الذي تعيشه المملكة، وفخر جديد يُضاف إلى إنجازاتها».

من جهته، قال المهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لـ«شركة المملكة القابضة» خلال حفل استئناف أعمال بناء البرج: «يمثل حفل اليوم تجسيداً لرؤية تطلبت سنوات من العمل. وسيكون (برج جدة) منارة للابتكار ومحفزاً للنمو».

ومن المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل كبيرة خلال مراحل البناء وما بعدها.