شاشة الناقد: Chappaquiddick

Chappaquiddick
• إخراج: جون كوران
• سيرة وأحداث واقعية | الولايات المتحدة - 2018
• تقييم: (3*)
«شاباكويديك» هو اسم ضاحية لبلدة أسمها إدغارتاون في ولاية ماساشوستس. كلا الاسمين، شاباكويديك وماساشوستس هنديان. الكلمة الثانية هي لقبيلة ماساشوستس ذاتها، والأولى لنهر صغير وموقع. في الثامن عشر من سنة 1969 اشتهرت الضاحية المذكورة فجأة عندما وقعت حادثة بطلها السيناتور تد كندي، أدت إلى خروج السيارة عن جسر شاباكويديك الصغير وسقوطها في الماء ومقتل امرأة كانت معه في السيارة اسمها ماري جو كوبيشن. أما تد كندي فخرج سالماً.
كندي لم يكن مستعجلاً للإبلاغ عن الحادث؛ فمضت عشر ساعات قبل أن يتصل بالبوليس ما نتج منه إدانته بتهمة مغادرة موقع حادث تسبب في مقتل وصدور بقرار بسجنه لشهرين وإن لم يتم تنفيذ القرار.
لا يكتفي الفيلم بسرد الحادثة، وإلا لافتقد أي أهمية تذكر، بل ينطلق من ملابساتها ليطرح أسئلة حولها. الحادثة تقع، كما شرحنا، والسيارة تسقط مقلوبة في مياه ضحلة. هو يخرج سليماً ولا يتذكر كيف (!)، وهي تبقى في السيارة. لا تموت على الفور، بل تعيش لساعتين أو ثلاثة قبل أن تلفظ الأنفاس.
هنا تتوارد الأسئلة التي يستخدمها الفيلم ليطرح مسألة الفساد، وكيف أن حياة أصحاب الوساطات والسلطات تختلف عن حياة الناس العاديين، ولو جمعتهم حادثة واحدة. من بين هذه الأسئلة التي يتداولها الفيلم كيف خرج كندي سالماً سليماً؟ لماذا ترك ماري في السيارة وهي جريحة؟ ثم لماذا أخذ وقته قبل أن يبلغ عن الحادثة في اليوم التالي؟
أكثر من ذلك، يطرح الفيلم غموض الملف ذاته وإغلاقه سريعاً. صحيح أنه بعد يومين من ذلك التاريخ سطا خبر هبوط الأميركيين على سطح القمر، لكن الآلة البشرية المحيطة بالسيناتور بقيت مشغولة بترتيب الأجواء لدعم حكاية تد كندي وتغطية ثقوبها. هذه الآلة وصاحبها هي تعبير الفيلم عن الطبقة الحاكمة من ناحية وعائلة كندي التي لم ينج فرد منها من محاولة الإعلام (لاحقاً ووصولاً لهذا الفيلم) من نفض الغبار عما اعتبرته الوجه القبيح لها.
لا يدخل الفيلم في تفاصيل أكثر من المطلوب بالنسبة للحادثة ذاتها. نحن لا نعلم إذا ما كانت هناك علاقة بين ماري (تؤديها كايت مارا) وبين تد (كما يؤديه جاسون كلارك). لا نجد ما يكفي من الخلفيات لكي نجيب عن الأسئلة المطروحة. لكن ذلك يشتغل لصالح الفيلم وليس عكسه، ولو أنه لا يعمّق المفادات المطروحة. ما يهم المخرج كوران ليس تحديد ما حدث، بل التساؤل حول نتائجه.
لكن الفيلم يطرح شخصية بطله على نحو واضح: هو ابن العائلة السياسية الشهيرة الوحيد الباقي بعد مقتل شقيقيه جون وروبرت ووفاة شقيقه جوزيف قبل ذلك. هذا الانتماء يزعجه؛ فهو ينشد طرح نفسه مستقلاً، ويبحث الأمر قبل الحادثة مع ماري وإحدى صديقاتها. بعد الحادثة يبدو وضعه مهتزاً، لكن اسم العائلة من ناحية ووساطاتها من ناحية أخرى تحميه من عواقب ما أقدم عليه، وإن لم تكن تكفي لإيصاله إلى البيت الأبيض.
الفيلم هادئ النبرة كشخصية تد كندي ذاتها. ربما أكثر مما يجب. هي النبرة التي فضل المخرج استخدامها في أفلامه الثلاثة السابقة.

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة