أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكماً ابتدائياً على مواطن سعودي بالقتل حد الحرابة، والصلب، بعد إدانته بقتل عدد من المدنيين ورجال الأمن، بينهم ابن عمه الذي استدرجه المدان إلى منطقة صحراوية بمنطقة حائل (شمال السعودية) بغرض صيد الطيور، في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك (عام 1436هـ، 26 سبتمبر (أيلول) / 2015)، وكبّله بحبال تحت تهديد السلاح، ثم أطلق النار عليه، كون المجني عليه يعمل في قطاع القوات المسلحة السعودية. والمدان «داعشي» بايع أبو بكر البغدادي زعيم هذا التنظيم الإرهابي.
وأبلغ قاضي الجلسة المدان الذي حضر إلى المحكمة على كرسي متحرك، بأن لديه 30 يوماً لتقديم الاعتراض على الحكم، إلا أن المدان أبدى قبوله بالحكم الابتدائي، دون معرفته معنى الحكم حد الحرابة أو الصلب في الأحكام القضائية، الأمر الذي بيّن جهله بالشريعة الإسلامية، علماً أنه ظهر في مقطع مرئي يؤكد انضمامه إلى تنظيم داعش الذي يقوم بعمليات إرهابية بناء على مبررات دينية مزعومة.
وكان المقطع المرئي الذي جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر في العالم العربي، عُرِف باسم «تكفي يا سعد»، وكشف حقيقة التنظيم الإرهابي الذي لا يستند على مبدأ شرعي، خصوصاً أن القاتل دخل قاعة المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، وهو على سرير نتيجة إصابته خلال المواجهة، ولم يكن يعرف الفرق بين الترافع بالدفاع عن قضيته، أو الفرق ما بين حد الحرابة أو القتل تعزيراً، بل وصف أمام القاضي أن قضيته واضحة لا تحتاج إلى الاستمرار في جلسات المداولة، على الرغم من أنه لم يتواصل مع أي شخص بالتنظيم داخل السعودية أو خارجها.
وأقر المدان بكل الأدلة المنسوبة ضده، عدا قيامه بتصوير المقطع المرئي، ونشره على الإنترنت، علماً أنه كان يقضي معظم وقته في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والاطلاع على الأحداث الجارية في مناطق الصراعات، وبينها سوريا، والمواقف المؤيدة لقتل رجال الأمن، ما نتج عنه تأثره بـ«داعش»، لا سيما أنه طلب من والده استخراج جواز سفر حتى يسافر إلى سوريا خفية.
وقرر المدان، مع شقيقه، البدء في عملية اغتيال ابن عمه، بعد أن قاما بنصحه بترك وظيفته، دون أن يأخذ المجني عليه الموضوع على محمل الجد. وذهبوا جميعاً إلى منطقة صحراوية بغرض صيد الطيور المهاجرة، ثم العودة سريعاً، وبعد وصولهم، أوقف المدان السيارة، ونزل منها مع أخيه، وقاما بتكبيل ابن عمهما بالحبال تحت تهديد السلاح، وطلب المدان من شقيقه تصوير مقطع فيديو لعملية الاغتيال، ثم قام بمبايعة أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، على السمع والطاعة، وبعدها قتل ابن عمه. ونشر شقيق المدان المقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم غادر مع شقيقه موقع الجريمة وتركا جثمان ابن عمهما المجني عليه هناك. وقام المدان أيضاً بعملية إرهابية تمثلت بهجوم على مركز للشرطة وكذلك قسم للمرور في منطقة حائل، وقتل عدد من رجال الأمن، إضافة إلى مدنيين.
واتجه المدان بعد استهداف عدد من رجال الأمن، إلى منطقة صحراوية مرتفعة للمبيت فيها، ثم تحرك مع شقيقه إلى مواقع أخرى، حيث جرت محاصرتهما من قبل رجال الأمن الذين طلبوا منهما تسليم نفسيهما، إلا أنهما ردا بإطلاق النار على رجال الأمن بهدف قتلهم. وأثناء تبادل النار، أصيب المدان إصابة خفيفة بالرأس فأعطى السلاح الرشاش لشقيقه، ثم نزل وإياه من السيارة وتحصَّنا في مكان جبلي، وأطلقا مجدداً النار على رجل أمن شاهدهما فقتلاه، ثم شاهدا سيارة دورية لا يوجد بها أحد فأخذاها وهربا بها بسرعة جنونية، لكنهما انقلبت أثناء مطاردتها، وتمكنت قوات الأمن من اعتقالهما.
السعودية: الحكم بحد الحرابة على «داعشي» غدر بابن عمه بنيران الإرهاب
السعودية: الحكم بحد الحرابة على «داعشي» غدر بابن عمه بنيران الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة